الأحد , ديسمبر 22 2024
أحمد ياسر الكومى

مصر والسعودية ..تاريخ من الإخاء والعلاقات المميزة

بقلم/احمد ياسر الكومى

تميزت العلاقات المصرية الخليجية عبر عقود من الزمن، بالقوة والمتانة وكثير من المواقف الاخوية الراسخة
وتصدت لمحاولات الدسائس والفتن التى تهدف لشق صف هذه العلاقة، من جانب أطراف تعمل لمصلحة
تحقيق أهداف قوى خارجية، تسعى بشتى الطرق لفك أواصر تلك العلاقات التى تعد حائط صد

وتعرقل تنفيذ الكثير من المخططات لصالح قوى اجنبية تستهدف النيل من استقرار المنطقة ووحدة الأمة العربية ومقدرات الدول العربية وشعوبها.

وقد ظهر ذلك جليا خلال السنوات الأخيرة وخاصة عقب الاطاحة بحكم الإخوان المسلمين والعلاقات المصرية – الخليجية تمثل نمطاً فريداً ونموذجاً يُحتذى به فيما يجب أن تكون عليه العلاقات التعاونية والتفاعلية على مستوى الوطن العربي، إذ أن نمو تلك العلاقات له عدد من التأثيرات الإيجابية في المنطقة العربية بأكملها.

وتتسم العلاقات بين مصر والمملكة العربية السعودية بأسس وروابط قوية نظراً للمكانة والقدرات الكبيرة التي
تتمتع بها البلدين على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية.

وتؤكد الخبرة التاريخية إن لقاء مصر والمملكة على إستراتيجية واحدة ممثلة في التنسيق الشامل يمكن أن يحقق الكثير للأهداف والمصالح العربية العليا.

وهو ما عبر عنه الملك عبد العزيز آل سعود ..رحمه الله في توضيح الأهمية الإستراتيجية للعلاقات المصرية السعودية

بمقولته الشهيرة ” لا غنى للعرب عن مصر – ولا غنى لمصر عن العرب ” .

وانعكست متانة هذه العلاقات بعد أحداث 30 يونيو حيث رفض العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن
عبد العزيزالتدخل الدولي في الشأن الداخلي المصري كما أعلن وقوف السعودية بجانب شقيقتها مصر ضد
الإرهاب.

وأعلنت السعودية أنها ستقدم مساعدات لمصر بقيمة أربعة مليارات دولار وهو ما قابله تعهدات مماثلة من
الكويت والإمارات وقام الأمير الراحل سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي بالقيام بزيارة عاجلة لفرنسا ضمن جولته الأوروبية لدعم مصر.

وعقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية المصرية 2014، كان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد
العزيز أول المهنئين للشعب المصري وللمرشح الفائزعبد الفتاح السيسي، وقام بإرسال رسالة أوضح فيها أن
المساس بأمن مصر هو مساس بالسعودية.

كما دعا الملك عبد الله إلى عقد مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين لمساعدتها في تجاوز أزمتها
الاقتصادية.

وشارك ولي العهد السعودي انذاك الأمير سلمان بن عبد العزيز في حفل تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا
لجمهورية مصر العربية.

وهناك مزيداً من الخصائص والمرتكزات تتعلق بالعلاقات المصرية السعودية وتضفى عليها قدراً أكبر من
التميز والخصوصية

العلاقات السياسية:

شهدت العلاقة بين مصر والسعودية تطورًا قويًا منذ توقيع معاهدة الصداقة بين البلدين عام 1926م . فقد أيدت
المملكة مطالب مصر الوطنية في جلاء القوات البريطانية عن الأراضي المصرية ووقفت إلى جانبها في
الجامعة العربية والأمم المتحدة وجميع المحافل الدولية ، وفى 27 أكتوبر عام 1955 وقعت اتفاقية دفاع
مشترك بين البلدين.

وقد وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م، وقدمت المملكة
لمصر في 27 أغسطس 1956 (100 مليون دولار) بعد سحب العرض الأمريكي لبناء السد العالي وفى 30
أكتوبر أعلنت المملكة التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر.

وعقب العدوان الإسرائيلي على الدول العربية مصر وسوريا والأردن عام 1967م توجه الملك فيصل بن عبد
العزيز بنداء إلى الزعماء العرب بضرورة الوقوف إلى جانب الدول الشقيقة المعتدى عليها وتخصيص مبالغ
كبيرة لتمكينها من الصمود .

واستمرت المساندة السعودية لمصر حتى حرب أكتوبر 1973حيث ساهمت المملكة في الكثير من النفقات التي تحملتها مصر قبل الحرب ، وقادت المملكة معركة البترول لخدمة حرب أكتوبر .

وفي أعقاب ثورتي 25 يناير 2011م، و30 يونيو 2013م، قدمت السعودية دعمها السياسي
والدبلوماسي والمالي لمواجهة المواقف المناوئة للثورة وحظرها أنشطة الجماعات الإرهابية، ومساندة
الاقتصاد المصري بعد الثورة.
عٌقدت فى شهرسبتمر2014 أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للجنة المتابعة والتشاور السياسي

المصري السعودي برئاسة وزير الخارجية سامح شكري وسمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية،
وبحضور وفدي البلدين. تناولا الطرفان العلاقات المتميزة في مختلف المجالات بين البلدين وسبل المزيد من
تطويرها بما يجسد العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين.

استعرض الوزيران بشكل متعمق سبل تطوير العمل العربي المشترك وتناولا عدد من القضايا الإقليمية

التي تهم البلدين، حيث تناولا وجهات النظر بشأنها وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية

وتطورات الأوضاع في العراق ومسار الأزمة السورية والوضع في ليبيا واليمن

فضلاً عن تناول ظاهرة الإرهاب المتنامية في منطقة الشرق الأوسط

في ضوء انتشار التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة
خطر هذه التنظيمات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة ومختلف ربوع العالم.

العلاقات الثقافية والدينية:

تجسيداً للعلاقات المتميزة بين مصر والسعودية في مختلف المجالات ومنها المجال الثقافي فقد شهـدت
العلاقات أنشطة دينية وثقافية مصرية سعودية.

توقيع وزيري الأوقاف في مصر والمملكة العربية السعودية مذكرة تفاهم بشأن التعاون
في مجال الأوقاف والشئون الإسلامية أثناء زيارة السيد وزير الأوقاف لجدة يومي 29 و 30 مارس 2005 .

توقيع مفتي الديار المصـرية ومعالي الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشئون الإسلامية

والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية اتفاقاً بين دار الإفتاء المصرية

ووزارة الشئون الإسلامية حول نهج الفتوى واعتبار أن الاختلاف في وجهات النظر

يعتبر اختلاف تنوع وليس اختلاف تضاد .

 توقيع وزيري التربية والتعليم في كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية البرنامج
التنفيذي للتعاون في مجال التربية والتعليم للأعوام من 2005 حتى 2007 .

مشاركة رئيس قطاع الشباب في المؤتمر الأول لوزراء الشباب والرياضة للدول المشاركة في دورة ألعاب
التضامن الإسلامي الأولى والذي عقد في جدة يومي 3 و 4 إبريل 2005 .

 تنظيم المكتب الثقافي التعليمي المصري في الرياض اختبارات ” أبناؤنا في الخارج ” لأبناء الجالية
المصـرية في السعـودية سنوياً والذين يدرسـون المنهج التعليمي المصري .

التعاون العسكري:

اتسمت علاقات مصر والسعودية بعمق في العلاقات العسكرية بينهما.

ففى 14/2/2015 بدأت عناصر القوات البحرية المصرية والسعودية فى تنفيذ المرحلة الرئيسية للمناورة
البحرية “مرجان 15″ التي تشارك فيها العديد من القطع البحرية وعناصر القوات الخاصة وطائرات اكتشاف

ومكافحة الغواصات لتنفيذ العديد من الانشطة التدريبية المشتركة لتأمين المياه الاقليمية وحركة النقل بنطاق
البحر الاحمر.

تأتي المناورة البحرية تعزيزا لعلاقات الشراكة الاستراتيجية والتعاون العسكري بين مصر
والمملكة العربية السعودية لارساء دعائم الامن والاستقرار بالمنطقة وتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين
الشقيقين، وكذا تنمية قدرة القوات المشاركة من الجانبين علي تخطيط وادارة عمليات مشتركة للحفاظ على
أمن وسلامة الملاحة بالبحر الاحمر ضد أى تهديدات بإعتباره ممرا دوليا مهما للاقتصاد العالمي.

تشمل التدريبات التصدي لمخاطر العائمات السريعة التي تعترض السفن التجارية والوحدات البحرية

اثناء الابحار في الممرات الملاحية وكيفية مجابهتها واعتراض احدي السفن المشتبه بها وتنفيذ حق الزيارة والتفتيش
والتدريب علي مهام البحث عن الغواصات ورصد وتتبع الاهداف الجوية المعادية وتدميرها.

كانت المشاركة العسكرية بين الجانبين خلال حرب تحرير الكويت عام 1991.

وقد شهدت العلاقات عدد من الزيارات العسكريه المتبادله بين القادة والمسؤولين العسكريين

في كلا البلدين لبعضهما البعض وبشكل دوري لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكريه والأمنية والإستخباراتيه التي تهم البلدين.

وقد قامت المناورات التدريبيه المشتركه لجيشي البلدين مثل مناورات ” تبوك ” للقوات البريه للبلدين ومناورات ” فيصل ” للقوات
الجويه للبلدين ومناورات ” مرجان ” للقوات البحريه للبلدين .

ويعمل الطرفان جاهدين على أن تشهد التدريبات المستقبلية توحيدًا كاملا ليس للعقيدة القتالية فقط وإنما
للمصطلحات العسكرية.

فالتصريحات المتبادله بين مسؤولي البلدين تعبر عن إدراك متبادل عن أهمية تكاتف البلدين في مواجهة الأخطار المشتركه وان ” أمن الخليج من أمن مصر
حمى الله مصر وشعبها وجيشها وكل شعوب الامتين العربيه والاسلاميه 

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …