الأربعاء , نوفمبر 20 2024
هانى شهدى

خــــــــداع الـمـــلائــكـــة الجــزء الثــانـي

هانى شهدى
                     هانى شهدى

بقـلـم / هـانــي شــهــدي
( 3 )
جــاءنى الــرد مفاجــأة غــير متـوقّعة كشروق الشـمس من الغـرب .
• ” فيه واحـد أتقـدّم لى .. و هنتــخطب قـريب ”
• ” شئ طبيعى .. كل الناس بتحب القــمر لكــن القمر بيحب مين؟! ”
• ” لكن بابا أدآه كلمة .. و صـعب يرجع فيها ” أسهلاً عليه أن يعطيه كلمة و دون أن يدرى – يعطينى أنا خنجراً فى ظهرى ؟!– أتلك هى شريعته ؟!
• ” و انت موافقة؟؟ ” ..
• ” مقدرش أكسر كلمته ” لكن الأسهل تكسرى قــلبى .. صح ؟!
• ” و انت تعرفيه كويس ”
• ” فــقط صديق للأسرة “
دفعنى فضولى المعتاد – و ليست غيرتى– لأعرف من هو؟ومدي علاقتك به؟
فأجبتنى بلا مبالاة “لأ .. معرفوش كويس”
كررت نفس السؤال فكانت منك نفس الإجابة .
و لما كان صعب إنسحابى بهذه السهولة .. كرّرتُ طلبى فى معركة حرّة مفتوحة يفوز فيها الأجدر ،
طلبتى مُــهلة للمفاضلة .. و كررتى الرفض محملة أبيك المسئولية أكثر منكِ .. فقلت لك : ” وافقى و أنا كفيل بكل التحديات ” وافق قلبك الذى يعرفنى جيداً – و لم ينطق لسانك .. ففعلت كتلاميذ المسيح الذين أعلن لهم ذاته أكثر من مرة فآمنوا به .. لكنهم لم يكونوا بالقدر الكافى ليصدقوه حتى النهاية ” فقط كنت أطلب منك قليل من الذكاء كثير من الإيمان بى .
و كررتى ” دا نصيب أتمنى لى التوفيق معه ” و لما لا يتمنى لنا هو التوفيق .. فــأنا أكــثر من أحــبه ومن احاول إرضاءه ، منافقاً لو قلت لكى غير هذا ، و أعرف مقدار أنانــيتى و غــرورى ، قد لا تعجبك صراحتى .. و لكن صعب أن أجاملك على حساب نفسى .
• ” إنســانى! ” حاولت جاهداً أن أنساكِ .. خاننى ضعفى أمامك في كل مرة .. وجدت نفسى كمن لا يجيد السباحة و يصر أن يسبح ضد التيار .. كلما جاهدت ضدك ، كلما غرقت فيك ، كان صعباً أن أقتلعكــى منى ..
حوّلتِ فكرة النسيان إلى النسيان المقنـَّـع و قلتِ “خلينا أصدقاء ” فضحكتُ أرفض أن نكون أصدقاء ” أنت أحلى من أن تكونى صديقتى ” أقبل أن تجمعنى الصداقة – فقط بإمرأة لم تقلب توازنى العاطفى تكون على الحياد مع قلبى ولا تقوى على الدخول .. إمرأة لم تلمس أوتار الروح عندى ، أما أنت .. فكل ما فيك اقتحمنى دون إذن منى أو سابق إنذار ، بك تصالحت مع نفــسى ومع الأشياء حولى ، فرضتى نفسكِ على صحوى و نومى ، فى نفس الوقت .. لا تنكرى .. أنا أيضا تسللت تحت جلدكِ .. امتلكت مفاتيح القلب و الروح عندك .. لا تنكرى تملكى منكِ .. إسألى نفسك وأجــيبى بأمانة أرفض أن يحيل العشاق ملفاتهم الفاشلة إلى أدراج الصداقة .. فكم إمتلأت هذه الأدراج من خطايا العشاق وسـوء قرارتهم ..
أتدرين أنى بحيلة صبيانية أنيقة ، حصلت على رقــم هـاتفك و أخــبرتك بذلك ، اندهشتى لأنه برغم لهفتى لم أتـصل ، لأنك طلبتى منى الحديث – كصديق – كيف اجتمع أنا و أنت و همسات الليل ولا أتحول إلى عاشق ثورى .. كيف أختصر نهر الحب بداخلى إلى قطرات .. ومن أين لى أن أُسكت هــذا الشيطان السـاهر ليحدثك .. المكالمة ستصبح خطية سامية محبّـبة ترفضين الوقوع فيها .. و السكوت سلبية و عذاب لم أتعوده .. ففضلت السكوت .
ســيدتى ، فى أيام قليلة كنت الملاك الذى حملنى فوق جناحيه وصعدتى بى فوق كل أوجــاعى وأتــعابى فتركت نفسى له حتى أوقفنى على باب الجنة و ألمحـنى روعتها ، أعدل هذا أن تطلبى منى فى بساطة الرجوع مــرة أخرى إلى الأرض و أهـوالها .. أى عدل هذا ؟!
تقتلنى حالة اللاقبول و اللارفض التى نحن فيها .. يا عزيزتى أختارى الحرب أو السلام .
عزيزتى .. أنا كالطفل الصغير الذى لا يترك لعبته بسهولة لطفل غيره .. الفلاح لا يتنازل عن أرضه حتى الدم .. و لهذا أعلنت الحرب على الجميـــع .

100

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …