بقلم : رشا سعد
ذكرت دراسة صدرت في الولايات المتحدة بأن العقاب الجسدي ضد الأولاد يدفعهم إلى الكذب ومعاداة المجتمع وانه كلما زاد العقاب الجسدي على الصغار زاد نفورهم ن المجتمع وزاد كذبهم.
ويشير البحث الذي نشرته مجلة طب الأطفال والشبيبة وتصدرها منظمة الأطباء الأمريكية إلى أن الأفكار التي يحملها البعض بأن الضرب على قفا الصغير شيء مقبول ولا يؤثر مثلما يؤثر الصفع أو الضرب على أعضاء أخرى من الجسم على الأطفال بأنها أفكار غير صحيحة.
وأوضحت الدراسة أن الصغار الذين يتعرضون للضرب ينشأون كذابين اكثر من أبناء جيلهم الذين لا يضربون ميلاً إلى العنف ضد الآخرين ولا يظهرون أية مشاعر ندم على الأعمال العنيفة التي يقوم بها أو عن الأخطار التي يقعون فيها خلال مسيرة حياتهم.
كما أن إحدى الظواهر الأخرى لهؤلاء الأطفال هو قيامهم بتخريب وإبادة الأشياء بدون أي سبب كما انهم يرفضون إطاعة أساتذتهم في المدارس وتنفيذ ما يطلبونه منهم. وقد بدأ الباحثون العمل على دراستهم هذه في عام 1988 حيث وجهوا أسئلة إلى 807 من الأمهات وقع الاختيار عليهن بصورة عفوية وتبين أن 44 في الميه منهم ضربوا أولادهم بين الأعمار 6 إلى 9 سنوات وتبين أن 10 في الميه من الأمهات اللواتي سئلن قد ضربن أطفالهن اكثر من 3 مرات و14.1 في الميه مرتين و19.8 مرة واحدة.
ويؤكد الباحثون في دراستهم على أن تخفيف العقاب الجسدي أو حتى إلغاءه سيساعد الطفل على تغيير تصرفاته المعادية للمجتمع.
وقد جاءت هذه الدراسة ضمن المحاولات الأمريكية معرفة أسباب العنف الذي يجتاح المجتمع الأمريكي.
الأثار الجانبية التي تنتج عن ضرب الأطفال
1- كره الناس… وخصوصا أبويه… لانه يشعر بعدم محبتهم
2- الإنطواء
3- يتولد له الحقد لدى المجتمع
4- يسلك أسلوب … و العياذ بالله الحرام
5- في حالات … يصاب بالكسل
6- يقوم ببعض عمليات الإنتقام
7- الأم مدرسة إذا أعدتها أعدة شعباً طيب
إن حوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة فإنها تترك جرحا نفسيا عميقا .
وان هذا الجرح تراكمي مع استمرار الاعتداء بالضرب علي الطفل . إنما يمكن أن نؤكد ذلك إذا نظر كل منا إلى ذكريات طفولته . إن أسوأ ذكريات الطفولة هي تلك التي تعرضنا فيها للضرب من أبوينا والبعض يجد أن مثل هذه الذاكرة غير محببة فيحاول التقليل منها وان يتحدث عنها بشكل فكاهي .
إن سرد مثل هذه المواقف سوف يخفي الابتسامة من الوجه وإذا حدثت الابتسامة فانه الخجل هو الذي جعل أصحابها يبتسمون، وكحماية من الألم فإننا نتناسى هذه المواقف الصعبة وأكثر حوادث العنف ضد الأطفال هو التلطيش أو الضرب بالأقلام وفي محاولة لإنكار هذه الذكريات وتأثيرها فان البعض يرفض اعتبار التلطيش عنف ضد الأطفال ويدعي بان هذا الضرب له تأثيره قليل .
إن مثل هذا الضرب علي الوجوه مثل التسمم الغذائي الذي يمكن علاجه وينجو منه الإنسان بدون أي أعراض مستقبلية ولكن من منا يحبه .
إن قدرة الإنسان على التعايش مع الضرب على الخدود ليس معناه أن له قيمة جميلة .
إن خطر هذا الضرب كبير ولكن بعض الآباء يجادلون ويقولون ولكن كيف تكون أبا أو أما مسئولين إذا لم تسيطر على الطفل وتمسكه بقوة أثناء عبور الطريق وحقيقة الأمر فإن ضرب الأطفال على الخدود يدخلهم في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين علي تعلم دروس الكبار.
إن مثل هذا الضرب سوف يشفي غليل الكبار ولكن على حساب إحداث غضب هائل في الصغار وحيث يكون غضب الكبار مؤقت فان ضرب الطفل علي الوجه يستمر أثره ولايحدث التأثير التعليمي المطلوب .
إن هذا الضرب يعطي الأطفال إحساسا أن من حولهم من الكبار خطرين عليهم فيبتعدون عنهم .
و فقدان الثقة إن كثرة الاعتداء بالضرب علي الوجوه عند الطفل يفقده الثقة في الوالدين ويحدث تآكلا في حبه لهم .
إن الطفل الذي يضرب بانتظام لا يستطيع أن يعتبر الأبوين مصدر حب وحماية وأمن وراحة وهي العناصر الحيوية للنمو الصحي لكل طفل وفي حين الطفل يظهر الأبوان بصورة مصدر الخطر والألم .
* إن حماية الطفل وتغذيته يجب أن يكونوا غير مشروطين بأي سلوك يحدث منه وهذا الغذاء والحماية ينظر لهم من محتوي هذا العنف فيرفضون هذا الطعام وهذه الحماية . إن هؤلاء الأطفال الذين يضربون يكونون مثل الأطفال الذين ينكر عليهم حقهم في طعام كاف أو تلقي الدفء والراحة ،ويعانون من فشل نموهم بابشع صورة .
×××××××××××××××××××××××××
أن العقوبة الجسدية من أحد الأساليب الشرعية التربوية متى ما استعمل على الوجه الصحيح.
قال لقمان الحكيم: ضرب الوالد للولد كالسماد للزرع.
وعن سبرة بن معبد الجهني، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ‘علّموا الصبيَ الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشرٍ’.
فالعلم والتوجيه والإرشاد أولاً في وقت كافٍ ليدرك ويتعلم ويقوم ما أمر به، فثلاث سنوات لتعلم الصلاة من أحكام وآداب مدة تناسب هذه الشعيرة العظيمة.
فعندما يرى المربي – لا سيما الوالدين – أن الولد استحق العقوبة الجسدية وسوف يجعلها سبباً في صلاحه واستقامته، ودافعًا إلى الأفضل والأكمل لا دافع انتقام، ويكون ذلك حينما يسلك الطرق المؤصلة إلى ذلك، وهي:
أ] ـ التدرج في العقوبة, فهناك فهم خاطئ وهو حصر العقوبة بالضرب، مع أن أسلوب العقاب متعدد؛ فمنه المنع؛ فيمنع من الأشياء التي اعتاد عليها من الوالدين كالمال، والتأخير عن الاستجابة لبعض متطلباته، والهجر, فمقاطعة الأب أو الأم للولد، وعدم الحديث معه له تأثير قوي على الولد قد يكون أشد من الضرب.
ب] ـ أنه لا يلجأ إلى العقوبة الجسدية إلا في أضيق الحدود، وأن تكون آخر حلول العلاج لا أوله، فآخر العلاج الكي.
ج] ـ لا يكون العقاب أمام الآخرين كزملائه في الدراسة، أو في الحي، أو أمام إخوانه. وأيها المربي تجنب كل ما فيه إهانة له، وكذا أسلوب التعميم: ‘أنت من طبعك الخطأ، أو أنت لا تعمل شيئاً صواباً أبداً’.
د] ـ لا يعاقب على خطأ ارتكبه للمرة الأولى، فعند الخطأ الأول يأتي دور التوجيه والإرشاد، وتوضيح عواقب الوقوع فيه مرة آخر.