بعد ثورة 30 يونية العظيمة وقف العالم الغربي بأكمله موقف مخزى من الثورة التي عبرت عن إرادة المصريين في الخلاص من الإخوان المسلمون، وأدعي الغرب تمسكه بالشرعية والديمقراطية ولكن سرعان ما انكشفت أمريكا وحلفاؤها مع الثورة الأوكرانية، فالرئيس الأوكراني منتخب بأسس ديمقراطية ولكن باركت أمريكا خلعه في حين وقفت ضد الثورة المصرية مدعية شرعية مرسي بالرغم من أن العالم كله يعرف وأولهم أمريكا أن مرسي حصل علي المنصب بالتزوير، ولكن كان لكندا موقف أخر وعظيم وهي الدولة الوحيدة التي لم تطلق يوما علي ثورتنا انقلاب، بل عبرت كندا في بيان أكثر من متزن علي لسان وزير خارجيتها وعقب الإطاحة بالإخوان، بأن كندا تدعوا الجميع لنبذ العنف والمضي قدما في الطريق الديمقراطي في إشارة واضحة لخارطة الطريق، وأعلن البيان بشكل غير معلن عن مباركة كندا للثورة المصرية.
في التاسع عشر من نوفمبر 2013
أقامت الحكومة الكندية أول مؤتمرا للجالية المصرية بكندا، الذي نظمته الهيئة القبطية الكندية بالتعاون مع الأهرام الجديد الكندي ورموز وقيادات الجالية المصرية بكندا، وكان المؤتمر إشارة واضحة للعالم كله أن كندا تساند الثورة المصرية، طالب المؤتمر بضرورة مساعدة الشرطة المصرية في مكافحة الإرهاب بما لا يخل بحقوق الإنسان، كما طالب باعتبار الإخوان جماعة إرهابية ومساعدة مصر إقتصاديا، وعرض الجانب الكندي علي المجتمعين في المؤتمر استعداد بلادهم للمساعدة الفنية في أي انتخابات تجري في مصر.
في أبريل 2014 أرسلت كندا وزير خارجيتها جون بيرد إلي القاهرة في زيارة كسرت الجمود الغربي وأدهشت العالم، والذي أذهل العالم أكثر هي نتائج الزيارة التي أتت بطلبات المصريين الكنديين وقامت كندا بتوفير منحة لتدريب ضباط الشرطة المصرية علي مكافحة الإرهاب وحزمة من المساعدات الاقتصادية بالإضافة لإبداء استعدادها للمساعدة في تقديم الخدمات الفنية في حالة طلب مصر منها ذلك.
كما قامت كندا بفتح ملف وضع الإخوان علي قائمة المنظمات الإرهابية وقامت بدراسة الملف، ولكن لم يتم وضع الإخوان علي قوائم المنظمات الإرهابية لتقصير شديد من السفارة المصرية بكندا، ووزارة الخارجية المصرية التي لم تمد كندا بالمعلومات التي تفيد إرهاب جماعة الإخوان، بالرغم من ذلك فمحاولات المصريين مستمرة وقامت كندا بفتح الملف مرة أخري، ولكن للأسف فالتقصير من الجانب المصري، وأنا أحد الذين سعوا بكل جهد وإخلاص للحصول علي المعلومات، ولم أحصل علي شئ سوي دراسة أعدها مكتب بريطاني متخصص عن إرهاب الإخوان قامت السفارة المصرية بمدنا به فقط لا غير وكان غير كافياً. علي أي حال الكنديين يقولون أن مجرد جلب الموضوع علي طاولة المفاوضات تكون قد حققت شئ، ونجحنا في فتح الملف ولكن ماذا نفعل في أجهزة حكومية مخترقة من الإخوان.
كانت كندا أول دولة غربية تصدر بيانا رسميا تبارك فيه لمصر نجاح الانتخابات الرئاسية في مايو 2014، وتشيد بالسلوك الديمقراطي وتشهد بنزاهة الانتخابات الرئاسية ثم تبعتها بعد ذلك فرنسا فأستراليا فدول العالم كله ولكن أول شعاع نور كان قد إنطلق من كندا.
فما هو سر دعم كندا لمصر، السر يكمن في شخص مهذب أحب الجالية المصرية وفتح لها قلبه وأعطاها وقته وجهدة وأستمع لهم ونجح في نقل وجهة نظرهم للقيادة الكندية، أنه ” بوب ديكارت” مساعد وزير العدل الكندي، ومرشح حزب المحافظين عن دائرة “إيرن ميلز”، كنا في كل مرة نطلب اجتماع مع الحكومة الكندية كان يقوم بتحضير وتجهيز الاجتماع، ليستمع الجانب الكندي لنا ويعطينا فرصة لشرح وجهة نظرنا ويتفهمها ويتخذ خطوات سريعة لتنفيذ مطالبنا.
الآن بوب ديكارت هو مرشح في دائرة تمتاز بوجود كثافة مصرية كبيرة بها، هو يطالبنا بأن نقوم بالتصويت له، في رأيي أن الانتخابات البرلمانية الكندية هي فرصة لأن نقول شكرا “بوب ديكارت” علي كل ما قدمته لنا وعلي كل مواقفكم النبيلة لدعم مصر، لن نكتفي بأن نقوم بالتصويت لك بل سنتبرع بأموالنا لحملتك الانتخابية، وسننضم لفريق المتطوعين لنقرع الأبواب مطالبين سكان دائرتك بالتصويت لك، أنها فرصة عظيمة لنرد لك الجميل وها هي الجالية قد بدأت بالفعل وسنستمر في العمل معك حتي نحتفل معك بالانتصار ومع حزب المحافظين كله يوم 19 أكتوبر القادم.