الاهرام الجديد الكندى
مطالب بمحاكمة ريهام سعيد بعد حلقة ضحية التحرش
ريهام سعيد والعراقي وعبد الرحيم فى سباق الأعلى مشاهدة.. بالمخالفة للأعرف القانونية والأخلاقية
“بين الشعوذة والسحر وفضح الخصوصيات وحمام الأزبكية” ، احتار الرأي العام في تصنيف مثل هذا الإعلام، وفي كل حلقة من تلك الحلقات التي قدمت سواء من الإعلامية ريهام سعيد التي اشتهرت بإعلام “الشعوذة والفضائح”، أو الإعلامية منى العراقي التي ذاع صيتها بعد حلقة “حمام باب البحر بالأزبكية”، كان أبرز ما تردد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال المراكز الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان، ينادي بضرورة المحاكمة.
ورغم أن الدستور المصري جرم الخوض في الحياة الخاصة للأشخاص في المادة “57 من الدستور المصري” إلَّا أن تلك المادة انتهكت بشكل واضح وصريخ في الفترة الأخيرة، من بعض الإعلامين، بداية من إذاعة عددمن المكالمات الهاتفية فى برنامج “الصندوق الأسود” للإعلامي “عبد الرحيم علي”، نهاية بحلقة ضحية التحرض ببرنامج “صبايا الخير” الذي تقدمه الإعلامية المثيرة للجدل دائمًا ريهام سعيد، مرورًا بحلقة “حمام الأزبكية” التي قدمتها “منى العراقي”.
حلقات عديدة من برامج مختلفة أخلت بالدستور وانتهكت خصوصية عدد من المواطنين، إلَّا أن كل المطالبات بمحاكمة هؤلاء لخوض في خصوصية المواطنين باءت بالفشل رغم مادة الدستور الصريحة.
انتهى الجدل الذي أثارته الإعلامية منى العراقي، إذا طالب عدد من الحقوقيين بمحاكمتها على الحلقة التي قدمتها عن حمام الأزبكية، واتهمت من يترددون عليه بالفعل الفاضح وصورتهم وعرضت تقريرًا تلفزيونيًّا يخوض بأعراض من تم القبض عليهم، ظل هذا حتى تم الكشف عن تقرير الطب الشرعي الذي برأ من تم القبض عليهم داخل حمام الأزبكية، ومن هنا بدأت المطالبات بتقديم منى العراقي للمحاكمة بتهمة الإيذاء النفسي والأخلاقي الذي تسببت فيه والتشهير بالمواطنين عبر الفضائيات، وخصوصًا بعد تبرأة الطب الشرعي لهم.
إلَّا أن “العراقي” عادت من جديد لتقدم برنامجها دون أي محاسبة، الأمر لذي جعل الخوض في خصوصيات المواطنين أمرًا سهلًا، ومن ثم بدأت الإعلامية “ريهام سعيد” على المنوال نفسه، فقد تحولت من إعلامية إلى كاشفة أسرار البشر، وهذا ما فعلته مع “ضحية التحرش” .
حيث أكدت سمية طارق، المعروفة إعلاميًّا بـ«ضحية التحرش»، أن الإعلامية ريهام سعيد، مقدمة برنامج «صبايا الخير» على قناة «النهار»، سرقت 600 صورة وصفتها بـ«الشخصية جدًّا» من هاتفها المحمول، أثناء تصوير الفتاة لقاء معها.
وقالت الفتاة، في مداخلة لأحد البرامج الفضائية، مساء اليوم الأربعاء: «أنا روحت لريهام سعيد، عشان تدافع عني وتاخد لي حقي، وأنا مكنتش عايزة أطلع في الإعلام، ولا أذيت حد وكل اللي كنت عايزاه حد يتعرف على اللي ضربني»، وأضافت: «ببص لقيت هجوم من ريهام سعيد عليا على الهواء، بعد ما سرقت 600 صورة من على التليفون».
وتابعت: «ولما رفضت أكمل تصوير الحلقة، لقيتهم جايين بيجروا ورايا بيقولولي عايزين تمضي على الورقة دي، ولو رفضت أمضي هينشروا صوري الخاصة التي سرقت من على موبايلي»، بحسب قولها.
