إن كان التاريخ قد ذكر اسماء ملكات جلسن على عرش مصر فهناك ملكات تربعن على عروش قلوب ملوكهن نذكر منهن
نفرتيتى زوجة اخناتون
ينظر إلى الجميلة “نفرتيتي” التي يعني اسمها “المرأة الجميلة قد أقبلت”على أنها كانت إحدى أقوى النساء في مصر القديمة، وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك توت عنخ آمون ابن زوجها “إخناتون”،الذي حكم مصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وكان لنفرتيتي – وهي تنتمي للأسرة الـثامنة عشر في مصر الفرعونية، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد- منزلة رفيعة أثناء فترة حكم زوجها الفرعون “أمنوفيس الرابع” أو “أمنحتب الرابع”،
المعروف باسم “إخناتون”، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.
ومن المعروف أن نفرتيتي لم تكن تجري في عروق أسرتها الدماء الملكية، ولكنها كانت مرتبطة بالقصر، معه إلى مدينة “أخيتاتون” أو تل العمارنة، لعبادة الإله “آتون”، بطريقة ما، وكانت نفرتيتي تساند زوجها أثناء ثورته الدينية والاجتماعية، ثم انتقلت
حيث لعبت دورا أساسيا في نشر المفاهيم الجديدة التي نادي بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات صورت فيها الملكة وهى تقوم بالقضاء على الأعداء .
ويمكن مشاهدة ذلك على جدران معابد آتون ومقابر الأشراف بتل العمارنة. والطقوس، وبالمشاهد العائلية، وكذلك في المناظر التقليدية للحملات العسكرية.
وقد توفيت إحدى بناتها وهى “ميكيت-آتون”، وقد صور حزنهم عليها فى بعض الرسوم الحائطية، وبعد وفاة إبنتها، إختفت نفرتيتي من البلاط الملكي، وحلت ابنتها “ميريت أتون” محلها،
وقد توفيت نفرتيتي في العام الرابع عشر لحكم إخناتون، ومن الممكن أن تكون قد دفنت في مقبرتها بالمقابر الملكية، في تل العمارنة، ولكن لم يتم العثور على المومياء الخاصة بها حتى الآن.
1- الحسناء «نفرتيتي»، أصلها غير مؤكد بشكل كامل ولكن مُعظم الدراسات تُشير لكونها ابنة قائد الجيوش «آي»، هي زوجة الملك اخناتون «أمنحتب الرابع»، ورفيقة دربه في الدعوة لديانة التوحيد الذي استمر من 12 إلى 15 عامًا.
2- كوّنا أسرة سعيدة تظهر ملامح المودّة والإخلاص عليها في جميع النقوش التي نجَت من التدمير، وكان لهم أربع أو ست بنات، بالإضافة لظهور توت عنخ آمون كابن لهما رغم أن فحوص تحليل الحمض النووي (DNA) تثبت أبوة اخناتون له فقط وعَدَم وجود تشابه بينه وبين أخواتِه.
3- يظهر حب «نفرتيتي» لـ«إخناتون» وإخلاصها له ولدين التوحيد في جداريات تل العمارنة، حيث تتعبّد أسرة اخناتون للإله آتون متمثِّلًا في قرص الشمس «آتوم» مُعظم الأوقات، وحُفِر دعاء اخناتون: «آتون يا إلهي، امنح الملكة عُمرًا طويلًا». كما حُفر دعاء نفرتيتي: «امنح ابنك الذي يحبك الحياة والحقيقة، سيد الأرضين..اخناتون».
4- بعد حوالي 12 عام كانت وقيعة بين الملك وزوجته المُحبة غير معلومة الأسباب بشكل كامل، ولكن من الأرجح أنها لأسباب سياسية، حيث ترك الملك مدينته الجديدة ورجع إلى العاصمة القديمة «طيبة»، واستمرت نفرتيتي في تعبدها لآتون في «تل العمارنة».
5- ظل جمالها مُبهرًا وقوتها مُلهمة لرجال كُثر أهمهم «هتلر»، زعيم ألمانيا النازي، الذي قال حينما تم إبلاغه بأن الخارجية المصرية قطعت العلاقات التعاونية في مجال التنقيب عن الآثار مع ألمانيا بسبب تمثال رأسها المُهرّب: «لا يهم، أنا حلمت بذلك.. سأبني في الداخل غرفة تعلوها قبة كبيرة.. وهنا في الوَسَط، سيكون تنصيب تلك الفاتنة.. نفرتيتي. لن أتنازل عن رأس الملكة».
6- وجد في النقوش ما يفيد حرص نفرتيتي على جمالها، واستخدامها الزيوت الطبيعية الصبّار واللوز في الاستحمام والتعطر والعناية بالشعر، واستخدام الكحل لتزيين العينين.
7- عرفت الشِعر والغناء ونظمته في حب زوجها، وبناتها، وأرض مصر، والإله آتون.
8- لم يتم التعرف على موميائها ولكن النقوش على جدرايات تل العمارنة أظهرت نفرتيتي بخلاف التعبد والاهتمام بجمالها، تقاتل الأعداء بجوار اخناتون، وتظهر بعض النقوش حزن كليهما على وفاة ابنتهما «مكيت آتون».
بقلم: محمد فتحى – مرشد سياحى