بقلم المحامي نوري إيشوع
حتى أنتَ يا بحرُ غزتْ بلادي كلابَ البر
نهشت لحم شعبي، دمرت تاريخي
كسرتْ أوابدي فبكى من قسوتهم الصخر
هتكوا عرض عذرائنا، لوثوا بخستهم النهر
باعوا أعرضنا، ذبحوا أولادنا، دنسوا الطهر
حتى أنتَ يا بحرُ، بقروا بطونَ حواملنا
قطعوا بشرائعهم شرايين الحياة وأوصلنا
ذبحوا على عتبات إبليس مستقبل برعمنا
أهانوا كبرياء شيوخنا ودفنوا أحزان ثكلانا
دمروا منازلنا، أقتلعوا جزورنا وتاريخنا
حتى أنتَ يا بحرُ يا أقسى من الصخر
أنتَ دمويٌ أكثر من الجهادين الملاعين
أنت أكثرُ تكفيراً من التكفيرين الشياطين
أنت لا تعرف الرحمة وغدوتْ من التابعين
حتى أنتَ يا بحرُ يا أقسى من الصخر
أغرقت أطفالنا، أضعت آمالنا فكنتَ
السباق في القتل والقهر، فالموت موتاً هو
أكان غرقا في بحرك أما كان نحر
حتى أنت يا بحرُ
الجهادُ شريعةُ إله هذا الدهر، ديدنه النحر
قلِ لي نا الفرق بينك إبليس و شريعةٌ النحر؟
يغتصبون العذارى بإسمِ ربهم إله العهر
ينحرون البراعم وهم يكبرون بإلهِ هذا الدهر
حتى أنتَ يابحر
لفظتَ اللاجئين إليك فرميتهم خلف شطأنك
بدون إرواحٍ فذبجت الطفولة رغم الصغر
أنت الجهادي المائي الذي لا يقل بشاعةَ
عن الأفغاني، الشيشاني، السعودي والتركي
حتى القطري الذي وزنه غرامات و طوله قطر
حتى أنتَ يا بحر، لقد أصبحت رمزاً للموت
و أخاً شقيقاَ للجهادي و عبدأ لإله القتل العهر
حتى أنتَ يا بحرُ غزتْ بلادي كلابَ البر
نهشت لحم شعبي، دمرت تاريخي
كسرتْ أوابدي فبكى من قسوتهم الصخر
حتى أنتَ يا بحرُ غزتْ بلادي كلابَ البر
نهشت لحم شعبي، دمرت تاريخي
كسرتْ أوابدي فبكى من قسوتهم الصخر