الإثنين , ديسمبر 23 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

غياب ملك السعودية عن الرياض يتعدى الشهر


 بقلم عساسي عبدالحميد 

خمسة أسابيع بالكامل يقضيها العاهل السعودي” سلمان بن عبدالعزيز ” خارج أرض المملكة ما بين فرنسا

والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية حيث قابل يوم أمس الرئيس الأمريكي “باراك أوباما”

على هامش القمة السعودية الأمريكية، وكم يتمنى الملك السعودي أن يتأخر موعد العودة للرياض

لأنه لم يعد يقوى على مشاهدة هول الحرائق التي تورط في إضرامها النظام السعودي

في سوريا والعراق واليمن ومصر وليبيا صحبة قطر وتركيا وباقي مخصيات الخليج

ولم يعد يستحمل شكاوى مئات الأمراء من بعضهم البعض وهم يتعاركون فيما بينهم كالدببة

المتوحدة على مخصصات الأمراء المالية وخزائن بيت المال ويتزاحمون شاهرين السيوف

في وجه بعضهم البعض أملا في الإمارة والوزارة و التموقع والتسيد والتحكم ….

فالملك سلمان الذي غاب عن البلد لأكثر من شهر هو بمثابة رب أسرة غاضب خانق

خرج من المنزل متنقلا بين فنادق ومطاعم ومنتزهات وملاهي هربا من مشاكل البيت

ونكد الزوجة ومتطلبات أولاده الضرورية والكمالية ليبدد

أموال أسرته خارج بيت الزوجية …

**********************


أكثر من شهر والملك السعودي يغيب عن عرش المملكة والذي فوضه لولي عهده محمد بن نايف

والذي من المنتظر إقصائه هو الآخر من منصب ولاية العهد كما تم إقصاء عمه مقرن بن عبدالعزيز

ابن الجارية اليمنية لصالح نجل الملك سلمان محمد بن سلمان،ومحمد بن نايف يعلم بكل الدسائس

ونوايا عمه ونجله وقد بلغت ذروة الشكوك لديه أنه أقام حراسة متشددة على مطبخه

لكي لا يتسرب اليه سم ذات القرنين المجلجلة فيصيبه بالموت الفجائي ، ومنع إظهار الهواتف النقالة

في حضوره لكي لا تصدر منها أشعة مركزة قاتلة كما حدث لوالده نايف بن عبدالعزيز سنة

2012 فأصابت قلبه بالالتواء والضمور ..وموت ولي العهد السابق “نايف بن عبدالعزيز”

متورط فيه أكثر من

جهاز استخباراتي وأكثر من أمير سعودي ..

*********************
أكثر من شهر والملك سلمان خارج أرض الوطن و بالضبط منذ أن وطئت رجلاه أرض فرنسا

يوم 28/07/2015 في رحلة استجمامية كان من المقرر أن تدوم ثلاث أسابيع 

لكنه قطعها تحت وابل من احتجاجات الفرنسيين وتوقيع العرائض على إغلاق شاطئ الريفيرا

كفضاء عمومي من حقهم الاستفادة منه ،وقد بلغت حدة الاحتجاجات ذروتها

باقدام خمسة شابات فرنسيات بالتعري أمام اقامة الملك سلمان …

وما زاد الطين بلة أن اجازة الملك سلمان والتي كان من المقرر أن يقضيها بالديار الفرنسية

تزامنت مع دعوة وجهها الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند ” لنظيره الإيراني لزيارة باريس

فكان تصرف رئيس فرنسا بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير وهو تصرف

لم يستسغه طويل العمر أي أن يتم إرسال دعوة رسمية لكبير المجوس بدولة المجوس

وهو في زيارة استجمام لفرنسا و أنه جاء صحبة 1000 مرافق لإنعاش السياحة بمدينة بوردو

ومحيطها وأنه قام بشراء سلاح فرنسي بمليارات الدولارات و أقنع دول الخليج بفعل نفس الشيء مع فرنسا

فهذا لعمري نكران الجميل وعض اليد المحسنة ، فلا يليق بتصرف أحمق كهذا من طرف الرئيس الفرنسي وملك

السعودية متواجد على أرضه

*******************


غضب الملك و تزايد وتيرة الاحتجاجات وعناوين الصحف الأولى جعل طويل العمر

يستنفر أساطيله الجوية والبحرية والبرية ليضع حدا لاجازته بفرنسا و يقرر التوجه

نحو المغرب و بالضبط إلى مدينة طنجة صحبة مرافقيه، وعلى سلم الطائرة استقبله

رئيس الحكومة المغربية المحسوب على الإسلاميين وقام بتقبيل ذراعه وكتفه في انحناءة ذليلة خنوعة

وهو يقول للملك سلمان (( اعلم يا مولاي أن الشعب المغربي يكن لك كل الحب و جلالة الملك

يحبك والبلد بلدك في أي وقت تشرفوننا فيه )) …وهناك من بين الوفد المغربي

من قبل صفحتي يدي العاهل السعودي كما كان يفعل عبيد بني أمية مع أسيادهم ..

**********************


كلما اقتربت عودة الملك سلمان بن عبدالعزيز لمضارب بني سعود كلما أحس بالحزن

والاكتئاب لأنه يعلم أن ولي العهد الطامع في الملك بعد رحيله قد أخذ كامل الحيطة والحذر

من كل ذبابة صامتة ذكية تحوم تحت سقف غرفته لتقع على غفلة على رقبته وتقوم بوخزه وخزا خفيفا

ومن كل نظرة شاذة من طباخ أو سائق أو بستاني أو بهلول القصر….

الملك سلمان مغتم وهو عائد للسعودية لعلمه بان اليمن قد أصبح نزيفا يصعب حبسه في خاصرة بني سعود

و حلفاؤهم الذين لم يحسبوا مغامرتهم جيدا هذه وظنوها مغامرة في جولة أو جولتين

سيعود للسعودية وهو يعلم بأن لا أفق في المستقبل القريب لابعاد بشار الأسد عن سوريا بد أن كانت

السعودية ومخصيات الخليج على يقين بأن النظام سيسقط خلا شهر على الأكثر بعد أحداث درعا 2011 

ملك السعودية سيعود للرياض و كله هم وغم على تنامي الصراع بين أفراد الأسرة الحاكمة

وعلى تزايد الاحتقان الشعبي الذي قد ينفجر في أية لحظة ليفتح أبواب المملكة على مصراعيها

لتنظيم داعش الرافع من جهوزيته للتوجه نحو مكة والمدينة …أكثر من هذا يتمنى ملك السعودية

لو لم تنتهي رحلته هذه خارج السعودية لأنه لم يعد يقوى مشاهدة نجم المجوس

يلمع ويسطع حاملا تباشير انبعاث إمبراطورية عريقة و نهضة شعب عريق متعلم

متحضر شغيل ونشيط فالإيرانيون وظفوا إمكانياتهم لبناء الإنسان وإشراكه في التنمية

والنهضة العلمية رغم حصار دام 36 سنة بينما وظفها النظام السعودي لمخصصات الأمراء

ورحلات الاستنكاح و نشر سموم الوهابية في الداخل والخارج …

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …