الكاتب : مايكل عزيز البشموري
عن مقال ” صلاة النوم السياسية ” أتحدث :
– يقول الكتاب المقدس ” أغضبوا ولا تخطئوا ” ، وأعتقد أن أغلب ردود فعل الاقباط ، حيال ما جاء بمقال الاستاذ / رامي جلال عامر ” صلاة النوم السياسية ” ، والذي أستخدم بمقاله هذا قطع من صلوات النوم بالاجبية المقدسة ، وقيامه بتحريف تلك الصلوات لإستخدامها في طرح وإسقاط فكرةً ما بمقاله ، فبالنسبة لي ، أعتقد أن أغلب ردود فعل الاقباط بمختلف فئاتهم ، حيال هذا المقال ، قد جاءت طبيعية وعقلانية . والسؤال هنا : لماذا جاءت ردود فعل الاقباط عقلانية بالنسبة لي حيال هذا الامر ؟
قبل الاجابة علي السؤال علينا تذكر تلك الاحداث :
+ يجب أن نتذكر عشرات الكنائس التي حرقت ، والاشخاص الذين قتلوا ، بسبب ردود الفعل الغاضبة نتيجة الرسوم الدنماركية المسيئة لرسول المسلمين الكريم (ص) .
+ يحب أن نتذكر ضحايا مذبحة مجلة تشارلي الفرنسية ، الذين لقوا حتفهم علي أيدي متشددين إسلاميين ، نتيجة إصرار كتاب ورساميين تلك المجلة علي رسم رسول المسلمين الكريم ، وذلك عبر صفحات تلك المجلة الاسبوعية .
+ يجب أن نتذكر الراهبة التي تم طعنها بالسكاكين علي أيدي متطرفين إسلاميين بمدينة الاسكندرية بمصر ، نتيجة ردود الفعل الغاضبة حيال مسرحية أقامها شباب قبطي بإحدي الكنائس ، والذي تناولوا بمسرحيتهم التطرف الديني الاسلامي ، والمسرحية كانت بعنوان : ” كنت أعمي والان أبصر ” .
+ يجب أن نتذكر أن القانون البغيض ” قانون إزدراء الاديان ” الذي لا يستخدم إلا علي الاقباط وحدهم .
+ يجب أن نتذكر عشرات الشباب الاقباط الذين تم سجنهم ظلماً ، بسبب وبدون سبب حقيقي ، أو لإتفه الاسباب ، نتيجة عملهم لايك أو شير لخبر يتناول التطرف الاسلامي ، وذلك عبر صفحاتهم بالفيس بوك .
+ يجب أن نتذكر تهجير أقباط بني سويف وحرق منازلهم وممتلكاتهم والخسائر الفادحة التي تعرضوا لها ، بسبب إدعاء مسلمين إحدي القري بتلك المحافظة بأن أحد الشباب القبطي المتواجد بالاردن قام بنشر صور مسيئة للاسلام علي صفحته بالفيس بوك ، والنتيجة تهجير مسيحيين تلك القرية وحرق منازلهم .
بعد تذكرنا لتلك الحوادث المؤسفة ، فأعتقد أن ردود فعل أغلب الاقباط جاءت عقلانية ومتوازنه حيال مقال : ” بن جلال ” ، ولذلك السبب فمن الطبيعي جدا أن يتقدم العديد منهم بعمل محاضر ، وتقديم شكاوي وبلاغات إلي النائب العام ونقابة الصحفيين ضد هذا الصحفي الشاب ، والسبب هو ان لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الاتجاه ، فلا يعقل في دولة تمارس فيها العنصرية بكل وقاحتها علي الاقباط ، ليس منطقيا أن لا يتخذوا إجراءات لردع أي شخص يحاول المساس بمعتقداتهم ومقدساتهم الدينية في ظل المناخ الطائفي والمذهبي الذي يسود البلاد .
وأعتقد بدون تجميل أو تذويق بالمصطلحات اللغوية ، بأنه لو قام صحفي قبطي بكتابة نفس مقال ” بن جلال ” وإستخدام نصوص إسلامية ، فسوف يكون أقل عقاب له هو فصلة من نقابة الصحفيين ، وطرده من الجريدة التي يعمل بها ، وكان سيتم محاكمته وإلقاءه داخل أسوار السجون . وأعتقد بأن ” بن جلال ” يعلم ويدرك ذلك جيداً .
أخيرا
أريد ترديد مقوله الراحل الكبير جلال عامر :
” الكاتب الذكى هو الذى يحترم «القارئ» أكثر من رئيس التحرير ” .
الوسوممايكل عزيز البشموري
شاهد أيضاً
حين نسترد انسانيتنا ومصريتنا
كمال زاخر٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤ بالضرورة ربما بسبب خبرة شخصية تراكمت عبر ثلاثة ارباع قرن، ما …