بقلم اسامه غبريال
جريده الاهرام الكندى
الجزء الثالث من سلسلة النبذات عن قناة السويس …
* بعد ان تم ردم قناة امير المؤمنين بفرمان من الخليفة العباسى ابو جعفر المنصور لأسباب سياسية كما ذكرتها امس بالجزء الثانى ، فإنه تم كذا محاولة لإعادة إحياء فكرة شق القناة مرة اخرى اكثر من مرة و كل المحاولات باتت بالفشل ، و فى هذا الجزء سوف اسرد لكم محاولات شق قناة السويس مرة اخرى و التى باتت كلها بالفشل لأسباب متعددة : –
* المحاولة الاولى / تم إعادة إحياء فكرة شق القناة مرة اخرى فى عهد السلطان الغورى ، حيث عرض إمراء البندقية و نابولى و جنوة من إيطاليا سنة 1501 ميلاديا على السلطان الغورى بشق قناة لربط البحر الابيض بالبحر الاحمر و يكون بديلا لطريق رأس الرجاء الصالح الذى يكلفهم الكثير من المال و الوقت و لكن إتمام إقامة هذا المشروع فشل بسبب الصراع بين مصر و العثمانين انذاك و الذى اسفر عن احتلال العثمانين لمصر سنة 1517 ميلاديا
* المحاولة الثانية / تم إعادة إحياء فكرة شق القناة مرة ثانية من الفيلسوف الالمانى الشهير لابييتز فى عهد الملك لويس الرابع عشر عن طريق غزو مصر كليا و لكن لم يرد عليه الملك لويس الرابع عشر لسببين و هم .. السبب الاول منعا لغضب الباب العالى فى الاستانة و السبب الثانى و الأهم هو إن غزو مصر ليس من طموحة و لان طموحة كانت فى غزو اوروبا
* المحاولة الثالثة / تم إعادة إحياء فكرة شق القناة مرة ثالثة و ذلك اثناء الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 ميلاديا ، حيث كلف نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية على مصر احد اكبر مهندسى الحملة و هو ( مسيو لوبير ) بدراسة مشروع إنشاء قناة بحرية لربط البحر الابيض بالبحر الاحمر و كانت سوف تسمى بقناة البحرين إلا ان الدراسة اخطأت خطأ فادح و هو انه يوجد فارق كبير بين منسوب البحر الابيض و البحر الاحمر بمقدار 30 قدم و 6 بوصة و سوف يؤدى ذلك الى غرق مصر كلها و عاد نابليون الى بلدة دون ان يحقق هدفه الاساسى من الحملة الفرنسية على مصر و هو حفر قناة البحرين و التحكم فى التجارة العالمية من الشرق الى الغرب عن طريق هذه القناة ( قناة البحرين )
* المحاولة الرابعة / تم إعادة إحياء فكرة شق القناة مرة رابعة و ذلك فى عهد محمد على باشا والى مصر انذاك ، حيث فى سنة 1833 ميلاديا طلب القنصل الفرنسى فى مصر و هو ( مسيو ميمو و نائبة مسيو فرديناند ديليسبس ) و معهم مجموعة من شباب المهندسين الفرنسين بزيارة موقع القناة لدراسة إنشاء القناة مرة اخرى و بعد الدراسة و التقيم اكتشفوا ان مهندس نابليون فى ذلك الوقت اخطأ التقدير فى المنسوب و إن منسوب البحرين متساويان و تم عرض الامر على الوالى محمد على باشا و وافق على فكرة حفر القناة مرة اخرى و لكن بشرطين ، الشرط الاول / ان تطمئن القوى العظمى حيادية القناة و بالتالى استقلال مصر و الشرط الثانى و الاهم / أن يتم تمويل مشروع حفر القناة من الخزانة المصرية بالكامل و لكن تم رفض الشرطين رفضا بتا و هذا بما يدل على حنكة و بعد نظر الوالى محمد على باشا فى ذلك الوقت و خوفة على مصر من الاستعمار و خصوصا الاستعمار الانجليزى و الفرنسى و قد كان تخوفه فى محلة تماما و قد ظهر ذلك فيما بعد عند إحتلال إنجلترا مصر سنة 1882 ميلاديا
* انتظرونى غدا مع الجزء الرابع إن شاء الله