الإثنين , ديسمبر 23 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

بين العثرة و الإلحاد

12047736_10153544680276830_99143461_n



بقلم /الكاتب المصرى ماجد سوس

جريدة الاهرام الكنديه
مازالت موجة الإلحاد التي تجتاح المجتمع تؤرقني كثيرا و على الرغم ان اسباب الالحاد متنوعه الا اني اليوم سأتكلم عن العثرة التي يسببها الراعي و الخادم بتصرفاته و التي قد تكون غير مقصودة و لكنه امر قد يصدم الرعية و يتطور معه الامر لا لترك الكنيسة فحسب بل و ترك الايمان برمته

هناك أشياء قد تبدو بسيطة او اقل أهمية في اعين البعض لكنها في الحقيقة قد تكون البداية في طريق الخروج من الحظيرة ، كعدم الإحساس بإحتياج الآخر دون تدخل من الراعي او الخادم كمن يقوم بعمل مؤتمر روحي في مكان غالي الثمن فيحرم غير القادر فيشعر ان الراعي لا يشعر به او كموضوع كتبت فيه مرارا وتكرارا وهو وجبة الطعام التي تقدم بعد القداس و التي بعد ان بدأت أغابي (محبة) ، صارت بمقابل مادي و بات يتعين على غير القادر او من يعول أطفال ان يخرج سريعا من الكنيسة قبل ان يراه الناس حتى لا يظهر عدم قدرته على شراء الطعام . الحجة القائلة ان الكنيسة تحتاج الى المال ، اقول فلن يبارك الله في المال الآتي من غذاء محبة الكنيسة،والا قد فعلها الرب وهو يطعم الجموع و لكن على النقيض سيأتي المال و يسدد الرب الإحتياج ان فعلنا هذا.

الأمر الاخر يا احبائي هو الذات و التي قد تضرب الراعي او الخادم فيتحول الى عاثر دون ان يدري او يعي . و لأننا شعب يجل الراعي و يحترمه فإن العثرة تكون مؤثرة و لا سيما اننا نرى في الراعي قدوتنا بل يتمادى البعض و يتصور ان الراعي لا يخطيء فتأتي به العثرة لا الى الخروج من الكنيسة بل و محاربتها و التي قد تؤدي به الى الإلحاد.
و الأمر هنا يتطلب منا جميعا ان نعرف انه ليس احد بلا خطية سوى الله لذا من ناحية فلنثبت اعيننا على المسيح وحده الذي بلا خطية حتى لا نعثر أنفسنا و من ناحية اخرى يجب ان نعي جيدا انه بين الراعي و الرعية عهد مشترك أرساه الله في تجسده كمثال لنا ، فبينما يقول الله لنا ، من جهته لن اعود و أدعوكم عبيدا بل احباؤ و ابناء ،نقول له نحن من جهتنا اننا عبيد بطالون . هكذا في اتضاعنا يرفعنا الله و في اتضاعه نرفعه كإله.
فالراعي يجب ان يتضع اتضاع حقيقي حتى يغسل ارجل الناس و لسان حاله يقول لا استحق هذه الخدمة المملوءة سرا ، هنا تستوقفه الرعية ناظرة اليهلتكرمه و تقول له اكسيوس ، تستحق ايها الراعي المبارك ان نكرمك لأنك بإتضاعك رفعت نفسك .
فالكاهن لا يعظ عن كرامة الكهنوت بل عن خدمة الشعب ، فيقف العلماني و يعظ عن كرامة الكهنوت و رفعته .
فكرامة الكهنوت يأخذها الراعي باتضاعه الشديد فتهرب الكرامة خلفه. هكذا كان يفعل الأنبا ابرام حبيب الفقراء و هكذا فعل البابا كيرلس السادس حينما كان يقول عن نفسه ، جلابيته لحد ركبته و عشرة في خدمته فلعمق اتضاعة زادت كرامته جدا
كان المتنيح القمص كيرلس داود السكندري يرفض المديحو بعد سيامته ألغى احتفالات عيد رسامته حتى لا يمتدحه الناس فحذا حذوه كل اباء الكنيسة.
هؤلاء و غيرهم تَرَكُوا لنا مثالا عظيما جعلنا نتمسك بالكنيسة و اذا حذونا حذوهم فلن يهلك احد و لن يترك الحظيرة . و تبقى حقيقة نتفق عليها و هي ان ضعف الارثوذكسيين لا يبطل قوة الارثوذكسية

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …