ترجمة : مايكل عزيز البشموري
حوار جريدة ” اليوم ” السويدية مع قداسة البابا تواضروس الثاني ، خلال زيارته للسويد :
” هذة ليست أول مرة يأتي اليها البابا تواضروس الثاني إلي السويد ، فقد سبق له المجئ خمس مرات من قبل ، ولكن هذه المرة جاء كرئيس وبطريرك للكنيسة المصرية ، وتحدث لنا بكلمات دافئة عن هذا البلد الجميل والترحيب به.
ونلتقي اليوم بالبابا في كنيسة منطقة هوجاليد ، حيث كان هناك لعدة أيام في زيارة الكنائس القبطية ، يرافقه أثنان من الاساقفة والقسوس ، بملابسهم السوداء الرائعة التي يرتدونها .
وهنا اجاب لنا علي عدة تساؤلات :
– لماذا هو مهم للكنيسة القبطية إقامة علاقات جيدة مع الكنيسة السويدية ؟
* البابا : هكذا تكون المحبة الاخوية ، ومن المهم لجميع الكنائس المسيحية أن تكون منفتحة علي بعضها البعض ، والهدف النهائي من إقامة مثل تلك العلاقات هو الوحدة المسيحية بين الكنائس .
وأضاف البابا بأنه يجب أن يكون هناك إتحاد في التنوع بين الكنائس ، موضحاً أن الكنائس لديها بعض الاختلافات اللاهوتية ، وهو يعلم ذلك بالطبع ، ولكنه حريص على التأكيد على أن المسيحيين يجب أن يكونوا متحدين في التنوع فقال : ” انظروا إلى أصابع اليد الواحدة ، إنها خمسة أصابع ، ولكنها جميعا تعمل معاً . وهكذا ينبغي أن يكون الحال بالنسبة للكنائس المسيحية التقليدية .
+ لقد تم تنصيب البابا تواضروس بطريرك للكنيسة المصرية منذ عام 2012 ، أي بعد سنوات قليلة دراماتيكية عاشتها مصر . وتولى منصبه بعد الربيع العربي ، وعلى مدى سنوات كانت هناك عدة هجمات على المسيحيين . وقد اختار العديد من الأقباط مغادرة البلاد .
– السؤال هنا : ما مستقبل الكنيسة القبطية علي اثر هجرة ابنائها للخارج ؟
* البابا : عندما يحدث أزمات في مصر ، يأتي الخوف لدي الاقباط و يختار العديد منهم الهجرة . وهناك أسباب أخري لهجرة الاقباط لدافع الدراسة أو العمل.
والكنيسة القبطية تنمو وتزداد بشكل إيجابي خارج وطنها التقليدي ، واليوم لدينا الكثير من القساوسة والاساقفة في جميع أنحاء العالم ، وهذا يعني انه ينبغي علي رئيس الكنيسة السفر وإفتقاد شعبه بالخارج ، وتم تأسيس أول كنيسة قبطية خارج مصر في عام 1961 في الكويت ، والكنيسة الثانية في كندا في عام 1964 ، وتم تأسيس أول كنيسة في اوربا عام 1971 بإنجلترا .
– هل تريد من المسيحيين البقاء في مصر؟
* نحن في عصر العولمة ، والعالم مفتوح على مصراعيه للجميع ، وهناك الكثير يسافرون لبلدان الخارج لإسباب مختلفة .
– ماذا تستطيع أن تفعل من أجل بقاء المصريين المسيحيين في وطنهم الام ؟
* نحن 15 مليون قبطي في مصر ، من أصل عدد سكانها الـ 90 مليون نسمة . ولدينا كنيسة قوية وكبيرة .
– إذن ليس هناك أي مشكلة للاقباط في مصر ؟
* لا ، لا يوجد لدينا مشكلة .
– أليس من المفروض أن يشعر المسيحيين في مصر بالقلق إزاء المتطرفيين الاسلاميين ؟
* ليس فقط المسيحيون وحدهم من يشعرون بالقلق من المتطرفين الاسلاميين ، فالمسلمون المعتدلون لديهم أيضا نفس القلق ، وغالبية المصريين متحدين في ذلك الشأن ، فالشعور من التطرف الديني متبادل سواء كنت مسيحيا أو مسلما .
وقد أشاد البابا تواضروس علي التغيير الايجابي للسلطة الذي حدث في مصر ، وسقوط جماعة الاخوان المسلمين المتشددة دينيا ، وشرح دعم الكنيسة القبطية للرئيس السيسي المعتدل دينيا ، وزيارته التاريخية للكاتدرائية المرقصية بالعباسية إبان عيد الميلاد المجيد .
– من السهل جدا تغيير المرء دينه بالسويد ، ولكن هل يمكن أن يكون تغيير الديانة مشكلة في مصر .وهل الكنيسة القبطية ترحب بالمتحولين دينياً سواء كان مسلم أم مسيحي ؟
* يصمت البابا للحظة ثم يجيب : ” بغض النظر عن البلد ، نحن نحترم الأديان و حرية الفرد وإختياراته ” .
وعند طرح السؤال مرة أخرى علي البابا ، فسر بأن السؤال يمكن أن يكون صعب ، نظرا لأنه يمكن أن يؤثر على استقرار البلاد والتوافق السلمي . موضحا بأن مثل تلك المسائل تعتبر من الامور الشائكة في بعض الاحيان بمصر