وأوضحت أن «أحد الأشخاص بإنتاج القناة، قالي هاتي الموبايل أشحنه، وفوجئت إنهم سرقوا صوري الخاصة جدًّا، ودلوقت بيهددوني لو رفضت اطلع في البرنامج هينشروا صوري الخاصة».
هذا ما جعل عدد من مواقع التواصل الاجتماعي تشتعل غضبًا، حيث دشن روادها هاشتاج “حاكموا ريهام سعيد، وأوقفوا برنامج صبايا الخير”، من جانبه بادر عدد من المحامي الحقوقي، محمد عبد العزيز، بالتواصل مع “سمية” ضحية التحرش التي نشرت ريهام سعيد صورًا خاصة لها مع بعض أصدقائها، وأبلغها بتضامن عدد من المحاميات معها.
حيث كتب عبد العزيز على صفحته: “شكرًا للأصدقاء تواصلت مع سمية ضحية التحرش وانتهاك خصوصيتها من ريهام سعيد وبلغتها بتضامن المحاميات في أي مساندة قانونية وفي انتظار ردها”.
فيما طالب 40 ألف من الحقوقيين ونشطاء “فيس بوك” بمحاكمة وإيقاف الإعلامية ريهام سعيد، من خلال إيفنت تم تدشينه بعنوان “محاكمة وإيقاف ريهام سعيد”، الذي دعا إليه 125 ألف شخص، ووافق 77 ألف على حضور الأيفنت المنظم في 28 نوفمبر لإجراء المحاكمة.
وأكد النشطاء والحقوقيون رفضهم لعملية التشهير والفضائح التي تبثها “ريهام سعيد” عبر برنامجها على قناة “النهار”، مطالبين بإيقاف ريهام ومحاكمتها، ومقاطعة قناة “النهار” حتى إيقاف البث المباشر لبرنامجها.
وكتب منظمو الإيفنت “الحدث” عبر “فيس بوك” تدوينة قالوا فيها: بعد تحول برنامج (صبايا الخير) من عرض القضايا المجتمعية الشائكة في بداياته إلى برنامج خالٍ من أي هدف إلَّا واحد فقط، وهو رفع نسبة المشاهدة بكل الوسائل غير المهنية أو الأخلاقية، عن طريقة تمحوره حول ريهام سعيد، اللي بتسعى بكل الطرق إلى جذب الانتباه، مما جعلها تعتقد أنها إله من حقه أن يصدر أحكامًا أخلاقية متعالية فارغة على الآخرين”.
فيما طالبت الحقوقية مروة رضوان مقدمي البلاغات ضد الإعلامية ريهام السعيد بنشر أرقام البلاغات، فيما نشرت عبر صفحتها طرق تقديم البلاغ للنائب العام، مشيرة إلى أنه لا تراجع ولا إحباط ممن ينشرون فكرة أن البلاغات لم تأتِ بجديد.
من جانبها علقت منى عزت، عضو مؤسسة المرأة الجديدة ومديرة مشروع النساء والعمل بالمؤسسة، قائلة: الخطاب الذي يتناوله بعض الإعلاميين في الحديث عن الناجيات من التحرش، وعلى رأسهم الإعلامية ريهام سعيد لا يليق، حيث أصبح يغذي حالة العنف التي يشهدها المجتمع تجاه المرأة، ووصفته بـ”المتواطئ”، مشيرة إلى أن المؤسسات النسوية طوال الوقت تدافع عن الناجيات، وتقف بالمرصاد لمن يحاولون تصدير مثل هذه الخطابات، وقد يصل الأمر إلى التقاضي.
فى السياق نفسه، أكد المحامية الحقوقية، دعاء مصطفى أن ما حدث مع ضحية التحرش في حلقة الإعلامية ريهام سعيد انتهاك للخصوصية، سواء كانت حصلت عليها بالسرقة أو بأي طريقة أخرى، وتشهر بفتاة وهذا يعد خرقًا للقواعد المهنيه للإعلام، مضيفة أن تبرير “سعيد” للتحرش تحريض صريح، فمثل هؤلاء الإعلاميين لابد من محاربتهم بالقانون حتى لا تحدث مثل هذه الوقائع الهزلية بالإعلام مرة أخرى.