بقلم المحامي نوري إيشوع
في ذروةِ عشقي الأبدي، في قمةِ فرحةِ العارمة وبعد أن عثرتُ على أملِ اللقاءِ عندَ بزوغ إشعاعات فجر الصبحِ،
قررتْ حبيبتي طعني في الصميم، محاولةً ذبحي وتقديمي أضحيةً على معابدِ الحب العذري دون مقدماتِ أو حتى
كلمات قليلة للأعتذارِ أو شرحِ.
في ليالي الحالكةِ التي كانت تنيرها شمعةً وحيدة تستمدُ نورها من رسمِ حبيبتي الخيالي
مرت على تلك الصورة الرائعة، رياح الرحيل، فتاهتْ ملامحها الملائكية وأطفأتْ شمعتي الجميلة
فغرقنا أنا والرسم في عتمةِ الأحزانِ وضاعَ كلانا في دروبِ التيهِ اللامتناهي، فحزنتْ الآهات اللاهثة
تعدو وراء أحلام اللقاء.
قررتِ حبيبتي الرحيلَ وتناست بإن الحب، أزلي، روحي لا تفصله مسافات
ولا يقرر مصيره البشر، فهو سماوي سرمدي، مثل الغيث و السماء والمطر، قررتْ الرحيل
وتناست بإن القلوبً المحبة لا تفترق و فراقها مستحيل.
حبيبتي قررتْ الرحيل وهي تعلمُ جيداً بان الأبتعاد عن الحبيبِ هو إنتحارٌ وضربٌ من الخيالِ، فالدروب المهاجرة
يجذبها إلى أحضانه، حبي النبيل.
حتى لو قررتِ الرحيل فحبي لكِ أبدي فأنتِ الصحراء وأنا النبع الوحيد ولا سبيل إلا بي إلى السلسبيل.
حتى لو قررتِ الرحيل، أحبكِ وحبي لكِ أبديٌ ورحيلكِ مستحيل!