بقلم / رحاب صبرى
بالرغم من كونى فى الاساس مذيعة او كما يطلق البعض “اعلاميه صاعده”
ولكنى لست من هواة مشاهدة التلفزيون وخاصة فى تلك الاوقات التى اصبحت جميع القنوات واحده متشابهه لا تختلف الا فى الصوت والاداه ولكنى اصبحت اشعر بالتكرار بصورة مبالغ فيها ولكن من مهام عملى يجب ان اتابع لكى اتعلم وايضا اكون على معرفة بالاحداث ومن المؤكد اننى لا اهوى تلك البرامج التى ترقص على اوجاع الاخرون او تبث الخوف والرعب ولا اقصد الافلام الاجنبيه ..اطلاقا
ولكنى سأشرح لكم
بالصدفه تواجدت مع والدى امام التلفاز بعد ان انتهت مباراة لكرة القدم فطلبت ان يغير القناه لنرى ماذا سيقال اليوم واذا بقناة تطلق على نفسها الاجراء ولانى من محبى الجراه والوضوح وقد انجذبت لهذا الشعار فقررت ان نشاهد ماذا سوف يقدمه الوجه الحسن
لن تطول كلماتى عن ماقدمته المذيعه او كيفية التقديم فانا لست بناقده ولكنى اتحدث لكم بعد ان انتهت الحلقه التى كانت تثير لقاء عن مجرم لا استطيع ان اكتب قبله انسان ، لانى تاكدت انه من جنس ثالث ليقتحم شقة من الجدران ليسرقها فيجد الام وطفل لم يكمل السنتين ليقرر قتلهما وسرقة المنزل واشعال النيران به ثم الهروب من هذا الثقب الذى صنعه بالحائط ليترك وراه منزل مشتعل وجثتين!!!!!
لايمكن لاحد ان يتخيل الاحساس وانت تشاهد تلك الماساه وتسمع رد المجرم “كان عليا ديون كتير لكنى والله ندمت”
وتجده شاب اسمر اللون تظهر عليه ملامح “الغلب والشقى” فوجدت نفسى اسالها هل يمكن ان اتعاطف معه ؟ فلم استطيع الرد
فقد انزعجت من البرنامج لانه يبث الفزع فى قلوب المشاهدين لا الحظر فتلك الشقه كانت فى مكان مشغول وأهل بالسكان لم يكن بمنطقه صحراوية مثلا ولم يمنع ذلك ماحدث ، ولكن ما جعلنى لا استطيع ان اجيب عن السؤال السابق اننى لم اشعر ان ذلك الفتى مجرم باى شكل من الاشكال ان لا استطيع ان ادافع عنه لانه ارتكب جرم بشع ولكن من حديثه مع المذيعه شعرت وكانه مغلوب على امره من ضيق الحال والرزق انا لا ابرر عزيزى القارئ ولا اقول ان القتل والحرق هما الحل
لكن ابوح بسر لقد شعرت بخيبة امل
فهل وصلنا الى هذا الحد من تبلد المشاعر ؟ هل وصلنا لتلك الدرجة فى ضيق الرزق التى تجعلنا نقبل على الجريمه بدم بارد حتى وان قتلنا طفل !!
خوف هذا الشاب الذى لم يتزوج ليذوق طعم الابوه من الديون جعله لا يدرك ماذا يفعل ولم يدركه الا بعد ان وجد جثتين امامه ولا يجد هاتفه مما اجبره على اشعال حريق لكى يحترق الهاتف
فهل وصلنا لتلك الدرجه من اليأس وانه لا يوجد لدينا انتماء لاي شيء حتى لانسانيتنا ؟
كل منا مساهم بشكل او بأخر فى تلك الجريمه البشعه وغيرها من الجرائم هذا الشاب من المؤكد انه لم يكن ليقدم على ذلك اذا وجد العمل الذى يكفى احتياجاته هو واسرته ومن المؤكد ايضا انه اذا كان وجد جمعيه من تلك الجمعيات التى تاخذ حقوق الانسان ستار لها والاعمال الخيريه لتمد له يد العون كان بالتاكيد تغير الوضع
شعرت وكأن الحكومه والمجتمع ابطال تلك القصه التى ذهب ضحيتها ثلاث اشخاص مجرم وام وطفل نعم المجرم ايضا ضحيه ولكن فى قضية اخرى
قضية غياب الوعى والدين والمال والقدوه والامان واشياء كثيرة جعلته فى ضيق بالرغم من انه عامل ولكن يومى الا انه لم يكن يجد مايكفيه ولا اقول ان على اى شاب ان يفعل مثله ولكن لعل كلماتى تجعل احد يفكر مرة اخرى فى تعامله مع الاخرين او تجعل احدا ينظر لهؤلاء الشباب مره اخرى ليفكر كيف يساعدهم من جديد ليجعل حياتهم افضل او ربما يكون سبب ان يخلق مجرم فيما بعد
الوسومرحاب صبرى
شاهد أيضاً
لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!
كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …