الأربعاء , نوفمبر 20 2024
وفاء قناوى

عرفات والمؤتمر العالمى .

وفاء قناوى
         وفاء القناوى

بقلم : وفاء القناوى
…. عرفات إنه المؤتمر الأكبر , والأوحد الذى يجمع الملايين تحت راية واحدة هى راية الإسلام . وانصياع لأمر واحد هو أمر الله ( وأذن فى الناس بالحج) ,ووراء هدف واحد (لبيك اللهم لبيك) ومهما تعددت اللغات او الجنسيات لا فرق بين أبيض و أسود ولا بين عربى وأعجمي , الكل سواسية وهم يلبّون النداء ( لبيك اللهم لبيك …لبيك لاشريك لك لبيك) إنها بروفة مصغرة ليوم القيامة وقيام الساعة والأشهاد بالأكفان , اليوم لاغير اللباس الأبيض زى واحد موحد للجميع , والكل يمتثل لأمر الله ويتناسى أمر الدنيا وبريقها , الكل يأتى من كل فجٍ عميق تاركاً المال والولد ويترفع عن الشهوات الدنيوية حتى ولو كانت حلال مثل جماع الزوجات , يتباهى بهم الله سبحانه وتعالى بين ملائكته ويقول لهم إنظروا كيف يأتونى شُعثاً غُبرأ يرجون رحمتى ومغفرتى , و لم يروا عذابى بعد , فكيف لا أغفر لهم , إشهدوا أنى قد غفرت لهم , إنه لموقف مهيب إنه لأكبر مؤتمر عالمى يعرفه التاريخ القديم والحديث , تتجلى الوحدة فيه فى المظهر والجوهر والهدف , فالكتاب واحد مهما إختلفت اللغات والإله واحد مهما إختلفت الأعراق , الكل يدعو الله القائل ( ادعونى أستجب لكم ) الكل يلبى لبيك اللهم لبيك فاح الكون من نفحاتها ,لبيك اللهم لبيك تعطرت منها ربوع الوادى كلها, لبيك اللهم لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك .
فى رحاب عرفات يقف الحجيج تحفّهم رعاية المولى عز وجل , سبقت مشاعرهم أجسادهم , وحيث وقف من قبلهم نبينا الكريم والخلفاء الراشدين والصحابة الكرام , وكلهم أمل أن يكلل سعيهم من بلادهم البعيدة إلى مكة وعرفات أرض المشاعر المقدسة بالمغفرة ورضوان الله , يقفون حيث وقف نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام ليضع لهم دستور حياتهم إلى أن يرث الأرض ومن عليها , وفى خطبة الوداع أعلن إكتمال الدين ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً ) إنه يوم عظيم تغفر فيه الذنوب لمن لبى النداء وأدى المناسك واجتهد فى رضى الله , ورجع وقد غيره الحج إلى بيت الله وغيّر سلوكه إلى الأفضل , كما يغفر أيضاً ذنوب عام مضت وعام قادم لمن صام يوم عرفة من غير الحجيج , فأى رحمة تلك ياألله تبارك الله أرحم الراحمين أما من ذهب للتباهى أو للمظاهر أو لمن لم يتغير بحجه , فإنه لا يأخذ من حجه غير المشقة وأما الذين غُفر لهم يرجعوا كمن ولدتهم أمهاتهم أنقياء من الذنوب .
وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيق
صدق الله العظيم

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …