بقلم : ناصر النوبى
لم تكن قوة مصر على طول تاريخها فى اسلحتها فقط ولم يكن النيل هو من صنع الحضارة بمفرده فكما يمر بدول كثيرة لم يكن لها الحظ فى ان تصنع حضارة مثلما قام بها المصرى على طول التاريخ فالسر فى شعب مصر المبدع والصبور والفنان الذى اما ان يبنى اهرامات او يشق قناة السويس او يلهب العالم بحبه للخلود والبناء والحلم الابدى فى ان يبعث بمصر من جديد والسر فى شخصية المصرى هو تحقيق العدل الاجتماعى لانه هو من صنع اول ثورة اجتماعية فى تاريخ العالم ومن يسبق العالمىفى الحضارة لا يستطيع احد ان يلحق به .صنعتم حضارة ولا تجتاجون الا للحفاظ عليها وايقاظها من النوم وان نعرف قدر مصر بين الامم القديمة والحديثة واننا فقط نحتاج الى تحقيق العدل والهاب الهمم
ومعرفة كيف نظبط موجة التردد لكى تعود صورة المصري كما يحلم بها فهو شعب ساخر وليس حزينا مكتئبا منتوف الريش والعزيمة
العزيمة والارادة طاقة بالانسان يستند اليها فى المواقف الحرجة وهى كائن يعيش مع ارواحنا بداخنا يقوى عندما يقوى ايماننا فالايمان يقوى ويضعف والاحباط واليأس من صفات الكافرين بانفسهم وليس الكافرين بخالقهم فعندما تؤمن بقوتك لا يستطيع الفناء او الضعف الاقتراب منك
مصر اسطورة والاسطورة ليس خرافة او هذيان المحب لمعشوقته عندما يفقدها وانما الغرام والحب هو الحياة كما قال بن الفارض
ان الغرام هو الحياة
فمت به فحقك ان تموت وتعذرا
ياقلبى لقد وعدتنى فى حبهم صبرا
فحاذر ان تضيق وتضجرا
لا يجب ان نضجر او ان نهن او نضعف لقسوة الحياة وغياب العدالة وسوء الادارة والغباء والقهر الذى يستلذ به اعداء الحق والعدالة
دائما ما ينتصر الحق وان بدا لنا انه لا محالة من الهوان والضعف والاستسلام والانبطاح نحو المصير المجهول ما اقسى ان تعيش بلا حلم
او امل فى غد افضل وما اغبى ان نستسلم لهولاء الاغبياء فى الداخل والخارج!!
اريج البستان يحكى ان اهل مصر ذهبوا الى ذى النون المصرى وقالوا له مولانا ذو النون
لقد حل بنا الجفاف ولم يفض النيل ولم تهطل الامطار وضاقت علينا الارض بما رحبت وضاقت علينا الارزاق فماذا نصنع ادعو لنا الله ان يفيض النيل وان يعم الخير وان تهطل الامطار فما كان عليه الا ان ترك مصر وذهب الى بلاد مدين بالشام ومن هناك دعا الله وفاض النيل ولما عاد سألوه لماذا سافرت بعيدا ودعوت الله من هناك قال لهم لقد علمت ان ارزاق العباد تقطع وتضيق عندما تضيع العدالة ويتحكم الاشرار ويصمت الجميع!!
مصر اسطورة ويجب ان نتعامل معها بشكلها الاسطورى وعندما تعامل معها المصرى القديم لم يكن هناك الا المحاجر والصخور ونهر النيل وشعب النيل ولم يكن هناك بترول او غاز او قناة او سياحة او بورصة او مولات وكل مظاهر المدنية الزائفة والحداثة المميتة للاحلام والرأسمالية المستغلة والموظف المعقد نفسيا والشعب المقهور ليل نهار ينتظر طلوع الشمس بخبر جديد لا يشبه الامس !! وبالامكانيات البسيطة والمحدودة
استطاع اجدادنا ان يصنعوا الحضارة والرقى والحق فى البعث والخلود لانهم ادركوا من هم وابناء من واين يعيشون وبالفن طوروا الفلك والطب والعمارة والجمال وكانوا يستظلون بالحب والمودة والعشرة والامانة ولا مكان للخيانة بينهم ففى قصة سنوحى او سنوهى او سا نهيت
بن الجميزة كما تقول الترجمات فضل الحياة بمصر وعاد اليها بعد ان اضطره الهرب المدبر المكتوبى على جبينه ان يترك مصر فرارا من المؤامرة فى القصر عاد اليها ليبعث منها ولا يموت ببلاد الرمال والصحراء بعد ان اصبح امير الجيوش بأسيا فضل العودة الى الوطن وان يستيقظ ويرى النيل والوادى من حوله فتعود اليه روحه مرة اخرى!!
ياست زينب
ويا رفاعى لموا الافاعى
ياشعب مصرى
ياشعب عربى
اعرف حبيبك من عدوك
واللى يحبك من اللى يخمك
بقلب واحد الفرحة ترجع واللمة تحلى
ويلى راسى تحت المراسى افرد قلوعك يهون الله!!
الوسومناصر النوبى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …