بقلم : مدحت قلادة
كيف كان البشر يتعاملون قبل الأديان؟ كيف كان حروبهم وكيف كان غضبهم..؟
أسئلة عديدة تمر بذهنى يوميًا.. والسؤال الأكثر إلحاحًا هو ماذا فعلت الأديان بالإنسان وما غاية الأديان؟ أدركت أن الله خالق الكون جعل فينا الضمير، وأعطانا كود أخلاقي نتعامل به مع بعضنا البعض والكود الأخلاقي يشمل الوصايا العشر.. التى يعرفها اصحاب الأديان التي يطلق عليها سماوية، وأصحاب المعتقدات الفكرية أيضًا، فليس عجيب أن ترى رجل ياباني يطبق خلال حياته الوصايا العشرة أو رجل بوذي، وليس بغريب أن تجد حكماء هندوس أو بوذيين مثل غاندى أو الدلاى لاما…وليس بغريب أن تجد علماء في محراب العلم يفنون ذواتهم لأجل الانسان مثل مارى كوري… أمثلة عديدة تجعلك تتأكد أن هناك كود أخلاقي يجمع البشر لإسعاد أنفسهم والآخرين.
على النقيض فى العالم هناك ذبح.. نحر.. تفخيخ.. اغتصاب.. خطف.. معارك هنا وهناك وظلم وأشلاء تنشطر وأجسام تسحق وكل هذا بشعارات دينية!! هل هذه غاية الدين!! إنها دعوة للتفكير معظم الجماعات الإرهابية في العالم الحالي ترفع بشعارات دينية، فالدولة الاسلامية فى العراق والشام تذبح وتنحر وتغتصب بشعارات دينية، جماعة بكوحرام فى نيجيريا تقتل وتخطف معتقدة إنها تعمل طبقا للدين، وجماعة طالبان في افغانستان تقتل وتخرب وترهب المنطقة وتحرم التعليم على الفتيات بشعارات دينية، والقاعدة التى قتلت عام 2001 ثلاثة آلاف انسان بري ولها اتباع فى اليمن وسوريا والعراق، وجماعة الشباب الصومالية التى حولت الصومال إلى بلد عصابات…الخ كل هذه الجماعات تعمل بشعارات دينية.
هل هذا هدف الدين؟ هل هذه غاية الاديان؟!! الانسان بدون الأديان كان يعيش بكود أخلاقي.. يقتل لياكل ومع التحضر والحضارات البشرية وليست الدينية ” لأن الأديان لا تصنع حضارة انما يصنعها الانسان”، ظهر للعيان الكود الاخلاقي للبشر فى اتقان مهندس فى أمانة دكتور فى صدق محامى فى استقامة مسئول.. ولكن ما نراه على أرض الواقع فى منطقتنا التعيسة اخلاقيا والمشحونة دينيا يجعلنا نتسال ما السبب؟. بعد كثرة تمحيص يتأكد للعيان أن النتيجة ليست في إنحراف الأديان، إنما في إنحراف اتباع الأديان وانحراف القادة الدينين الذين لم يدركوا أن الله لايحتاج إلى أي منهم ليفرض راية على البشر، ان الله جل جلالة لا يحتاج الانسان ليكمل خطتة للبشرية ان الله عظمت قدرتة ليس بضعيف حتى يكون له أحزاب وجماعات تقتل وتسحق وترهب باسم الله.
الإنحراف الحقيقي هو عدم معرفة الانسان غاية الأديان وهدفها، فالاديان وضعت للناس لا ليتقاتلوا ولا ينحروا بعضهم البعض ولا يرغموا الاخر على اتباع دين أو مذهب معين بل الأديان لها غاية أسمى وأشمل وأرقي،
فالأديان وضعت ليرتقى الانسان بنفسة ليبرهن خلال أعماله انها تحمل صفات الله من خلال اعمال ” حب رحمة عدل سلام ” هدف الاديان ليس فى نقد بعضنا البعض بل فى الارتقاء ببعضنا من خلال اعمالما فاعمال الانسان تبرهن على ايمانة.
أخيرًا لهذا وجدت الأديان ليس فى البحث عن أخطاء إيمان الآخرين، إنما في البحث عن نقائص شخصك أنت وليس غيرك، ولو علم كل منا ان هدف الدين ليس فى نقد الاخر بل فى السعي للكمال داخل نفسة هو وليس أي انسان اخر.
فالفهم الخاطيء لغاية الاديان شرزم العالم إلى جماعات والجماعات إلى عصابات والعصابات إلى فئات، ولذلك ليس بغريب أن ترى أعمال الايمان ذبح نحر تفخيخ دماء تتساقط اشلاء تتطاير رؤوس تفخخ………… ” هدف الدين ليس فى نقد الآخر بل فى سعيك انت للكمال “
الوسوممدحت قلادة
شاهد أيضاً
“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “
بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …