بقلم : رحاب صبرى
من كثرة الافلام التى اصبحنا نشاهدها والمسلسلات بالطبع مع اختلافهما فى المشاهد والقصص والوجوه وطريقة وسياق كلا منها وايضا مع حساب اختلاف اللغات التى تقدم بها تلك الاعمال
اصبح يشعر الشخص أنه من الممكن ان يدخل فى قصة حب ويكون حب حقيقى واذا لم يتم سوف يكتئب ولكن سرعان ما يخرج من التجربه المؤلمه ويدخل فى اخرى جميله وسعيده تعوضه عما سبق
او يشعر انه يمكن ان يدخل فى قصة حب وزواج واطفال ويواجهه المشاكل ويغوص البحر فى مدة لا تزيد عن ساعتين
هولاء جزء من الناس وهناك مجموعة اخرى سيطرت عليهم الافلام حتى اصبحوا يردون الاساءه بتبا لك
او اذا كان هدفهم ان يصبحوا شيء ما دكتور –مهندس أن هذا الهدف سوف يتحقق فى خلال مده أقصاها ثلاثون يوما وسوف يصبح زويل اخر
ولكن للاسف “تأتى الرياح بمالاتشتهى السفن” ويصدمون بأرض الواقع وتتاخر النتيجه فنجدهم يصابون بالملل ثم بالاكتئاب ثم يصبح ايقونه لطاقه السلبيه ويبدء فى فقدان اى ثقه فى نفسه واى ثقه فى النجاح ويبدء الهدف فى الاختفاء ونجدهم يكررون كثيرا كلمة الظروف ويرسم قصه عن انه حاول وحاول كثيرا ان يصل ولكن لاجدوى
ولكن الحقيقه تكون انه لم يكن لديه الصبر ولم يكن لدى عقله القدره على رسم خطط واهداف اخرى ولانه اصبح يهرب من ارض الواقع الصلبه الى سماء الافلام والخيال الناعمه الحريريه ولانه اصبح يهرب من كل المشاكل التى تحتاج للوقت لكى تحل ويختفى داخل فيلم يشعره بأن لازالت الحياه جميله
ونجد هولاء الاشخاص لم يفهموا معنى ان الحياه حرب تستحق الخوض والتجربه وعقولنا تخوض حربا صعبه فى الافكار وتحقيق الاهداف كالتى تخوضها الدول ضد الارهاب مثلا
دعونا نقم بتجربه عمليه عندما تكون فى مشكله فى العمل او مع شخص ويكون عقلك مشتت وتفكر فى تلك المشكله كثيرا قرر ان تختار فيلما وتشاهده قبل النوم ومن الافضل ان يكون فيلم كوميدى او فيلم يعرض حالة هدف او حلم مكتمل وشاهده
عندما تغمض عينيك بعد انتهاء الفيلم ستشعر كم هى الدنيا جميله وهادئه ومليئه بالسعاده فمثلا بعد ان كاد القدر يفرق بين البطل والبطله عادوا الى بعضهم البعض واصبحوا معا يعيشون فى حب وتلك الطاقه المرسله من الفيلم الى العقل ستشعرك انك عندما تستيقظ ستجد المشكله قد انتهت او سوف تستيقظ وتجد ترقيه على مكتبك او زياده فى المرتب او سوف تصل الى هدفك وتكون فخور بنفسك وسط كل هولاء الاصدقاء الذين كانوا يشعرونك انك لن تنجح وهذا الشعور يرجع لتاثير فتره الفيلم على العقل لفتره
لكن عندما تستيقظ ستجد ان كل شئ مازال كما هو لم تحل المشكله ولا تجد الترقيه ولم تصل لشئ ستشعر بخيبة امل وانك كنت ساذج عندما اندمجت مع قصة الفيلم الجميله وانك صدقت حالة الانتعاش المرسله من الفيلم وانه قد نجح ان يخرجك من الواقع للخيال
رسالتى فى هذا المقال لا تعنى أننا نتوقف عن مشاهدة الافلام بالطبع لا ولكن رسالتى هى انه عندما نشاهد فيلما يجب ان نركز جيدا انه فيلم يحكى قصه سنين مختصره فى دقائق وان تلك الظروف الصعبه التى يعيشها البطل او تعيشها البطله اذا ما قارنتها بالواقع ستزيد المعاناه وتزيد الفتره ويكون واقعها على الشخص اسوء
وان نعطى لعقولنا وقت اكبر للتفكير فى الخروج من المشاكل التى نواجهها فى الواقع وان نكون ايجابين وواثقين فى انفسنا انه يمكننا تحقيق ذاتنا ولكن بمزيد من الوقت والتخطيط الجيد لتحقيق الهدف
ويجب ان نقتنع انه للاسف الواقع يخضع لقليل من القوانين ابسطها ان اليوم به اربع وعشرون ساعه وكل ساعه ستين دقيقه ولذلك فلن نجد شخص على ارض الواقع يحقق حلمه فى ساعتين او ثلاثه كما فى الافلام
ويجب ان نقتنع ايضا باننا يمكن ان نكون مصدر لطاقه الايجابيه لمن حولنا ونكون محفزين للاخرين حتى نشعرهم بالثقه اكثر فى انفسهم وثقه اكبر فى انه يمكنهم تحقيق الاحلام واذا لم نستطع ذلك فعلى الاقل لا نحبطهم
وعندما نجد مشكله على ارض الواقع فليس الحل ان نهرب الى عالم الخيال حتى لا نصاب بالاحباط عندما ندرك انه خيال ولكن من الممكن ان نصلى او نستمع للموسيقى بختلاف اشكالها او نقوم بعمل شيء نحبه ونفضله سيكون هذا كافى بالغرض لنعود مره اخرى بعد فتره راحه ونكون قادرين على التفكير مجددا بشكل مختلف ونكتفى من الافلام باننا نرى قصص اخرى جديده لم نكن قد راينها من قبل
حتى نستطيع فى اقل وقت ان نكون ابطالا ولكن فى ارض الواقع
الوسومرحاب صبرى
شاهد أيضاً
قومى استنيرى
كمال زاخر رغم الصورة الشوهاء التى نراها فى دوائر الحياة الروحية، والمادية ايضاً، بين صفوفنا، …