بقلم : مدحت عويضة
تعيش مصر هذه الأيام فرحة كبيرة بعد أن تم فحت قناة السويس، وللأسف فرغم أن المشروع أبهر العالم كله، إلا أن هناك من المصريين الذين يقللون من حجم الإنجاز، بل يتهمونا نحن ب “المطبلين”!!!، وكأنهم يستكثرون علينا مجرد الفرحة، في مشروع حفر بسواعد وفكر مصري خالص بل نفذ برأس مال مصري، ولكننا سنفرح مع شعبنا وقيادتنا وننتظرهم في الطابور ليأتوا ويفرحوا معنا فالمشروع لمصر ومصر لكل المصريين.
نحن كشعب مصري من حقنا أن نفرح،أولا لأن بالرغم العمليات الإرهابية التي لم تتوقف في سيناء، إلا أن سواعد الرجال لم تتوقف عن العمل، فحمل المصري بيده سلاحا ليحمي أرضه ويدافع عن أمن وطنه، واليد الأخرى كانت تحفر في القناة تواصل الليل بالنهار تسابق الزمن حتي تحقق الحلم وتم الانتهاء من المشروع فير أقل من سنة.
ثانيا: مع بداية المشروع كانت مصر تعيش في ظروف سياسية واقتصادية صعبة جدا، فهناك شبه عزلة دولية علي مصر، الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة يقفان موقفا متشددا من القيادة المصرية ويرفضان التعاون معها، التفجيرات والعمليات الإرهابية المستمرة أدت لهروب رأس المال الأجنبي وجعلت من مصر مناخ طارد للاستثمار، تهالكت البنية التحتية للبلد بأكملها فأصبحت كل مدن مصر تعاني من قطع المياه والكهرباء، كل ذلك جعل موقف مصر من الحصول علي قرض لتمويل مشروع القناة مستحيل، فلجأت القيادة المصرية للشعب عن طريق طرح شهادات استثمار قناة السويس، وهنا كانت الملحمة التاريخية فقد سارع المصريون بالاشتراك حتي أنهم جمعوا 61 مليار جنية في مدة قدرها ثمانية أيام فقط، فبأموال المصريين تم تمويل المشروع فكيف لا نفرح ونحن شركاء في المشروع.
ثالثا: المشروع هو أول مشروع كبير يهتم بمنطقة عزيزة وغالية علينا جميعا، وهي منطقة قناة السويس، وسيسهم في تنمية الأقليم وتوفير فرص عمل لأبناء سيناء وأبناء القناة وأبناء شرق الدلتا، كما أن فرص العمل الجديدة ستخلق مجتمعات جديدة في هذه المنطقة، وخلق مجتمعات ومدن جديدة في هذه المنطقة بالذات هو هدف استراتيجي يرتبط بأمن مصر القومي وذلك بجانب فوائده الاقتصادية والاجتماعية.
رابعا: وهو الأهم أن نجاح المشروع هو نجاح للإرادة المصرية ونجاح للثورة المصرية، وانتصار لدماء شهدائنا، فنجاح المشروع أعطي انطباعا للعالم أن مصر قادرة علي اجتياز المحنة وقادرة علي الانتصار علي الإرهاب، أتتذكرون ما قاله “ماكين” عقب زيارته لمصر بعد ثورة 30 يونيو، لقد قال وبالحرف الواحد أن مصر بعد اسبوع ستغرق في بحر من الدماء، أي أنه لا تنمية ولا اقتصاد ولا مشروع ولا أمن فكانوا يتوقعون لنا النموذج الليبي والسوري والعراقي، فإذا بنا نثبت للعالم كله أنهم كانوا علي خطأ، وأن بعزل الإخوان مصر بدأت عصر جديد، وأن شعب مصر عبر تاريخه اجتاز محن أصعب من محنة إرهاب الإخوان المسلمين بمراحل ونحن شعب عنيد، شعب لا ينهزم أبدا، مصر بلد لن تموت قد تمرض قد تعاني قد تتألم قد تنجرح، ولكن سرعان ما تتداوي جراحها لتنطلق من جديد.
خامسا: مشروع قناة السويس قد يكون سببا مباشرا في موت جماعة الإخوان المسلمين دوليا، فكل ما سوقوه في العالم في السنتين الماضيتين عن شعبيتهم وقوتهم علي الأرض تلاشي، ولعل رفض البيت الأبيض استقبال وفد من التنظيم الدولي هذا الأسبوع هو بداية لعزل جماعة الإخوان دوليا، بعد أن شعر العالم بموتهم سياسيا.
لهذا من حقنا أن نفرح ونهنئ أنفسنا، من حق الشعب المصري الطيب أن يسعد وأن يمسح دموعه علي أبناءه الشهداء، ولما لا والعالم كله مبهور بما فعله المصريون في مشروع قناة السويس
الوسومقناة السويس قناة السويس الجديدة مدحت عويضة
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …