الأحد , ديسمبر 22 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

لماذا تم إسقاط الطائرة الروسية بسيناء ؟؟

بقلم / عساسي عبدالحميد

كان من المفروض والمرتقب أن يدخل مشروع ربيع الهدم العربي مرحلته الثانية باستهداف الملكيات والسلطنات

و مدعشات نفطستان، لكن الوضع في مصر و سوريا أبطأ المشروع، وهذا التأخر أصبح لا يريح في الوقت الراهن

القائمون على مشروع الفوضى الخلاقة ..كان من المفروض أن يرحل الأسد وتنشط الميليشيات على شاكلة ليبيا

ليكون الخراب أوسع وتتأجج الحرائق أكثر من بانياس غربا حتى البوكمال شرقا ومن القامشلي

شمالا حتى القنيطرة جنوبا  وكان من المفروض أيضا أن تتحول مصر الى مدعشة رائعة تعلو صوامعها

ومحاكمها الشرعية بيارق و خرق داعش الكئيبة و أن تدمر أهراماتها و تحرق متاحفها و كنائسها

وأديرتها و يذبح أقباطها ….في ظل هذا الوضع ارتأى القائمون على مشروع ربيع الهدم العربي

ولتسريعه وقطع مراحل متقدمة منه ضرب أهم مورد للخزينة المصرية ألا وهو السياحة

فكان اسقاط الطائرة الروسية المدنية وهلاك كل ركابها البالغ عددهم 224 ضحية

بينهم أطفال فوق أجواء سيناء بعد اقلاعها من مطار شرم الشيخ الدولي، وتم الصاق العملية

بتنظيم داعش والذي يشرفه أن ينسب اليه هذا النوع من الجرائم الجهادية

فما أحوجه لملحمة خيبرية ترفع من معنوياته و تحفز عناصره و محبيه بولاية سيناء التي أعلنها

التنظيم جيبا من جيوبه ودارا من دياره ، قد يكون المنفذ تابعا للتنظيم لكن المخطط في قمرة بعيدة

متحصن في برج عالي يخطط و يدبر ..بعد عملية تفجير الطائرة الروسية أعلنت بريطانيا و أمريكا وفرنسا

وألمانيا و تركيا و الامارات و روسيا تعليق رحلاتها الجوية صوب مصر الى حين 

ونصحت أكثر من دولة رعاياها بعدم التوجه لمصر نظرا لخطورة الوضع و هاهي روسيا

الآن تعمل على اجلاء حوالي 50 ألف من رعايها بمصر ….من أهداف العملية كما قلنا

ضرب السياحة المصرية التي تسترزق منها شريحة هامة من المصريين عبر فرص شغل مباشرة

وغير مباشرة و حرمان الخزينة المصرية من مبالغ هامة من الضرائب على الأرباح والمداخيل

والتي توجه لتغطية مصاريف الأعمال الاجتماعية و دفع رواتب الموظفين ومن المرتقب أن تخسر مصر

اذا ما استمرت الأوضاع بهذا الشكل و بهذه الوتيرة حوالي 5 ملاير من الدولارات برسم سنة 2016 ..

ومن أهداف تفجير الطائرة الروسية أيضا تحفيز تنظيم داعش الارهابي ليكشر عن أنيابه

ويشحذ أظافره في وجه روسياالأرثوذكسية الغازية المحتلة عقابا لها على تدخلها العسكري

في سوريا و دعمها لبشار الأسد، و يأتي هذا بعد دعوة العشرات من رجال الدين السعودي الموالين

للنظام الوهابي للنفير و اعلان الجهاد ضد روسيا القيصرية و كأن بوارج أمريكا وقواعدها في الخليج

ليست سوى كتيبة من كتائب خالد بن الوليد أو عمرو ابن العاص المرابطة على أبواب القسطنطينية

وتخوم فارس ….مصر العصية الآن مستهدفة و بشكل غريب ورهيب، مستهدفة في سياحتها

أحد أهم مداخيل رزقها و مستهدفة كذلك في أمنها الغذائي عبر قنبلة مائية رهيبة أخطر من قنبلتي

هيروشيما ونكازاكي والمتمثلة في سد النهضة الاثيوبي الذي مولت بنائه السعودية والامارات بتزكية

ومباركة من واشنطن وتل أبيب….وما على القيادة المصرية اليوم سوى العمل على تقوية الجبهة الداخلية

و تحسيس المواطن بالمرحلة المفصلية الدقيقة والصبر أكثر وتأطيره وتأهيله على المواطنة و تدبير الاختلاف

على أسس الهوية المصرية الأصيلة المستمدة جذورها من ثقافة الهرم ومنابع النيل 

بعيدا عن أصنام العرب و قبور السلف الصالح وملاحم الربع الخالي وكهوف مكة المتصدعة …

وأن تكون القيادة المصرية حازمة في تعاملها مع الاسلاميين الذين يخلقون ظروف الدعوشة والارهاب

بين صفوف شرائح واسعة من الشعب المصري …..

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …