للكاتب: محمد عاطف قبوض
ثورات عربية شعبية وقعت في إطار حروب التحرير والجهاد ضد المستعمرين والمطالبة بالاستقلال ولكنها هذه المرة ليست مطالبة برحيل مستعمر أجنبي، وإنما كانت انتفاضة شعبية قامت لتحقيق الإنصاف من حكامها المحليين، وطغاة من أبناء جلدتها، فرضوا أنفسهم عليها، وساقوا سوقاً إلى ما يريدونه دون ما يريده الناس، وفرضوا أجندتهم دون أجندة الشعب، وحكموا باسم هؤلاء الناس، من دون أن يكون لهم رأي في هذا الحكم ، مما وجب تعديله وتحركوا بإرادة قوية، وبتوحيد الصفوف، وبمختلف الشرائح والفئات العمرية، فماذا بعد تلك الثورات التي أهدرت اقتصاد الدول؟..، وماذا عن اليد الخفية التي دفعت بالشعوب إلي هذا الطريق؟ أسئلة كثيرة تخاطرني وتجعلني أسأل. جميع الدول العربية ميزها الله بثروات متعددة، سخرها لنا الله لكي نستفاد منها ونحسن استخدامها، هناك العديد من المواد الخام المتواجدة في باطن الأرض، والتي يقوم باستيرادها دول الغرب بثمن لا يذكر؛ كيف لنا أن نعيش على معوناتهم، ولدينا ثروات ناجزة تنقلنا إلى دول متقدمة مصدرة. وسأكمل حديثي عن الصناعة وتأثيرها على نمو اقتصاد الدول. حيث إن الصناعة قادرة على رفع مستوى معيشة الشعوب، وكذلك تلعب الصناعة دورًا مهمًا في القضاء على مشكلة البطالة؛ بأسهاماتها في تطوير النشاطات الاقتصادية كالزراعة والتجارة والنقل. وسأسرد نماذج ناجحة حقاً استطاعت أن تصل إلى معدل نمو لا يخطر علي بال في فترة زمنية قصيرة جداً. ماليزيا بعد أن كان يعاني سكانها من الفقر وقلة الخدمات والبطالة. بالصناعة أصبحت من الدول المتقدمة وتراجع معدل الفقر بها من 70% إلي 5% ، وبعد أن كان دخل الفرد لا يتجاوز 350 دولاراً. أصبح يتقاضى معدل دخل شهري 18 ألف دولار؛ وتقدمهم في الصناعة جاء نتيجة اهتمامهم بالتعليم أولاً، وإشرافهم علي البحث العلمي أدى إلى ظهور جيل واع مثقف قادر على تحمل المسئولية وقادر على مواجهة التحديات، النموذج الثاني: البرازيل من بداية تولي الرئيس السابق لولا دا سيلفا مقاليد الحكم في البرازيل، والبلد في تقدم مستمر مع العلم أن دولة البرازيل كانت دولة نامية تعاني من الفقر والبطالة ونقص الخدمات والرعاية الصحية وأيضاً كان يسودها الجهل والتخلف، وبعد مجئ لولا دا سيلفا اليساري تحت حزب العمال حيث كان عاملاً بإحدى مصانع السيارات بالبرازيل ؛ استطاع بسياسته القوية إرجاع هيبة الدولة وبناء نهضتها الاقتصادية، انه نعم النموذج المشرف حقاً حول البرازيل من دولة لاشىء في مدة الثماني سنوات فقط من فترة حكمه إلى الثامنة عالمياً من حيث الاقتصاد. ومن ركائز البناء الديمقراطي المعتمد على النموذج الفيدرالي والانفتاح الاقتصادي والاستراتيجي وجعل البرازيل نافذة على العالم أدى إلى النمو الاقتصادي الملحوظ. تقدم الدول لن يأتي بالسطوية والعفوية، ليس من حق أي حاكم أو أي مسئول أن يعين نفسه وصياً علي الشعب، هذه النماذج جاءت لحكام معظمهم مدنيين لا يرتدون ثياب السلطة والنفوذ ولكن هدفهم بناء الدولة. ليتركوا التاريخ يتحدث عنهم وعن إنجازاتهم الحقيقة. لا عن إنجازات وهمية كاذبة لا تعترف بها كتقدم حقيقي يدفع بالبلاد إلى طفرة وهمية لا يعلن مخزاها ، ماذا عن المصانع والشركات التي تم إغلاقها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؟.. ماذا عن المهاترات والخرافات التي تدفع باقتصاد مصر إلي الخلف؟… ماذا عن التعليم والصحة والفقر والبطالة؟ حقيقة ليس من حق أحد تجاهلها. فكل ذلك قائم على أساس هرمي فإذا تم اكتمال أجزاءه تم بناء الهرم.. فعندما تتحقق الطفرة الصناعية يحدث معها نهضة تنموية، وهذه الطفرة سيبني علي أساسها انتعاش حركة التجارة العالمية، وكذلك سيتم حل مشكلة البطالة تدريجياً ؛ وسيتحقق الهدف المعلن من بناء وطن علي أساس قوي. “حفظ الله شعوبنا العربية وأوطاننا من التمزق والتفرق”
الوسوممحمد عاطف قبوض
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …