الأربعاء , نوفمبر 20 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

التجارة بلفظ الأقباط !

د.ماجد عزت إسرائيل

للأسف الشديد تشهد الساحة السياسية والنخبة المثقفة الآن فى مصر،صراعات من أجل الحصول عى أكبر الأصوات

فى الانتخابات البرلمانية،وكثير ما يذكر لفظ “قبط ” من يريد النجاح من المرشحين من أقباط مصر ومسلميها فى

بعض الــدوائر فى مصر عليها كسب وضمان أصوات الأقباط ،والبعض يذكر أنه قبطى النشأة وآخرون يلعبون بلفظ

ذاته واستخدامه فى الكتابات الساخرة أو الكناية،والبعض يتحدث فى برامج التوك شو بلفظ القبط، فستوجب منا

توضح اللفظ حتى لا يتم التجارة بمعنى قبط، الذى خلاصته الآن حتى قبطى تعنى مسيحي ،وهذا ما سوف نوضحه.

“القبطى” تعني المصري نسبة إلى كلمة “قبط” أي مصر، وايجيبتوس (المصرى) Agapitos هي النطق

اليوناني لكلمة “مصر”،وهى تحريف للاسم القديم الذى كان يطلق على مدينة” ممفيس حــوكا بتاح” أى البيت الذى

يسكن فيه روح الاله بتاح أحدالآلة المصرية القديمة،ولقد اشتقت الكلمة من الحروف الوسطى لتشير،فيما بعد فى كل

اللغات إلى مصر، ولقد ورد هذا الاسم فى أحد النقوش المسمارية الآشورية.

وكما هــو واضح أن العاصمة أعـطت كلها اسمـها لمصر،و كلمة”مصر” عبرانية الأصل مشتقة من مصرايم بن حام

بن نوح الذى أتى بعشيرته الى وادي النيل،واتخذه مقرا له ولأولاده من بعده، وذلك عقب تبلبل الألسنة بمدينة

“بابل” بالعراق؛ وتفرق أولاد” نوح” على وجه الارض، ومن هنا كانت تسمية سكان وادى النيل (المصريون)

نسبة إليه.وأصبح لفظ قبطى يطلق على كل ساكني وادي النيل المصريين، فالأقباط هم بقايا تلك الامة المصرية

القديمة (الحضارة الفرعونية)،أو أذ جاز لنا التعبير أن نقول:”أن الأقباط هم الامتداد الطبيعى لقدماء المصريين،

وهـم شعب من شعوب البحر الأبيض المتوسط استوطنوا مصر منذ آلاف السنين،ولذا فهم السكان الأصليون للبلاد”.

ويسجل لنا العالم “مورتون” في كتابه المطبوع في سنة ( 1844م) إن القبط خليط من الجنس القوقازي وجنس

زنجي وذلك بنسب مختلفة، وهـــم سلالة مباشرة لقــدماء المصريين ثم أخذ عنه العلمـاء هـــذا الرأي، حتى ظهرت

بعض الدراسات والبحوث العلمية الحديثة؛ وأجمع العلماء ومنهم العلامة” أونكنج” علي أن الأقباط شعب أبيض

من شعوب البحر الأبيض المتوسط، وهــــم لم يحافظوا علي بعض ممـــيزات الجنس المصري القـــــديم فحسب بل

احتفــــظوا إلي الآن بالسحن المـصرية القـــديمة،والتي أظهرتها بعض بورتريهات الفيوم الأثرية، وكان اختلاطهم

بالأجناس المختلفة التي نزحت إلي مصر قليلا إلي درجة لم تؤثر عليهم، مما أدهش علماء الأجناس الذين

أثبتوا من مقاييس الرأس والقامة أن التشابه يكاد يكون تاما بين المومياء المصرية وهياكل العظام في العصور

المختلفة وبين أقباط يومنا هـذا”.

على أية حال،الأقباط هم بقايا تلك الامة المصرية القديمة (الحضارة الفرعونية)، ولا علاقة لهذه التسمية بالدين

يهوديا أو مسيحيا أو إسلاميا، ولكنها تسمية مرتبطة بالمكان (جبت أي الأرض السوداء)، فالمؤرخ المقريزي في

نهاية العصور الوسطى يذكر ” نصارى القبط أي نصارى مصر”،وقال بعض أهل العلم “لم يبق من العجم أمة إلا

وقد اختلطت بغيرها إلا قبط مصر”ولكن بمرور الأيام وبعد انتشار الإسلام في مصر صارت كلمة “قبط” تشير إلى

النصارى في الأدبيات المتوارثة.ومن اسم الشعب والبلد اشتق العرب قبل الإسلام اسم “قَباطي” للدلالة على نوع من

النسيج الفاخر كان يصنع في مصر، وبه كانت تكسى الكعبة في مكة منذ ما قبل الإسلام ، كما أن هناك الملابس

الداخليه التي كانت تصنع بمصر ويطلق عليه لفظ (القبطية) حيث كان العرب في الجاهليه لا يلبسون ملابس داخلية،

وكان يتم تصديرها للجزيرة العربيه نظرا، لجودتها بالإضافة لبعض الصادارات الآخرى.

خلاصة القول عرفت مصر في الشعوب السامية المجاورة لها باسم مصر في الآشــورية والعربية، ومصرييم في

الآرامية،و مصرايم في العبرية، وفينيس

في اللاتينية وايجبـتوس في اليونانية ،و كيمي أي السواد بمعنى الأرض السوداء في المصرية.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …