الكاتب : مايكل عزيز البشموري .
” اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ ” ( 1بط : 5 : 8 ) .
وصف معلمنا بطرس الرسول برسالته الاولي الشيطان علي انه أسدا شرساً يجول ملتمسا من يبتلعه
وينقض عليه ، لذا فقد دعانا جميعاً باليقضة الروحية والسهر لمقاومة هذا الابليس والأعيبه
لان حروب الشيطان وتجاربه الكبيرة قادرة علي إهلاك أي إنسان مهما بلغ حجمه الروحي والايماني .
ويشرح لنا معلمنا بطرس الرسول بإصحاحه الخامس ، أن البداية الحقيقية لسقوط الانسان في مصيدة الاسد
( الشيطان ) هو الغرور والاستكبار ، فدعي أبناءه الروحيين قائلاً :
” كونوا جميعا خاضعين بعضكم لبعض، وتسربلوا بالتواضع ، لأن: الله يقاوم المستكبرين
وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ، فتواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه
ملقين كل همكم عليه ، لأنه هو يعتني بكم ، اصحوا واسهروا .
لأن إبليس خصمكم كأسد زائر، يجول ملتمسا من يبتلعه هو ، فقاوموه، راسخين في الإيمان
عالمين أن نفس هذه الآلام تجرى على إخوتكم الذين في العالم ” . ( 1بط : 5 : 6 – 9 ) .
* سقــوط الجبابــرة :
أعتبر تلك المقدمة الانجيلية ، المدخل الرئيسي للحديث عن ( سقوط الجبابرة ) وكيف سقطوا ؟
والمقصد بالجبابرة هنا ، هم (بعــض) من رجال الدين داخل الكنيسة القبطية ، الذين تناسوا عمل المحبة
بين بعضهم البعض ، ولم يقدموا القدوة الحسنة لإبنائهم في المحبة والتواضع ، الامر الذي انعكس
بالسلب علي الرعية بشكلاً أحدث إنقساما بداخلها ، ونسعي بقوة في تدعيم أواصر وحدانية الكنيسة – التي – نريدها
أن تحيا في وحدانية الروح بحق ، وبهذا المقال نطرح إسقاطاً علي المشهد القبطي
وما الذي يحدث داخل الكنيسة الارثوذكسية ؟
وما هو الدور الحقيقي الذي يلعبه أصحاب الصفحات القبطية الارثوذكسية المنتشرة
عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالفيس بوك ، والذي توهم البعض منهم بأنهم أسوداً وحماة للايمــان والعقيدة
دون النظر لوجود شركاء لهم بنفس الايمان ، فأعطوا الحق لأنفسهم بالحديث عن الايمان دون غيرهم ، فوزعوا
صكوك البر والتقوي علي أتباعهم ومحبيهم ، وعلي النقيض رائينا اولئك الاشخاص
يكفرون المسيحيين المخالفين لهم في الفكر والروئ لاسيما الاقباط المتعاطفين مع أفكار
ومدرسة الاب متي المسكين الروحية ، وغيره من الاباء الذين لا ينتمون إلي مدرسة البابا شنودة الثالث
إلي أن وصل الامر لإولئك الاشخاص المعتنقين لإفكار البابا شنودة بالتجرأ ،وقيامهم بتكفيير البابا تواضروس
عبر صفحاتهم بالايام الماضية ، ووصفه بالمهرطق والهرطوقي ( حاشا )
وذلك بسبب إقرار البابا لائحة كنسية جديدة خاصة بالاحوال الشخصية ، لتسمح بتعدد اسباب الطلاق
وليس لسبب واحد كما يروجون عبر صفحاتهم ، فدخل هؤلاء الاشخاص المغيبين في جحر إبليس
( الاســد الزائر ) ليعتنقوا أفكاراً مضلله لا تمس بأي صلة عن إيماننا الارثوذكسي
ولبيتعدوا عن مفهوم المسيحية الحقة المملوءة كل مودة ورحمة بعمل المحبة الحقيقية
فسقط هؤلاء في الفـخ الذي أعده أبليس لهم ، وظهر سقوطهم للعيان حينما ارتفعت اصواتهم
عنوه دون خجلاً ليتطاولوا علي شخص البابا تواضروس الثاني ، ليطالبوا بعزله من منصبه الكنسي .
* صفحات قبطية أم صفحات ( الطائفة الشنودية ) ؟!
بداية ظهور تلك الصفحات ، والمكرسة (شكلياً) لخدمة الارثوذكسية ، وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي
بالفيس بوك ، بدأت تنتشر إبان نياحة البابا شنودة الثالث ، وتحديداً بعد تنصيب البابا تواضروس
بطريركا علي الكنيسة القبطية ، وأصبحت تلك الصفحات تدس السم في العسل
وتعمل ليل نهاراً علي تحريض أبناء الكنيسة علي عدم طاعة أبيهم البطريرك والتحريض ضده
وذلك يرجع لعدة أسباب :
1- عدم إنتماء البابا تواضروس الثاني لمدرسة البابا شنودة المتنيح .
2- إصرار البابا الجديد علي فرض رؤيته الاصلاحية المغايرة لبعض اساقفة الحرس القديم .
3- إنكماش رجال الحرس القديم ،ومحاولتهم السيطرة علي صناعة القرار من جديد داخل الكنيسة.
4- إتخاذ البابا الجديد قرارات إصلاحية تتعارض مع تعاليم ومبادئ البابا شنودة المتنيح .
وجد الحرس القديم أو ( جناح الصقور) الممثل بتلاميذ البابا شنودة من مطارنة واساقفة ، أنهم باتوا
يفقدون السيطرة شيئا فشيئاً في قيادتهم للكنيسة وصنع قراراتها ، فقد فقدوا جميع الامتيازات
والاستحقاقات التي حصلوا عليها إبان فترة عهد البابا شنودة المتنيح ، وقد وجد اولئك الأساقفة
أنهم أمام بطريرك جديد لا ينتمي إلي نفس مدرستهم الروحية ، وجاء هذا البطريرك بعيداً عن أورقتهم الخاصة
أما بالنسبة للبابا تواضروس فهو يسعي جاهداً بالاستقلالية عن هذا المعسكر اليميني
( الذي يوصفه البعض بانه متطرف للغاية ) ، وذلك لإحداث تطوير حقيقي داخل المنظومة الكنسية
لتتواكب الكنيسة القبطية مع روح العصر الحديث ، وهذا ما يراه رجال الدين اولئك بأنه أمراً سيضر
بنفوذهم الكبير ، وبذات الوقت يرون أن ما يفعله البابا الجديد يتعارض فيما أرساه البابا شنودة
في حياته من تعاليم وقرارات هم يدينون لها بالولاء والطاعة العمياء .
” إذن الصــراع هنــا هــو صــراع علي النفوذ مـن أجـل السلطة والقيادة ، وصراعاً علي فرض فكرا
بعينه حكم الكنيسة لمدة أربعين عاما . فقديما كان الصراع داخل المنظومة الكنسية يدور حول العلمانيين
الممثلين في المجلس الملي من جهة ، وبين رجال الاكليروس من الجهة أخري ، وذلك لتقاسم السلطات
الادارية بين الطرفين، أما الان فالصراع الدائر داخل الكنيسة القبطية يتم بين رجال الاكليروس والاكليروس
أنفسهم ، وذلك لتقاسم السلطات والنفوذ بين بعضهم البعض ” !
ومن أبرز العوامل التي أدت إلي المواجهة المبكرة بين رجال الحرس القديم والبابا الجديد ، هو إلغاء البابا تواضروس طريقة عمل الميرون بالطريقة القديمة (أي طبخ الميرون ) ، واستبدالها بالطريقة الحديثة
( مثل الكنيسة الكاثوليكية ) ، أضف إلي ذلك سعي البابا تواضروس توحيد الاعياد المسيحية
(عيدي الميلاد والقيامة المجيد ) مع الفاتيكان ، ليحتفل الاقباط سوياً مع أخوتهم الكاثوليك ، وكانت تلك البداية الجريئة التي اتخذها البابا الجديد مبكراً ، قد أزعجت وبشدة معتنقي (الفكر الشنودي)
وجعلت ” الحرس القديم ” بالكنيسة يستخدمون أذرعتهم الخاصة عبر استخدامهم لخدام يدينون لهم بالولاء
لينشئوا صفحات ارثوذكسية عبر الفيس بوك ، وتهدف تلك الصحفات إلي عرقلة أي مجهودات إصلاحية
قد يقوم بها البابا تواضروس بالمستقبل والتحريض علي شخص البابا بإستمرار.
ومن أبرز الصفحات الجديدة الذي انشئت خصيصاً بعد (قرار البابا تواضروس بتغيير عمل صنع الميرون )
كالاتي :
1- صفحة : الصخرة الارثوذكسية .
2- صفحة : رابطة حماة الايمان .
3- صفحة : تاريخ الاقباط المنسي .
4- صفحة : الارثوذكسيين الحقيقيين ” .
5- صفحة : أبناء البابا شنودة الثالث
6- صفحة : لا اتحاد الكنائس بدون حوار مسكوني
7- بالاضافة الي موقع : مسيحيو مصر ، المناهض لتوجهات البابا تواضروس الاصلاحية .
8- صفحة : عضما زرقا ، وهي صفحة موالية لتعاليم وأفكار المتنيح البابا شنودة الثالث .
ونستطيع أن نطلق علي تلك الصفحات وصف صفحات ( الطائفة الشنودية ) وسنشرح ذلك تباعاً .
وقد إنشئت تلك الصفحات بمباركة وبدعم رجال الحرس القديم بالكنيسة
وتلك الصفحات ظاهريا تعمل علي حماية الايمان والعقيدة الارثوذكسية
أما واقعياً فهي تهدف إلي محاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من الاقباط الارثوذكس
لنشر أفكار البابا شنودة حول ( الطقس والعقيدة والايمان ) ، وليستخدم متابعين تلك الصفحات
والذين يتجاوز عددهم لمئات الالاف فيما بعد كأداة ضغط لإثارة الرأي العام عن طريق اصحاب تلك الصفحات
لحشدهم في دعم رجال الحرس القديم بالكنيسة في حال انقلابهم علي البابا تواضروس الثاني ثم عزله .
أما علي الطرف الاخر نري هناك صفحات تروج لإفكار وتعاليم الاب متي المسكين
ولكن ليست بالضراوة التي نشهدها من قبل الصفحات المؤيدة للبابا شنودة
وتحاول تلك الصفحات أيضا استقطاب أكبر عدد من الاقباط لنشر أفكار الاب متي المسكين حول
( الطقس والعقيدة والايمان ) .
ونستطيع القول بأننا هنا أمام ظاهرة غريبة تحدث لإول مرة داخل كنيستنا القبطية ، تلك الظاهرة توحي
بأن هناك حالة من التشُيع قد أصاب الكنيسة الواحدة بمصر ، فمحاولات الاستقطاب المتكررة التي يقوم
بها اتباع البابا شنودة علي طرف ، وأتباع الاب متي المسكين علي طرفا آخر ، خلقت طائفتين شيع أصحابهما
أتباع هذان الفريقين ، فأصبح لدينا ( شيعة شنودة ، وشيعة متي المسكين ) داخل الطائفة الواحدة
لينتج عن تلك الشيع طائفتين ارثوذكسيتين داخل الطائفة الارثوذكسية الواحدة ، وهما :
1- الطائفة الشنودية .
2- الطائفة المتاوية .
* وهنا نريد أن نستحضر روح الكتاب المقدس لنتساءل : من هو بولس ومن هو أبولس ؟
” لأنكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق، ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر ، لأنه متى قال واحد: أنا لبولس وآخر: أنا لأبلوس أفلستم جسديين ، فمن هو بولس؟ ومن هو أبلوس؟
بل خادمان آمنتم بواسطتهما، وكما أعطى الرب لكل واحد ، أنا غرست وأبلوس سقى
لكن الله كان ينمي ، إذا ليس الغارس شيئا ولا الساقي، بل الله الذي ينمي ، والغارس والساقي
هما واحد، ولكن كل واحد سيأخذ أجرته
بحسب تعبه ، فإننا نحن عاملان مع الله، وأنتم فلاحة الله، بناء الله … فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسا
آخر غير الذي وضع، الذي هو يسوع المسيح .. لا يخدعن أحد نفسه. إن كان أحد يظن أنه حكيم بينكم
في هذا الدهر، فليصر جاهلا لكي يصير حكيما ، لأن حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله، لأنه مكتوب:
الآخذ الحكماء بمكرهم
وأيضا: الرب يعلم أفكار الحكماء أنها باطلة ، إذا لا يفتخرن أحد بالناس فإن كل شيء لكم
أبولس، أم أبلوس، أم صفا، أم العالم، أم الحياة، أم الموت، أم الأشياء الحاضرة، أم المستقبلة. كل شيء لكم
وأما أنتم فللمسيح، والمسيح لله ” . آمين ( 1كورنثوس 3 ) .
” وبعيدا عن أصحاب تلك الطائفتين ومزايدتهم ، إلا اننا نود أن نعبر عن حبنا وتقديرنا العميق
للراحلين الكبيرين : قداسة ابينا المتنيح البابا شنودة الثالث ، وأبينا العلامة المتنيح الاب متي المسكين ” .
* ( الطائفة الشنودية ) وموقفها من الاحوال الشخصية :
” لا طلاق إلا لعلة الزنا ” تلك الاية المقدسة التي حولها أبناء ( الطائفة الشنودية عبر صفحاتهم تلك بالفيس بوك )
إلي شعارا زائف للمزايدة وحسب ، فهم يريدون إرسال رسالة لنا ، مفادها بأنهم الوحيدين
الذين ينتفضون لنصرة الدين المسيحي وتعاليم الانجيل ، وأما نحن فمن الكفار والمهرطقين حسب تعبيرهم !
بالطبع هذا أمراً رائع بالنسبة لهم .. ولكن .. ماذا سوف يفعل اولئك البؤساء المساكين
عندما يطالب المتشددين الاسلاميين بالمستقبل القريب بنصرة قرآنهم ودينهم أيضا
ليطالبون بناءا علي ذلك بتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية علي الجميع ؟؟!!
أوليس من حق الاسلاميين أيضا نصرة دينهم ؟! ، ولكن لنكن أكثر واقعية هناك أيات أخري من نفس هذا الانجيل
لا يطبقها أصحاب شعار ( لا طلاق إلا لعلة الزنا ) علي أرض الواقع ، فالذي قال : لا طلاق إلا لعلة الزنا
قال أيضا : لا تعطوا القدس للكلاب ، ومعلمنا بولس الرسول قال : لابد علي الأسقف أن يكون متزوج
وبعل لإمراءة واحدة . وهذا الامر جعلني أطالب قداسة البابا تواضروس الثاني ، بضرورة رسامة
( أساقفة متزوجين ) لايبراشيات الكرازة المرقسية ، وذلك تنفيذاً لشريعة الإنجيل كما جاء برسالة
بولس الرسول الي تلميذه تيطس ، والذي أوصي تلميذه بأن يكون الأسقف بعل ( زوج ) لإمرأة واحدة
كما ورد بالرسالة . ( 1تيطس 1 : 6-7 ) .
والسؤال هنا : ” لماذا يتشبث أصحاب الطائفة الشنودية بتلك الآية ، بالرغم من انهم لا يكترثون
بتنفيذ بقية الأيات الاخري ، وعلي العكس نجدهم يجدون مبررات واهية لتفسير تلك الآيات حسب أهوائهم
ورغباتهم ، وهذا هو التناقض بعينه ، فكيف تطالب يا حامي الايمان والعقيدة ، بتطبيق آية في الانجيل
وتتغاضي عن تطبيق آية أخري ؟ .. فالذي قال لا : تزني ، قال أيضا : لا تكذب ، والذي قال : لا تكذب ، قال أيضا :
لا تسرق ! فالمسيح قال : ” ينبغي أن تفعلوا هذه ولا تتركوا تلك ” ، وهذا يوضح لنا مدي التناقضات الكبيرة
التي وقع فيها أصحاب هذا الفريق .
أما بخصوص الطلاق والزواج الثاني فالكنيسة كانت تستخدم لائحة 1938 التي كانت تسمح
بتعدد أسباب الطلاق ، وليس لسبب واحد كما تروج صفحات الطائفة الشنودية آنفة الذكر
وقد تم إلغاء العمل بتلك اللائحة بسبب حكم قد أصدرته المحكمة الدستورية العليا بإلزام الكنيسة القبطية بتزويج قبطي للمرة الثانية ، الامر الذي رآه البابا شنودة الراحل تحدي لسلطاته البابوية والكنسية
ولهذا السبب قام البابا الراحل بإلغاء العمل بلائحة ٣٨ ، وذلك في عام 2008 ، لكي تقوم المحكمة العليا
بتغيير الحكم والغاءه لصالح الكنيسة القبطية آنذاك ، وهذا ما أراده البابا السابق
وبالتالي نحن هنا أمام قرار سياسي قد إتخذه البابا الراحل لمجابهة الدولة المصرية آنذاك
وذلك لفرض سيطرته علي رعيته وليس أكثر
مثله مثل القرار السياسي الذي رفض فيه زيارة الاقباط الي القدس ، تحت دعوي عدم التطبيع مع إسرائيل
وبالطبع هذا القرار مخالف ومنافي لتعاليم المسيح والانجيل !
