الأربعاء , نوفمبر 20 2024
Amal farag
أمل فرج

الوطن العربي والمستقبل المجهول ..

22

بقلم : أمل فرج
سيدفع العالم بأكمله في مقتبل الأجيال القادمة ثمنا لا نعلم مداه كضريبة لابد من سدادها لما يحدث اليوم في بقاع العالم العربي من عنف وقتل وارهاب ودمار .. فما يحدث اليوم حتى هذه اللحظة في سوريا واليمن والعراق وليبيا أمر طال مداه ولا نعلم له أمدا .. ولكن جميعنا يعلم أنه أمر لا يحمد عقباه ، وكأننا على مشارف ميلاد جيل جديد من العنف والقتل ، والخوف كل الخوف من أن يكون هذا الوضع هو ميلاد جيل داعشي جديد كنتيجة حتمية لما يعيشه هذا الجيل ويراه رأى العين من قتل ودماء في كل وقت وكل مكان من أرجاء بلاده ، نحن على مشارف جيل يملؤه الانتقام ، بل وقد يتبنى داعشو زماننا هؤلاء الأطفال الأبرياء ليجعلوهم قنابل تغتال أحلام المستقبل للعالم العربي خاصة.. وخاصة وأن الأطفال في هذه البلاد تحاصرهم براثن العنف والجهل من هنا وهناك ؛ فلا مناخ تعليمي مناسب الآن فيها ، لقد أصبحت المدارس ملاجئ تحتمي فيها الأسر الملطمة أو يتخذها القتلة قاعدة لهم .. العملية التعليمية تكاد تكون متوقفة ، وربما أصيب الواقع ان قلت أنها بالفعل قد توقفت تماما .. هل تدركون أيها السادة ماذا يعني ـ حقاـ أن يفتقد كل هذا الجزء من العالم العربي للتعليم والمناخ التعليمي الطبيعي ؟ هل تدركون ـ حقاـ ما الأثر الذي سيخلفه استمرار مثل هذا الوضع في نفوس وعقول الأجيال القادمة بل وفي تكوينهم العام ؟ والى أي مدى سيكون هذا الأثر ؟
نحن أمام صناعة قنابل موقوتة في يد الارهاب الآن ان لم يستدرك العرب أمرهم واستيقظوا من سباتهم العميق ، لقد طال المطال وكأن انقاذ الأمرأمر محال ، أو أنه يروق لمن قد يجدي تدخلهم لانقاذ الوضع .. قطعة عربية عريضة المساحة من أرض العرب ونسبة كثيفة النسمة من أبناء الوطن العربي في خطر حقيقي ينذر بمستقبل أشد قسوة على العالم بأسره ، خاصة في ظل وجود جيل بأكمله من أبناء العروبة خارج المنظومة التعليمية ، ان كان ما يحدث في هذه البلاد العربية أقوى من طاقة العرب وقوتهم ونفوذهم وارادتهم ودهائهم في الخلاص منه فنحن أمام مستقبل هو قدرنا وما علينا الا أن نقبله بكل ما سيحمل لنا من ويلات وليس لنا الا الله ، أما ان كان ما نحن فيه هو نتيجة تباطؤ العرب وتخاذلهم وتهاونهم فنحن أمام مستقبل هو من صنع أيدينا وما علينا الا أن نتجرع من دمائنا ودماء أبنائنا الذين نقدمهم بأيدينا طعاما لحيتان البحور ودون أن يهتز لكيان العالم العربي شعرة في جسد الانسانية والعروبة ويظل العرب بلا حراك حقيقي ينقذ الحاضر والمستقبل ، ليظل التاريخ شاهدا على الخذلان والضعف العربي .

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

من يعيد وضع عتبات أبواب بيوتنا ؟!

كمال زاخر الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠٢٤ حرص ابى القادم من عمق الصعيد على ان يضع …