بقلم /الأديبة السورية نادية خلوف،
جريدة الاهرام الكندى
ذات حبّ. أراني أرتجف كالفراشة التي تحترّق بالنّور
أتوجّس من كل حركاتك. تبدو لي تمثالاً من الثّلج .
اعطني جملة مفيدة لو سمحت. لا تنتقل في بواديك الموحشة وتقذف من كلّ صقيع كرة ثلج. ل
ا فرق عندي أن تكون جملتك اسميّة أو فعليّة، وحتى لو كانت شبه جملّة يمكننا وضعها على محرّك البحث،
وترجمتها إلى جميع اللغات بواسطة غوغل، سأجني ربحاً من وراء جملتك
حيث سينتشر اسمي على طريق التّأليف وإعادة تأليف الكتب.
أرى لونك يميل إلى الصفرة، وأناملك ترتجف. أقسم أنّني فقط أردت أن أحاورك حول قلبي وقلبك!
حبيبي! لا تمكر” إنّ الله أشدّ الماكرين” ويردّ كيدك إلى نحرك في أيّة لحظة
يختارها تكون قد بلغت فيها ذروة الفراغ.
تلك اللغة التي تحدّثني بها غير مفهومة. تحتاج إلى إعادة ترتيب التعابير والأفكار.
دعني أكشف على قلبك.
يا للهول!
لديك تضّخم في شرايين القلب. امتلأت بالهواء. قلبك مملوء يا هذا مثل كأس الماء الفارغ.
يؤكّد بعضهم أنّه مملوء بالهواء. الكأس لا ينفجر. فقط أخشى أن يزيد الهواء
في قلبك وتصبح كالبالون ثم تنفجر في الهواء.
الهواء لا يعطي للكأس قيمة إن لم يكن فيها نبيذاً حلواً، وليس للقلب قيمة إن لم
تملآ جوانبه بأشياء كثيرة، بالغفران، بالحبّ، بالتّعاطف، بالنّبل،
ولا بأس أن تمزج هذه الأشياء بقليل من الحياء.
حبيبي. . .
حدّثني بلغة أفهمها، لغة ليّنة يمكن أن أحوّلها إلى كعكة عيد.
تعال نمزج دفء قلبي مع فراغاتك علّ ذلك يجعل في وجنتيك بعض البريق.
أين أنت؟
يهرب من كلماتي. أثرثر فيعتقد أنّني أقول شعراً، يهرب فهو لا يحبّ الأدب.
يعتقد أنّ البشر جميعهم يستهدفونه مع أنه لا يعرف أحدا منهم، ولولا
أنّه عرفني لبقي عاري الكتفين، قميصه الممزّق أنا من قمت برتيّه،
علّمته كيف يغفو على أرجوحة الحلم.
مضى الوقت مسرعاً. بتّ لا أعرف إن كنت أشاركه الحياة، أم شاركته الموت.
لا أعرف إن كنت على قيد الحياة، أم أنا على قيد الموت.
أقف أمام الله عاريّة يحاسبّني على حسناتي أعرف أنّني لم أقم بفعل سوء.
ينتفض الإله ، يقف غاضباً.
ينادي على حبيبي.
يقول لي: عليك بالقصاص.
لا أعرف يا رب، ولا أرغب. هذه الكلمة لا تروق لي.
أعيدوها إلى الحياة. كأنّها لم تمرّ على الدنيا.
أرجوك لا تعدني. لم أفهمها، ولم تحاول أن تفهمني.
كأنّني سمعت بكلمة حياة من قبل!