الإثنين , ديسمبر 23 2024
أحمد ياسر الكومى

قناه السويس الجديده ….ماذا بعد ؟؟

احمد ياسر الكومى
احمد ياسر الكومى

بقلم/ احمد ياسر الكومى
بعد الاحتفال الكبير الذى اقيم لافتتاح قناة السويس الجديدة ، وهو الافتتاح الثالث لها ، بقديمها وجديدها … فقد كان الافتتاح الاول عام 1869 ، والثاني بعد حرب اكتوبر المجيدة بعد إغلاق دام ثماني سنوات بسبب حرب يونيو عام 1967 واحتلال سيناء ، والجديدة في السادس من اغسطس2015.
لقد تناول الكتاب والباحثون والمحللون والمراسلون هذا الحدث وأهميته ، وسرعة إنجازه في زمن قياسي ، كل واحد من منظاره ، وحسب إهتمامه ، ووجدت شخصيا أن هناك ما يستوجب التوقف عنده أكثر من الأمور الفنية ، وهو دور الشعب في هذا الانجاز الذي لا تقتصرأهميته على الجانب الاقتصادي وإرتفاع العائد المادي ، والمجال الاستثماري ، والاقتصادي ، وإحداث تنمية شاملة في المنطقة ، التي تخترقها القناة ، وزيادة العلاقات والتجارة الدولية ، وتعزيز مكانة البلاد فيها ، من خلال هذا الممر المائي الذي يمر عبره أكثر من عشرة بالمائة من التجارة العالمية …
أن ما يلفت النظر، ويستوجب التوقف عنده ليس تلك الامور التي تحققها القناة الجديدة فقط على أهميتها ، وانما في دورالانسان في هذا الانجاز الذي عزز الثقة بالنفس ، وأحيا الأمل بقدرة الجماهير على الفعــل المؤثر رغم الصعوبات .. وبحفر قناة السويس الجديدة يتشكل أحد أهم المراكز الاستراتيجية الدفاعية لمصر من خلال خط دفاع استراتيجى وبذلك ستحرم إسرائيل من استخدام قواتها المدرعة كقوة ضاربة رئيسية للقوات البرية والسيطرة تماما على عمليات العبور غير الشرعية سطحيا أو من خلال الأنفاق بين قطاع غزة ومصر وكذلك الحد من القدرات القتالية للقوات الإسرائيلية لنقل المعركة من داخل حدودها إلى سيناء والتى تمثل قلب نظرية الأمن القومى المصرى لأن من يسيطر على فلسطين فى الوقت الحالى هى إسرائيل ولا يوجد أحد لا يعلم أطماع إسرائيل فى إجراء عمليات توسعية فى الأراضى المصرية فى سيناء”.
فمشروع قناة السويس الجديدة أحبط طموحات إسرائيل تجاه مصر وقناة السويس والتى كانت تخطط لإقامة مشروعات جديدة منافسة لقناة السويس والتفكير الاستراتيجى لإسرائيل بالتفكير لإقامة خمسة مشروعات للربط بين البحر الأحمر والمتوسط تتنوع ما بين قناة بحرية وإقامة طرق برية وخطوط سكك حديدية، ومد أنابيب لنقل البترول من الخليج إلى أوروبا ومن خلال هذه المشروعات تحاول إسرائيل أن تقيم طريقا ضخما وممرا موازيا لقناة السويس بإنشاء جسر برى يربط بين أيلات وأشدود، حيث يتضمن مد خط حديدى لنقل البضائع الآسيوية خاصة من الصين عبر البحر الأحمر إلى البحر المتوسط ومنه إلى أوروبا لتكون بديلا لقناة السويس بطول 320كم لنقل البضائع من البحر الأحمر للبحر المتوسط خلال هذا المحور، والذى يبدأ من إيلات فى الجنوب على البحر الأحمر ويصل لتل أبيب فى الشمال على البحر المتوسط.
فمعظم المصريون يتسائلون ماذا بعد افتتاح القناه الجديده ؟من المفترض أن تكون الفترة القادمة ، فترة رخاء عظيمة لمصر وشبابها وأجيالها القادمة ، ناتجة عن عدد من مشروعات التنمية العملاقة بمحور قناة السويس ، هذا بالإضافة إلى الزيادة المنتظرة فى الدخل والمقدرة بحوالى 20% على الدخل الأساسى لقناة السويس . من هذه المشروعات على سبيل المثال وليس الحصر : أولا ” محور التنمية ” فى منطقة شرق بورسعيد ” والذى سيتضمن إقامة محطة للحاويات والصب السائل ، ومحطة تموين لوجستية بالإضافة إلى محطة للحبوب .
ثانيا : محور التنمية فى ” منطقة الإسماعيلية الجديدة ” ، والذى سيضم منطقة صناعية بالقنطرة شرق ، وإقامة ” وادى التكنولوجيا ” وصناعات إلكترونية ، ومعدات إتصال .
ثالثا : محور تنمية ” شمال غرب خليج السويس ” والذى سيضم مناطق للصناعات الثقيلة ومركزا للمعلومات ومجمعا للخدمات التموينية .
بالطبع يأتى إلى جانب كل هذه المشروعات إنشاء شبكات للطرق ومعها مطارات جديدة ، إضافة إلى مشروع الإستزراع السمكى ، فضلا عن عدد من الأنفاق أسفل القناة تربط سيناء بشتى محافظات مصر ، فمن المقرر أن تصل جملة المشروعات بعد القناة الجديدة إلى أكثر من 40 مشروعا فى القطاعات المختلفة حمى الله مصر قياده وشعبا .

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …