الإثنين , ديسمبر 23 2024
محمد عاطف قبوض

 الثورات العربية والفساد المخزي .

للكاتب: محمد عاطف قبوض

وطن عربي بات حزيناً يتألم باكياً ليل نهار، شعوب عانت ومازالت تعاني من الإهمال والتهميش، صرنا نعيش حياتنا نتناول جرعات متفاوتة من القهر والظلم والإستبداد ؛ فكلما تناولنا تلك الجرعات لحولتنا إلي عبيداً أذلاء نخضع للحكم القهري السلطوي ، أنظمة تحكم بمبدأ العفوية هي الحل ، سأتحدث عن شعوب عربية كادت أن تحلم يوماً في التوقف عن تناول تلك الجرعات المؤذية المميتة المخالفة لكل مبادئ الإنسانية والضمير ؛ فإذا بحكامهم يلاحقونهم بالسياط، ويقصفونهم بالطائرات وبالبراميل المتفجرة 

أين العدل والديمقراطية التي ناديتم بها، أين حق الشعوب التي أهدرت آدميتها وأنتهكت كرامتها ، شعوب كادت أن تسمع أصوات بطونهم الخاوية وهي تصرخ “جائعون ” وفي مستشفياتكم يتوجعون، وكذلك أبنائهم في مدارسكم وجامعاتكم يهمشون،وعند الوظيفة والعمل يستبعدون ؛أليس هذا فساداً مخزي؟ فلسطين تنتفض والأقصى ينهك ؛أنسيتم شهدائكم؟

ضحايا العدوان الدموي الإنتهازى المجرم ، وأنتم مشغولون بصراعاتكم الداخلية ضد شعوبكم، والغرب يترقب ويترصد هل من دول أخرى ستنعم بإحتلالها؟

كانت البداية العراق نهاية بدولة سوريا ؛ فإشتعلت الثورات العربية نتيجة لفساد الأنظمة الديكتاتورية التي دفعت بالشعوب إلي طريق مظلم لا يظهر له نوراً بعد 

ولنعيد لذاكرتنا أحداث كل ثورة علي حدي، النتيجة لاشئ جراء تلك الثورات التي ضحي من أجلها الآلاف في ظل أنظمة قمعية فاسدة إقتلعت جذورها وحولتها من ثورات عربية سلمية قامت لتطالب بأبسط حقوقها من

“عيش وحرية وعدالة إجتماعية ” إلي ثورات دموية إفتعلتها الأنظمة وحولتها إلي ثورات الخراب والتدمير، ومازال الصراع الدموي قائماً في “سوريا وليبيا واليمن والعراق ” ومازال جبروتهم يجبرهم في إستغلال الكروت الأخيرة من تدخل روسيا بحجة تطهيرها من التنظيمات الإرهابية “داعش” التي هي في الأساس صناعة أمريكية ،ولتتأدب الشعوب ولأن تخضع إلي هذا الوضع المأسوي، ومازال التدافع بالشعوب قائماً، حتي وإن قاد ذلك إلي التدمير والخراب.

هكذا تسير الحكومات الطغيانية علي نهج التحالف مع الشيطان ضد وطنهم وأرضهم وفي النهاية تدفع الشعوب ثمن الفاتورة.
يوماً سنحكي فيه لأجيالنا القادمة عن ما فعله حكام العرب بشعوبهم، وكيف مهدوا الطريق للمحتل لغزو أراضيهم من أجل البقاء فى السلطة ؛ يحكمون شعوبهم بمبدأ الطغيان ؛ كيف لهم أن يكونا طرفاً فعالاً في بناء التنظيمات الإرهابية “داعش ” ويزعمون أنهم يريدون بتره والقضاء عليه ، ومن ضمن جرائمهم التعصب ضد تطبيق مفاهيم الدين الإسلامي خصوصاً في مستوى بناء الدولة، وإتهامه بأنه خطرا يهدد الكيانات ويلغي الخصوصيات يعتبر جهلاً

ولذلك أدي إلي ظهور تلك الجماعات المتطرفة.

وقبل أن أنهى حديثي أحب أن أذكركم دائماً بفلسطين والإنتهاكات المستباحة.

أنسيتم عدوكم؟ أنسيتم الأقصى؟.. ألا تشتاقون إلى تحريره.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …