بقلم: محمد عاطف قبوض
تعتبر الصناعة ركيزة من الركائز الأساسية في إدارة البلاد، لا قيمة لدولة نامية لا تستغل مواردها الاستغلال الأمثل في الصناعة، لا قيمة لدولة تعيش على الإستيراد فقط.
الصناعة هي الأساس من أجل النهوض بوطن بأكمله، كيف نتقدم بصناعاتنا ونحن دولة مستوردة وليست مصدرة، الصين يتعدي عدد سكانها المليار نسمة ولكن حياتهم مستقرة، حياتهم بها نشاط وعمل بالصناعة أصبحوا يملكون العالم، بالصناعة أصبحوا دولة متقدمة وليست دولة نامية تعيش على المعونات، للأسف مصر لديها ما يدعمها لكي تصبح دولة متقدمة ولكن أين العقول الغائبة؟.
مصر تصدر الرمال التي توجد في الصحراء الشرقية إلى الصين واليابان بثمن لا يذكر لكي يصنعوا منها السيليكون الذي يصنع منه المقاومات والمكثفات وغيرها المستخدمة في مجالات التكنولوجيا المتعددة، ونحن نقف على حافة الجبل نفكر هل بإمكاننا أن نكون دولة مصدرة؟ ؛ فما الصعوبة في ذلك؟
لدينا المواد الخام التي يستفيد منها الغرب في صناعة التكنولوجيا، ولكن لا يوجد من ينفذ، نحن يكفينا أن نأخذ جائزة نوبل في التواكل، أتعجب على دولة ميزها الله عز وجل وأعطاها المزيد من الموارد وسخرها لنا لكي نستغلها في الصناعة وغيرها ولكن تبقي المعوقات، الفئات التي تتصارع من أجل السلطة والحكم لأجل اغراضهم ومصالحهم الشخصية، الصين وكوريا واليابان وماليزيا أربع دول حقيقة لهم الاحترام والتقدير هؤلاء الشعوب المنظمة، ليس هدفهم سلطة ونفوذ بل هدفهم دولة، هدفهم تاريخ يفتخر به أجيالهم.
حيث أن الصناعة قادرة على رفع مستوى معيشة الشعوب، وكذلك تلعب الصناعة دوراً هاماً في القضاء على مشكلة البطالة ؛ بإسهاماتها في تطوير النشاطات الإقتصادية كالزراعة والتجارة والنقل.
وسأسرد نماذج ناجحة حقاً إستطاعت أن تصل إلى معدل نمو لا يخطر علي بال في فترة زمنية قصيرة جداً.
ماليزيا بعد أن كان يعاني سكانها من الفقر وقلة الخدمات والبطالة.
بالصناعة أصبحت من الدول المتقدمة وتراجع معدل الفقر بها من 70% إلي 5% ، وبعد أن كان دخل الفرد لا يتجاوز 350 دولاراً. أصبح يتقاضى معدل دخل شهري 18 ألف دولاراً ؛ وتقدمهم في الصناعة جاء نتيجة إهتمامهم بالتعليم أولاً، وإشرافهم علي البحث العلمي أدي إلي ظهور جيل واع مثقف قادر على تحمل المسؤولية وقادر على مواجهة التحديات، النموذج الثاني: البرازيل من بداية تولي الرئيس السابق لولا دا سيلفا مقاليد الحكم في البرازيل، والبلد في تقدم مستمر مع العلم
أن دولة البرازيل كانت دولة نامية تعاني من الفقر و البطالة ونقص الخدمات والرعاية الصحية وأيضاً كان يسودها الجهل و التخلف، وبعد مجئ لولا دا سيلفا اليساري تحت حزب العمال حيث كان عاملاً بإحدى مصانع السيارات بالبرازيل ؛ إستطاع بسياسته القوية إرجاع هيبة الدولة وبناء نهضتها الإقتصادية، انه نعم النموذج المشرف حقاً حول البرازيل من دولة لاشئ في مدة الثماني سنوات فقط من فترة حكمه إلي الثامنة عالمياً من حيث الإقتصاد.
ومن ركائز البناء الديمقراطي المعتمد علي النموذج الفيدرالي والإنفتاح الإقتصادي والإستراتيجي وجعل البرازيل نافذة علي العالم أدي إلي النمو الإقتصادي الملحوظ.
تقدم الدول لن يأتي بالسطوية والعفوية، ليس من حق أي حاكم أو أي مسئول أن يعين نفسه وصياً علي الشعب، هذه النماذج جاءت لحكام معظمهم مدنيين لا يرتدون ثياب السلطة والنفوذ ولكن هدفهم بناء الدولة. ليتركوا التاريخ يتحدث عنهم وعن إنجازاتهم الحقيقة.
لا عن إنجازات وهمية كاذبة لا تعترف بها كتقدم حقيقي يدفع بالبلاد إلى طفرة حقيقية، ماذا عن المصانع والشركات التي تم إغلاقها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؟.. ماذا عن المهاترات والخرافات التي تدفع بإقتصاد مصر إلي الخلف؟. . .. ماذا عن التعليم والصحة والفقر والبطالة؟ حقيقة ليس من حق أحد تجاهلها. فكل ذلك قائم على أساس هرمي فإذا تم إكتمال أجزاءه تم بناء الهرم.. فعندما تتحقق الطفرة الصناعية يحدث معها نهضة تنموية، وهذه الطفرة سيبني علي أساسها انتعاش حركة التجارة العالمية، وكذلك سيتم حل مشكلة البطالة تدريجياً ؛ وسيتحقق الهدف المعلن من بناء وطن علي أساس قوي.
“حفظ الله شعوبنا العربية وأوطاننا من التمزق والتفرق”.