بقلم الأديبة السورية نادية خلوف،
جريدة الاهرام الكندى
التي يكتملُ قمرُها هذا العام ، ويملأ عالمنا بالجمال.
هي نبض من الحياة، ووهج من حبّ.
.. .
في ليلةٍ اكتملَ فيها القمرُ
أمرُّ من نافذة الزّمنِ أبحثُ عن الحبّ. أضيعُ فيالبراري ، أغفو قربَ ساقيةِ ماء .
يمرّ الحلم أمام عينيّ ، ينامُ قربي ، يحاولُ أن يوقظُني، أبعدُه بكتفي عنّي.
أستيقظُ ، أمدّ يدي كي أمسكَ به، لا أراه. أعرفُ أنّني قد ضعتُ للتوّ.
سوفَ أجدُني. أبحثُ الآن عنّي.
أتعثّر بأشياءَ لا أعرفُها ، أعتقد ُأنّها هو –أعني الحلم –
أسمعُ غناءَ الرّعيانِ قادماً من فجٍّ عميقٍ.
أنتظرُهم في منتصفِطريقٍ، يبتعدُ الصّوتُ. أركضُ ، وأركضُ، ومرّة أخرى أضيعُ.
أسندُ ظهري إلى شجرةِ صفصافٍ عتيقةٍلم تستيقظْ بعد.
كأنَّ الصّفصافَ يعرفُني. انتفضتْ أوراقُ الشّجرةِ من غفوتِها
. سمعتُ صوتَها العميقُ يرحِّبُ بي. أرسلتِ الشّجرةُ بلبلاً يشدو:
غداً يبدأ موسم البرد .
لن أرحل إلى بلاد دافئة.
أبقى معكِ هنا،
وعندما تركضين أحوّمُ فوقَك، أكونُ مظلّةً لكِ،
أردّدُ الأغاني كي لا تشعري بالبرد . . .
. . .
على امتداد العالم أراكِ. أهواكِ.
تسمعُني الرّيحُ صوتَالنّشيدِ .
يمتدُّ عمرٌ إثرَعمرٍ ،
تبدأ الحياة من جديد. . .
نغادرُ الأماكنَ، ننسى بعضّاً منها ،
نستيقظُ على زمنٍ جديد.
لا نخافُ الزّمن .هو نحنُ في كلّ حالاتِنا.
وقمرً مكتملُ البهاءِ هو زمني الجديد.
ليس للفرح ألوان .له لون واحد،
قمرٌمنيرٌ يطلُّ من لونِفرحي ، له طعم جديد.
. . .
تفورُ ذكرى حبّ الحياة .
تتدّفقُ على دربِ النّور .
يحلّ فيضانٌ كبير،
يكتملُ القمرُ في تلكَ اللّيلةِ.
تسبح أفلاكنا على الطوفان .
نحملُ في مراكبنا أزواجاً من الحبِّ.
يرتفعُ الجمالُ ، يرقصُ على وقعِ غناءِ القمرِ.
تمتلئُ الأرضُ بالسّرورِ.
. . .
. . .