بقلم : حمدى الجزار
تابعت كغيري من المصريين وغير المصرين من العرب والغرب افتتاح قناة السويس هذا الانجاز المصري الكبير ،،وكم كنت سعيدا فرحا مهللا وفخورا ككل مصري شريف بما حققه المصري أمام العالم ،،
وتابعت باهتمام بالغ ماتناقالته وسائل الاعلام المصري والعربي والعالمي وانتابتني حالة من الزهو والعلو والكبرياء ورفعة الرأس وودت انا اصرخ بعلو صوتي عبر هذه الوسائل واقول انا فرد من هذا الشعب الذي تتحدثون عنه وتمتدحون ما انجزه .
ولكن استوقفني كثيرا اهتمام العالم بهذا الانجاز ،، هل لانه يخدم التجارة العالمية ومصالح بلادهم فقط ؟؟
أم ليروا مافعله المصريون بحق في ظل الظروف القاسية التى نمر بها من حرب ضروس مع الارهاب واقتصاد اصابه زلزال عنيف ومازلنا نعاني توابعه .
استوقفني فرحة القادة العرب والابتسامة تعلو وجوههم وكانهم يقولون هاهي مصر العربية فخر العروبة وبوابة الامان ،، وايضا فرحة رئيس وزراء روسيا وانبهار القادة الغرب والافارقة ،،
وايضا توقفت طويلا امام بعض وسائل الاعلام العالمية وتناولها لهذا الحدث الجلل وماقالوا عنا وماأشادوا به عن الرئيس القائد ،،
ولكن ماقد آثر انتباهي اكثر ووقفت متأملا كثيرا له عدة مواقف اثناء هذا الافتتاح العظيم منها على سبيل المثال لا الحصر ،،
اختيار الرئيس ليخت المحروسة هذا اليخت الملكي المصري الجميل وان يعبر ويمر به اولا امام انظار العالم ،
كما لفت انتباهي ارتداء الرئيس للزي العسكري بدلة العزة والشرف المصري وهذا حقه الطبيعي فهو القائد الاعلى للقوات المسلحة بل يرتديه في احتفال يحضره قادة الدنيا فلهو معاني كثيرة أننا في حرب وأننا لمنتصرون ،،
وايضا اختيار الرئيس لتوقيت المرور وساعة البدء وهو الساعة الثانية ظهرا وهو توقيت العبور الاعظم لقناة السويس وساعة الصفر للنصر الكبير يوم السادس من اكتوبر وان هذا ايضا عبور ونصر أخر ورسالة موجهه لها دلالة عسكرية يوجهها للعالم ولبعض الدول بعينها ،،
كما اسعدني ايضا بحفل الختام ان يكون باوبرا عايدة من مبنى اوبرا قناة السويس التى شيدها الخديوي في حفل افتتاح القناة في البداية والتي دمرها العدوان على مصر وظلت مهملة ومتهالكة حتى أمر و قام بترميمها لتعود كعهد سابقها في ظل حكم الرئيس البطل ليسجلها التاريخ ايضا في مثل هذا اليوم التاريخي ،،
كما اسعدني ايضا استضافة هذا الطفل المصري المريض وارتدائه بدلة عسكرية واحتضان القائد له واعطائه أمل في الغد وان هذا الانجاز للاجيال القادمة وان الامل في الله اكبر قائد يجعل الاطفال ترتدي زي عسكري وتحتفل وتبتهج وتتمنى مستقبل افضل واخرون يلبسون الاطفال اكفان وهم في عمر الزهور فرق بين الامل والحياة وبين اليأس والموت ،،
وكثيرا من المواقف جعلتني اقف لحظة تأمل في عقلية هذا الرجل الشجاع البطل مواقف مدروسة ومخطط لها ورسائل مرسلة من رجل مخابرات عسكرية لكل من يحاول النيل من مصر وكل من يشكك في قدرة العقل المصري وشجاعة واقدام وتضحية المصريين عندما يريدون رفعة وطنهم ،،
وكم انا فخور بتلك العقلية العسكرية الوطنية المدنية الانسانية .
الوسومحمدى الجزار
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …