بقلم : ريهام زاهر
تطلعت الي نفسها في المرآة … فوجدت بعض الشعيرات البيضاء قد بدأت تشق طريقها في رأسها… و بعض الخطوط الدقيقة تحت عينيها .. و قد زادتها المسؤليات و الغربة و بعض تجارب الحياة سناً فوق سنها…
فابتسمت…
ابتسمت و هي تتذكر لعبها و هي طفلة مع اقاربها علي سطح المنزل..
و ابتسمت عندما تذكرت مدرستها و مرحلة الطفولة و المراهقة…
وابتسمت و هي تتذكر نفسها في اول يوم في الجامعة و هي ترتدي ملابس غير زي المدرسة لاول مرة وهي تدرس..
وابتسمت عندما تذكرت حفلات و رحلات و نشاطات كثيرة شاركت فيها ..
و ارتسمت ابتسامة كبيرة علي وجهها و هي تتذكر عندما دق قلبها بالحب لاول مرة لزميل لها في الدراسة …
و اختفت الابتسامة عندما تذكرت فرحة والدها بتخرجها ..و كيف تفتقده الان جدا…
و عادت الابتسامة عندما تذكرت عندما صارحها زميلها بحبه و بنية الارتباط ..و فرحة امها بها كعروس…
و نزلت دمعة علي وجنتيها عندما تذكرت دموع والدها و هو يسلمها لعريسها يوم زفافها ..
و اخذت نفسا عميقا و هي تتذكر بحب عميق و ابتسامة عريضة اول كلمة احبك و اول لمسة من يد حبيبها …
وسرحت عندما تذكرت نزولها للحياة العملية و صدماتها المتوالية ببعض المواقف و البشر..
ثم بدأت الدموع تنهمر عندما تذكرت يوم انتقال والدها الحنون و هو ممسك كفيها ..
و تنفست بعمق وهي تتذكر اصدقائها و حبهم العميق…
و تذكرت شدائد كثيرة و ضغوطات و مسؤليات … مواقف مضت…و احداث مازالت تعيش فيها….
و تذكرت…و تذكرت… و بكت … و شكرت…و ابتسمت … و ضحكت … و تأثرت… و شريط حياتها يمر من امام عينيها …و كأن المرآة هي شاشة عرض كبيرة…
ثم افاقت من خلوتها الصغيرة وهي لاتزال مبتسمة.. شاكرة …راضية… مفتقدة … يغلبها الحنين لأشياء و اناس كثيرين..
تتمني ان تعود طفلة…او فتاة … او عروس جديدة… منتظرة ان تسمع من جديد انها الطفلة المدللة إن لم تكن الصغيرة الان …
” خواطر “
الوسومريهام زاهر
شاهد أيضاً
من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!
كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …