الإثنين , ديسمبر 23 2024

لعبة الكراسي .

حمدى الجزار المحامى
 حمدى الجزار المحامى

بقلم حمدي الجزار المحامي
من خلال متابعتنا للمشهد السياسي الراهن وقراءة سريعة لما يحدث الآن في الاستحقاق الاخير لهيكل الدولة وثالث خطوة على طريق الاستقرار ،، بل ومن وجهة نظرنا جميعا هي أهم خطوة بوجود البرلمان الشعبي لما له من صلاحيأت دستورية لم تمنح على مدار عقود من الزمن لبرلمان سابق على الاطلاق .
فقد مرت المرحلة الاولى من انتخابات البرلمان وكان لها مالها وعليها ماعليها ،،وتمت على خير بفضل رجال القوات المسلحة وتأمين اللجان الانتخابية ،، ولكن خرجنا منها بدروس كثيرة ،،اهمها آلية الاختيار وكيفية الاختيار لاشخاص المرشحين الذين اصبحوا بالفعل بحكم القانون هم ممثلي الشعب ونوابه الآن ،،
لاحظنا جميعا أنها نفس آلية الماضي ونفس الكيفية فالجميع عمل بمنظومة الحزب الوطنى السابق ،، من رشوة الناخبين ،،وسيطرة رأس المال السياسي على العملية الإنتخابية ،،هذا من ناحية الآلية ،،اما من ناحية الكيفية التي يكون مردودها للناخب نفسه فقد كانت كما هي فالناخب المصري الذي يدلي بصوته بالفعل مازال ينتخب إبن العائلات الكبيرة والشخص المعروف عنه الثراء المادي ،،ولعبت القبلية والعصبية دورها كما كانت تلعبه في البرلمانات السابقة ،، والناخب الاخر كمن له حق التصويت فهو عازف عن المشاركة ودائما مصاب بالاحباط أمام دور مجلس النواب .
الجدير بالذكر أننا نرى نفس الآلية والكيفية تلعب نفس الدور في المرحلة الثانية لاتمام هذا الاستحقاق الهام ،،فالمال السياسي موجود بكثرة في الشارع المصري ،، ومازالت العصبية والقبلية موجودة بأغلب محافظات الجمهورية المتبقية ،، بصرف النظر عن الدور الرئيسي والاساسي الذي يلعبه هذا المرشح أو ذاك .
المحزن حقيقة أن نرى كل هذا بعد ثورتين كان هدفهما الاساسي التغيير ،، ولكن مانشاهده الان ليس تغييرا بل استرجاع لما كنا فيه وماكنا نعاني منه ،، وسنجد أنفسنا أمام برلمان لايختلف كثيرا عما سبقه من برلمان الحزب الوطني ،،برلمان للتصفيق ،،برلمان للمصالح الشخصية ،،برلمان سمته الاساسية الموافقة ،، ومعارضة هشه بموافقة ضمنية ايضا .
قد ظهر ذلك جليا من خلال اللقاءات وبعض المناظرات التى شاهدناها جميعا عبر شاشات الفضائيات بين المرشحين ،،وطريقة الحوار والاسلوب المتدني بينهم ببعض ،،وإلصاق التهم دون دليل ،،وفضائح على الملأ أمام كافة المجتمع ،، لنجد انفسنا أمام مرشحين لايصلحوا البتة لكي يكونوا نواب وممثلين عن الشعب وإرادته ،،
هل سيكون هؤلاء الاشخاص الذين يخوضون في الاعراض ،،وإتهام بعضهم بالفساد ،، ورشوة الناخبين ،،ومحاربة بعضهم البعض بطرق رخيصة ودنيئة لكي يفوز احدهم على الآخر بالكرسي هم خير من يمثلنا ،،
هل نثق بهذا الشخص الذي استولى على الكرسي بهذا الاسلوب وهذة الطرق أنه سيكون أمينا على مصالح المواطنين ،،ويعمل على خدمتهم ويسن لهم التشريعات التى تتلائم مع ظروف حياتهم ،، ويراقب أجهزة الدولة ،، ويشارك في وضع استراتيجية الموازنة العامة للدولة ،،ويحارب الفساد
هل من وصل للكرسي بالفساد سيحارب الفساد ؟؟؟
هل من إستولى على الكرسي بالرشوة سيجرم الرشوة ؟؟؟
هل من إغتصب الكرسي بالنصب والاحتيال سيؤتمن على أسرار الدولة ؟؟؟
هل من انتزع الكرسي بفضل العصبية والقبلية والعنصرية سيقف بجانب الفقير ويشعر بآلامه ؟؟؟
هل من حارب على الكرسي وفاز بمعركة غير شريفة وغير متكافئة سيحارب من اجل الكرامة والتكافل الإجتماعي ؟؟؟
وهل ،، وهل ،،وهل ؟؟؟

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …