بقــلم / هـانــي شــهـدي
* اهــداء الى الباسـم الباسـل مــينا دانيـال واصدقاؤه فى التحرير وماسبيرو.
– مينا دانيال احد الشباب المصريين الذين اختاروا الطريق الصعب منذ البداية فى الوقوف امام الطغاة ليقول “لا “. مينا قـرأ الحلم مبكراً وتبناه، حـلم الدفاع عن البـسطاء والكـادحين مسلمين ومسيحيين. لم يُقـتل مينا من أجل الدفاع عن كنـيسة هُدمت أو استخراج تصريح بناء كنيسة، لكن مينا ورفاقه حاربوا من أجل بناء وطـن باكمله، واستخراج شهادة مـيلاد لوطـن أوشك الطـغاة في إتمام تصاريح دفن لشبابه الأحياء ولاحلامهم البسيطه.
– لم يخترْ مينا الطريق الصعب بل الاكــثر صـعوبة.. احلام اى فتى فى سنه لا تتعدى الالتحاق بخدمات اى كنيسة مجاورة لينضم لكورال الترانيم فيها ويلبس قميصه الملون ويضع برفانه اللذيذ ويرنم ترنيمته الشجية في فخر وسط زميلاته المرنمات ويسعى لألتقاط الكاميرات وتقبيل الايادى ” ويا دار ما دخلك شر “.. أما مينا واصدقاؤه ذهبوا لاشعال الثورة فى التحرير ومواجهة الشر فى عقر داره ،وتلك هى شجاعة الرجال التى غابت عنا الى ان فاجئنا بانه شهيد بأختياره وليس شهيد بالصدفة.
– مينا بدأ قضيته ودافع عنها الى ان قتل فى الهواء الطلق فى ميدان التحرير حيث الجهاد الحقيقى وليس من داخل جدران المكاتب والاستديوهات المكيفة حيث البطولات المزيفة .. كما المسيح كانت دعوته وموعظته على الجبل فى الهواء الطلق ايضا .. معظم معجزاته كانت فى ارض الشارع بين الناس .. واخيرا صلب فى الهواء الطلق وليس من داخل استديو او على شريط اعلانات .- مينا تحرر من الخط التقليدي لتبعية رجال الدين والكنيسة وكان له قاموسه الدينى الخاص به ، حيث نعشق نحن الاقباط الاتكالية وتتبع خطوات مصفوفة لنا ، لم نمتلك بعد موهبة اتخاذ القرار وإختــيار الطريق ، مينا اكتشف أن الله وهبه عقل يفكر وجسد يتحرك ، فببساطة جرّب يستخدمهما فأصبح ” ذو علم ومعرفة ” لان يختار طريقه بنفسه -حيث يفكر عقله تذهب قدماه -اين يجاهد ومتى يضحك واين يموت .
– لم يكن يشغله أين يسند رأس ويبيت -كسيده- ينام في الشارع أو الكنيسة أو المسجد كلها أرض الله، بل كان يشغله أكثر ماذا ما هو هدفه عندما يصحو من نومه،التاريخ لا يحاسب أحد أين ذهب عقله وهو نائم ولكن يسألنا أين ذهبت أرجلنا ونحن يقظين.
– دانيال فى العهد القديم القوا به فى جب اسود جائعة منذ ايام ولكن مينا دانيال فى عهد ما بعد الثورة القى بنفسه وسط اسود جائعة منذ قرون اى شجاعة هذه ؟!، دانيال فى العهد القديم ” طلب المراحم من الله ” لكى يفسر الحلم ويسد افواه الاسود لكن مينا دانيال فتح بنفسه افواه اسود وتقبل ان تأكله وتدهسه بالدبابات وترجمه بالرصاص والحجارة .
– اذا كان الاشرار ” ما زالوا يفعلون الشر ” لكن مينا الفاهم على ما يبدو انه اشتم ” رائحة سرور ” فقرر ان يذهب الى النهاية الصعبة ” ليستريح… “
– استعير مقولة الاديبة الجزائرية حبيبة محمدى ” الحقيقيون وحدهم فى هذا الزمان يولدون واكفانهم فى ايديهم ” ومينا دانيال كان واحدا من هؤلاء الحقيقين فى هذا الزمان .
الوسومهانى شهدى
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …