نتعامل جميعا مع العديد من مواقع التواصل الاجتماعى ، ندخل لنتصفح ونتحدث مع اشخاص مختلفين عنا احيانا او نعرفهم احيانا اخرى .
نقراء اخبار مختلفه ونرى صور مثيره للاعجاب واخرى مثيره لسخريه نضغط على مايرتقى ليحصل على اعجابنا ونمر مرور الكرام على الاشياء التى اصبحت تقليديه ونقوم بعمل مشاركه للشئ الذى يجذبنا بصوره مختلفه .
وهذا ماقد حدث معى عندما وجدت صوره تمت مشاركتها من احدى الاصدقاء الذى تربطنى به صداقه منذ فترة طويله
وقد استوقفتنى تلك الصوره بطريقه غريبه جدا.
الصوره مقسمه نصفين النصف العلوى لشاب ايطالى بيده قش وامامه تل من القش والنصف السفلى صوره اقرب لملامح الشاب الايطالى وبيده ابره وعلى عيناه نظره انتصار غير طبيعيه بالمره ، وكان التعليق المكتوب على الصوره “ايطالى يمضى يومين فى البحث عن ابره فى كومة قش لاثبات ان لا شيء مستحيل فى الحياه اذا اردت ذلك”
لم يبهرنى الحدث قدرما ابهرنى التعليق هل لاحظتم كلمة ” يومين ” ؟؟
انه عامل الوقت ياأعزائي !!
بالنسبة لنا لن اقول انه لم يكن فى مقدرة اى شاب مصرى او عربى ان يقوم بهذا الفعل ولكن لم يأتى ذلك فى بال احد ،يومين انه لرقم لدى المجتمع الغربى اصبحت المعجزه فى أنه استغرق يومين من حياته ألهذا القدر يقدرون قيمة الوقت لكى يحسبوه لم انظر فى ان هذا الحدث شيء تافهه او لا قيمة له كما يظن البعض ولكن احسد هذا الشاب الايطالى لانه امضى يومين من حياته لكى يثبت لنفسه شيء مهم ان لا شيء مستحيل
وياليت الشباب ياخذونه قدوه ليس فى البحث عن الابره فى الكومه ولكن لكى يستغلوا الوقت فى اثبات اى شيء لهم يدفعهم على تحقيق ذاتهم
أضع نفسى مكان هذا الشاب وهو يقضى “يومين”بالتاكيد كان يفكرو يشعر بان هدفه ليثبت ان لا شيء مستحيل هدف يستحق التعب ومن المؤكد ايضا انه عندما وجدها شعر بالنصر لانه حقق ذلك
ونحن جميعا نحتاج لهذا الشغف الذى يجعلنا نخسر يومين على الاقل لنصل الى احلامنا ومن المحزن ان نرى اياما وايام تمر امام اعيننا لا نستفيد بها ونرى شباب لم تفكر فى قيمة الوقت ولكن تفكر فى قيمة المال وايضا لا تستغل ذلك ولا تصنع شيء للحصول على ذاك
بالتاكيد يرى البعض منا ان هذا الحدث لايستحق وانه عمل تافهه من شخص مرفهه ولكن اريد ان تسال نفسك سؤال اذا كنت ترى ذلك ماذا فعلت انت فى حياتك وماذا قد اثبت لنفسك من مبادئ او افكار خلال مشوارك العمرى ؟
ان مات هذا الشاب اعتقد انه سيكون مرتاح لانه قد اثبت لذاته شيء مهم فماذا اذا مات شخص ولم يدرك قيمة عمره ولم يثبت شيء لذاته او لم يحقق حلمه ؟ كارثه …. نعم اعتقد انها كارثه فما قيمة الحياه بدون شغف تجاه حلم او هدف وماقيمة الشخص دون ان يكون له قيمه ينفع بها ذاته وترجع الافاده على اسرته الصغيره والكبيره ووطنه
كان شَغَفُ ’’قيس بن الملوح‘‘ بليلاه سبباً في جعل اسمه خالداً في طريق العشق والغرام، بينما كان شغف الإمام الشافعي – رحمه الله – بالعلم حاملاً له أن يقول كلمة سارت بها الركبان:” أسمع بالحرف – مما لم أسمعه – فتود أعضائي أن لها أسماعاً: تتنعم به مثل ما تنعمت الأذنان به” ؛ فقيل له : فكيف حرصك عليه؟. قال:”حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال” ؛ فقيل له : فكيف طلبك له ؟. قال:”طلب المرأة المضلة ولدها، وليس لها ولد غيره”.
هل رايتهم قيمة الشغف ….هل ادركتم قيمة الوقت ؟
اسمع مايدور فى بال احدكم وهو يحدث نفسه انه يملك الشغف ولا يشعر بقيمة الوقت وماذا يفعل ؟ اضع امام اعينك الحل قف امام المراه بعد ان تكون قد غمرت راسك بالماء البارد لتدرك ماسوف تقوله وتاخذ عهد على نفسك بان تضع خطه فى حياتك وعنوانها ان تكتب اسمك فى التاريخ سواء تاريخ اسرتك او مجتمعك او بلدك او حتى تاريخ العالم ولما لا ،وتعد نفسك ان تبحث عن تلك الابره لتكون فخور بنفسك امام تلك المراه فى وقفة اخرى يمكن ان تكون بعد يومين او اسبوع ويمكن شهر او سنه او اكثر هذا يتوقف على مقدار الشغف الذى ستعد نفسك به وبالتاكيد ستجد ابره فى حياتك تريد ان تجدها اقصد هدف
ضع امام اعينك تلك الجمله “لا اريد ان يكون اسمى فى سجلات البشر ليس لديه تعريف لا اريد ان انسى بمجرد نزولى فى السرير الدائم يجب ان اضع اسمى فى التاريخ بحروف من نور يجب ان اختلف بقدر المستطاع”
تلك الجمله احفظها عن ظهر قلب ودائما ارددها لنفسى منذ ان اخذت العهد امام مراتى الصغيره واكررها امام من يسالنى او يعرفنى واتمنى فى يوم انظر الى عدسة الكاميرا وتكون داخل عيونى نفس نظره الانتصار التى رايتها فى عيون هذا الشاب الايطالى بعد ان وجد الابره
الوسومرحاب صبرى
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …