بقلم عساسي عبدالحميد – المغرب
مهام الجنرال الايراني “قاسم سليماني” بالعراق وسوريا ليس القضاء في الوقت الراهن
على داعش، بل تدبير داعش وفق ما تقتضيه مصلحة ايران ، أما الضربة القاضية
ورصاصة الرحمة فانها لا تزال في جيب ايران وستأتي ساعتها
هناك خطة حربية لدى الجنرال قاسم سليماني لجعل التنظيم يتمدد بالأنبار
نحو الحدود السعودية العراقية و تنشيط الخلايا النائمة بشعاب مملكة آل سعود…
…..
أكثر من 90 في المائة من السعوديين يؤيدون تنظيم داعش و السواد الأعظم من الدعاة و رجال الدين بالمملكة
الوهابية لا يشكون في شرعيتها، فداعش خرجت من بطن وهابيتهم الولود وعورة شيطانهم الحسود الذي لا يجدع
له أنف ولا عود….
…
نحن الآن على عتبة تتسم بالأهمية البالغة، فكل المعطيات والوقائع الميدانية
تشير الى نهاية وشيكة للنظام السعودي الذي فشل في استغلال مقدرات وثروات النفط
في نهضة علمية حقيقية واقلاع تنموي وتنويع الاقتصاد الذي جعلته العائلة الحاكمة
ريعيا اشباعيا غير تنموي واستأثرأمرائها بمنابع المال ((النفط والكعبة )) وأكثر من هذا و الأخطر
فشلوا في استغلال الانسان كرأسمال و ثروة وطنية وإقصائه من تدبير الشأن العام والحكامة الرشيدة
لهذا فهم ساقطون لا محالة وستقتحمهم داعش لتتمركز داخل جيوب واسعة من مملكتهم الوهابية
التي لم تنتج للعالم سوى الارهاب والخراب ولم تصدر سوى القتلة والانتحاريين والدجالين ….
خبراء إيران العسكريون وضعوا خطة مدروسة للعبور نحو الضفة الأخرى من بحر فارس
وتشكيل حزام آمن يمتد من الكويت و يمر عبر الدمام و البحرين في اتجاه سلطنة عمان
يكون عبارة عن خط أحمر ستلتزم به الدعشوشة تماما كالخط الأحمر الموضوع في العراق
والتي تلتزم بعدم تخطيه والممتد من سامراء مرورا ببغداد وصولا الى ميناء أم القصر
كل هذا طبعا تحت ذريعة حماية الشيعة ، بموازاة مع هذا ستمضي ايران في ترسيخ مشروعها
كدولة المركز المربحة ليس للصين وروسيا فقط بل لكل العالم خاصة واشنطن والاتحاد الأوروبي …
***********************
بعد هذا لن تجد ايران أدنى صعوبة في أن تفرض أمر الواقع و ستغرق المنطقة بساكنة فارسية نشيطة في مختلف
المهن من الصيرفة والعقار والبقالة وسينتشر في الشريط الغربي من خليج فارس الميكانيكيون واللحامون
والكرهابئيون وعمال الموانئ ولاعبو كرة القدم ،بعدها ستذوب المنطقة بالكامل في ايران بسهولة دون عسر هضم
كشراب الفروتة (( رائحتها زكية… وبلعها سهل… و هضمها أسهل … فتأمل … كما قال ذات يوم حسن روحاني
عندما كان عضوا بالبرلمان الايراني سنة 1992 لأحد ضيوفه من الكويت )) ..
لن تحتاج ايران لحرب دموية لاسترجاع البحرين التي فصلها شاه ايران عن وطنها الأم سنة 1971 بل حرب ناعمة
سترجع كل الشاطئ الغربي لوطنه الأصل من جزيرة فيلكة حتى جزر الحلانيات في بحر عمان بالساحل العماني ….