عساسي عبدالحميد- المغرب
هناك قناعة ترسخت في الوقت الراهن كقاعدة لدى صناع القرار بالبيت الأبيض
وتصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية وهي دعم الدولة العبرية اسرائيل
وسط بحر من العرب ، وفي المستقبل القريب سيشمل هذا الدعم ايران الشيعية الفارسية
وسط بحر من المسلمين السنة…
*******************
دعم اسرائيل مستمر منذ أول خطاب لرئيس وزرائها ” ديفيد بنجوريون ”
الذي أعلن قيامها سنة 1948 ، أما دعم ايران فها نحن نعيش بدايات طقوسه
وارهاصاته الأولى خاصة بعد اطلاع مستشاري الرئيس الأمريكي على مشروع
رؤية 2025 الذي أعده مجمع تشخيص مصلحة النظام والذي وصفه البيت الأبيض
بالرائع والجاد والعبقري والنافع لواشنطن، وكان بمثابة خنجر مسموم في خصر
زعيمة معسكر السنة ” عربستان وهابي ” وهو مشروع انخرط فيه خبراء من كافة الميادين
يظهر ايران كدولة المركز القادرة على منح كل العالم فرص الاستثمار في هذا الشريط الممتد
من كابل حتى نواكشوط وفق مبدأ رابح رابح و خلق فضاء آمن مستقر ومشجع
على الأوراش التنموية العملاقة ….
*********************
هناك مقولة أو قاعدة تقول أن أمن اسرائيل هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي الأمريكي
ونفس المقولة ستنطبق على إيران بعد شهور رغم تصريحات المرشد الروحي
بأن نظرة إيران اتجاه واشنطن لن تتغير، هذا كلام يجعل واشنطن لجوجة وملحاحة في طرق بوابة
تاجر البازار و لاعب الشطرنج العارف بطريق الحرير نحو الصين…
********************
حسب تسريب لرئيس مجلس لجنة حقوق الانسان في السلطة القضائية الدكتور “محمد جواد لاريجاني”
فان الحرس الثوري الإيراني يستعد للقيام بمناورة عسكرية وهي عبارة عن انزال
افتراضي لمنطقة القطيف والاحساء الغنية بمناجم النفط لحماية الشيعة تحسبا
لفوضى قادمة أو سقوط الأسرة الحاكمة بالسعودية وستشارك في هذه المناورة
قوات برية وبحرية وجوية ايرانية ….
*******************
محمود جواد لاريجاني عالم في الفيزياء النووية رئيس مؤسسة دراسة العلوم
ووزير خارجية سابق في عهد الخميني، هو الأخ الأكبر لرئيس مجلس النواب علي لاريجاني
وهو صاحب نظرية قم أم القرى ” الطريق الى مكة والمنامة ” أي تحويل المركز الاسلامي من مكة
الى مدينة قم الايرانية….
******************
الى عهد قريب كان الحرس الثوري وعدد من صقور المؤسسة الدينية يتوجسون من محمد جواد لا ريجاني
بحكم ليبيراليته و انفتاحه و دعوته الصريحة للتطبيع مع الغرب ، هو رجل واسع الثقافة
يجيد الانجليزية ومعجب بالحضارة الأمريكية ، ترى فيه واشنطن أحد المفاتيح الرابحة لها مستقبلا
في ترسيخ أمنها القومي وحماية مصالحها الاستراتيجية بمنطقة الشرق الأوسط …
************************
اليوم بدأت تلك الهوة تضيق بين لاريجاني وخصومه بايران و يبدو أن كل الأجنحة الماسكة
بزمام الحكم بأرض الفستق و السجاد خاصة الحرس الثوري الفاعل الاقتصادي الأول
الذي يحظى بحصة الأسد من معظم الصفقات التجارية داخل ايران
قد اقتنع أخيرا بأن التطبيع مع الغرب سيمكنه من جني أرباح طائلة و أنه في الوقت الراهن
بحاجة الى عناصر من طينة لا ريجاني كقناة للتخاطب والتواصل والتفاهم مع واشنطن وعواصم الغرب ….