د.إيهاب أبورحمه
منذ ايام طالعتنا الصحف بخبر عن تجنيس مخترع مصرى صغير من قبل دوله الإمارات العربية.
لفت انتباهى هذا الخبر و معه خبر اخر مفاده ان مصر صاحبه أعلى رقم فى العالم اجمع من حيث عدد علماء مصر فى الخارج و التى تفاخرت بهم الجريدة بأن عددهم يزيد عن ال 86 الف عالم مصرى فى الخارج .
فى حقيقه الامر لم اشعر بالفرح و الفخر بل شعرت بمراره شديده .86 الف عالم مصرى فى الخارج و بالطبع فهذا الرقم معرض للزياده بل هو على الارجح اقل من الواقع, رقم خيالى كان من الممكن ان يبنى دول عديده بحجم مصر كان بامكانهم ان يجعلوا من مصر مناره للتقدم و قبله للعلم و هم بالفعل يبنون العشرات من الدول .
وبالنظر لقصه المخترع الصغير المصري سابقا «مصطفى مجدي الصاوي»، البالغ من العمر 17 عامًا، وهو من أبناء مدينة المنصورة بالدقهلية،بعد اختراعه ( السد العربى الذكى).
مثّل مصطفى مصر وجامعة المنصورة في بطولة العالم للمبدعين العرب بلندن بمشروع عن (إنتاج أكبر طاقة كهربائية متجددة على مستوى العالم، من دمج ثلاث طاقات متجددة مع بعض التعديلات الهندسية في كل مصدر من الثلاث طاقات، بحيث يكون الإنتاج هو 33.1 جيجا في الساعة الواحدة مع عملية تحلية للمياه بتكلفة 20% فقط من التحلية الدولية)
وتمت إعادة اختبار الفكرة أكثر من 27 مرة، إلى أن تم الوصول إلى التجربة النهائية التي تظهر فيها جميع النتائج بالإيجاب، ودرجة النجاح الكبرى، وحصل «مصطفى» على جائزة أفضل باحث عربي على مستوى العالم في المسابقة.
مصطفى لم يجد الاهتمام فى بلده رغم رغبته فى افاده وطنه و اهل بلده ب عقليته المبدعه,فما رأينا الا شو اعلامى عن دعم مصطفى و دعم العلم و لكن ماحدث هو العكس تماما فلم يعيره احدا اى اهتمام الى ان اختطفته دوله شقيقه كنت اتمنى ان تدعمه دون تجنيسه و لكنها بالفعل لا تلام فهذا هو الواقع هم يبحثون عن مصالحهم و لا نلوم الا انفسنا فنحن من لا يعرف مصلحته و قيمه نوابغ بلده .
مصطفى هرب خارج البلاد من اجل نفع البشريه قبل ان يحمل جنسية دولة أخرى و اتفهم انه الأن يشعر بالمراره من تمثيل جنسية اخرى غير جنسيه وطنه الأم و لكن أما ان ينفع البشريه او ينتظر على المقاهى من اجل وظيفه لا تغنى ولا تثمن من جوع ان وجدها فتلك الوظائف محجوزه مقدما لارباب الوسايط و المحسوبيه.
قد اتفهم ما فعله ففعله الكثيرين من قبله فلولا خروج زويل المجتهد ما كان هناك زويل العالم الذى يتشرف به العرب الان بل و يتمسحون بعلمه و مكانته و مثله الكثيرين امثال مجدى يعقوب و مصطفى السيد و عصام حجى و بقيه ال 86 الف عالم المنتشرين فى ربوع العالم .
فى فتره ثوره يناير فقط كتبت بعض التقارير ان من ترك المحروسه من الاطباء يقدرون ب اكثر من 30 الف طبيب فى مختلف التخصصات ناهيك عن المهندسين و باقى فئات العلميين فى مصر .
هل لدى المسئولين فى بلادنا النيه لاصلاح الجانب العلمى و تطوير البحث العلمى ام اننا فى محاوله و فقط لتثبيت البلاد على ماهى عليه .
ولا اشك و لو لبرهة ان من ترك مصر و يعيش فى اى بلد اخر يشعر بالسعاده لتركه بلاده ف المصرى يعرف عنه حبه و ارتباطه الشديد ببلده حتى لو طال زمن غربته عنها .
و العجيب هذا الكم الرهيب من تخوين الصغير المبدع الذى فضل ان يخدم المجتمع على ان يضيف عاطل الى عاطلين مصر او ان يتجه الى سكك الانحراف من اليأس و الاكتئاب حينما يواجه الواقع المرير بعد تخرجه من جامعته و جلوسه على المقاهى و فى الطرقات
يا ساده بدلا من ان نوجه له تهم الخيانه لا بد ان نوجهها لمسئولى البحث العلمى و التعليم فى مصر فهم اسباب انهيار التعليم
و هروب العلماء فلا مكان لمبدع و صوت المحسوبية يعلو عن صوت المعركة ومعايير الاختيار هى النسب
و الحسب لا بالابداع و العلم .و بعد تجنيسه بالجنسية الإماراتية لم يتوقف ابداعه فمثل بلده الجديد في المؤتمر الثامن للاختبارات على مستوى الشرق الأوسط ومنح الميدالية الذهبية.
مصطفى ليس الأول و لن يكون الاخير طالما سياساتنا العلميه لا تتغير ,هو و فقط مثال تم تسليط الضوء عليه من قبل الاعلام فلا نتعجب فالعديد من مستشفيات العالم تعمل و ترتقى بالأطباء المصريين الذىن يشهد لهم العالم
بالكفاءه .
لا نتعجب أيضا عندما نجد رواد فى كل المجالات العلميه من مصر و لكن نبغوا و فقط لخروجهم منها ووجودهم فى بيئه تحترم العلم و العلماء .
لولم ندرك ان العلم و الصحة هم أساس الأمن القومى لن نتقدم قيد أنملة و سنستمر فى طرد اى نابغه فى مهده
وسنجد من يبحث عنهم و ينتظر هروبهم .
مصطفى ضحية الجميع ضحية مجتمع لا يعى للعلم قيمة و مسئولين لا يهمهم الا المناصب و الكراسى …مصطفى ليس هو الخائن, الخائن هو من تركه يبحث عن جو علمى و لم يوفره له وهو المسئول عن البحث العلمى ولا يفعل من أجله شيئا، الخائن هو من يورث المناصب لمن لا يستحق و يضرب بمصلحة البحث العلمى ووطنه عرض الحائط..
احنا اسفين يا مصطفى
د.إيهاب ابورحمه