إذن هؤلاء الاشخاص لا يدافعون عن الايمان كما يدعون ، ولكنهم يدافعون فقط عن تعاليم
وفكر البابا شنودة الثالث والقرارات التي اتخذها في حياته . وهذا هو الخطأ الكبير الذي وقع فيه
هؤلاء الاشخاص ، فمحاولة جعل الاخطاء التعليمية والقرارات الخاطئة التي أتخذها البابا شنودة في حياته
وضمها لتكون جزءاً من الايمان الارثوذكسي ، لفرضها علي المؤمنين كجزء من صحيح الدين
هو أمراً عبثي وضد الايمان المسيحي السليم ، ويعد إنحراف واضح وصريح عن الايمان الارثوذكسي
الذي لا يعتمد علي تعليم شخصاً واحد بعينه أو الاعتماد علي تفسير واحد دون غيره
فالكنائس الارثوذكسية الاخري لديها نفس لائحة 1938 وتسمح بالطلاق لعدة أسباب
ومن بين تلك الكنائس ، الكنيسة السريانية الارثوذكسية ، وهي كنيسة لا خليقدونية
وتعتبر شقيقة الكنيسة القبطية في الايمان الارثوذكسي ، وتسمح تلك الكنيسة بالطلاق والزواج الثاني
لإتباعها ، وأيضا كنيسة الروم الارثوذكس لديها نفس تلك اللائحة وتسمح بالطلاق والزواج الثاني لاتباعها .
ولكن كما قولنا سابقا بأن اولئك الاشخاص قد تركوا نعمة المسيح وخلقوا لانفسهم صنما ليعبدوه
وهذا الصنم متمثل في شخص ( البابا شنودة الثالث ) الذي يتبرأ منهم جميعا ومن أفعالهم الرديئة
فلو نظرنــا للصفحات آنفة الذكر التي تحدثنا عنها بالمقال ، فأنك سوف تكتشف عزيزي القارئ
أن هؤلاء الاشخاص قد رفعــوا البابا شنودة لدرجة عالية من القداسة ، فجعلوا منه شخصا
معصوما من الخطأ، وجعلوه ربــاً وإلهــاً لهم ، وذلك عبر صفحاتهم تلك ، فنــادراً ما ستـري صـــور المسيح
وتعاليمــه بتلك الصفحـــات عندمــا تتصفح محتوياتهــا ، ولكنك ستــري صـــور البابا شنودة
مع أقواله وتعاليمه وفيديوهات خاصة له مليئة تلك الصفحــــات ، وسيتبين لك أن اولئك الاشخاص
تركـــوا عبــادة المسيح الالــه الحقيقي ، وأشركوا بـــــه بطريركا في عبادتهم
فجعلوا من هذا البطريرك ( البابا شنودة ) ربـــاً ومسيحـــاً لهـــم ، فحولوا تعاليمه إلي عقيدة
وإيمانا أرثوذكسي ( وخلقوا داخل الطائفة القبطية الارثوذكسية طائفة أخري وهي : الطائفة الشنوديـة ) .
* الطائفة الشنودية وخطورتها علي الكنيسة القبطية :
لقد أصبحت ” الطائفة الشنودية ” ، وما تمثله من فكرا رجعي وتقوقعي ، أصبحت تمثل حجر
عثرة في تقدم الكنيسة القبطية وإزدهارها ، وتمثل عائق صد في وحدة الكنيسة القبطية
مع الكنائس المسيحية الاخري ، فأصبح أتباعها يصدرون المتاعب والمشاكل للنشطاء والمفكرين الأقباط
وأصبح أتباع تلك الطائفة يشكلون عقبة تمنع خروج أي مشروع قانون يخص الاحوال الشخصية للاقباط
في النور ، والذي من شأنه حل مشاكل متضرري هذا الملف الذي يبلغ تعدادهم أكثر من 130 الف حالة
ولا يجد أصحاب تلك الحالات حلا لمشاكلهم ، وعلي الطرف الاخر نجد أصحاب تلك الطائفة قساة القلوب
ولا يعملون بعمل الرحمة ويرفضون رفضا قاطعا أي حل لتلك الحالات الصعبة
مخالفين قول المسيح : ” أريد رحمة لا ذبيحة “
الامر الذي أدي الي فقّد أصحاب مشاكل الاحوال الشخصية للياقتهم ولباقتهم المعتادة فمارسوا
كافة أنواع الهجوم علي قيادات الكنيسة القبطية بالسنوات الاخيرة ، فهم يرون ان الكنيسة تحابي بعض
الأشخاص علي حساب البعض الاخر بهذا الملف كما يوصفون ، مضيفين بأن الكنيسة تسمح
بالطلاق والزواج للأغنياء والمشاهير فقط دون غيرهم من الافراد العاديين من أبناء الشعب القبطي
ولعلى حادثة الأربعاء الماضي يوم 3 يونيو 2015 كانت خير دليل علي تفاقم الأزمة بين الطرفين
ففي مشهد عبثي يقوم متضرري هذا الملف بالتظاهر بشكل لا يليق داخل الكاتدرائية المرقصية بالعباسية
مقاطعين عظة البابا الأسبوعية ، الأمر الذي أدي إلي إلغاء قداسة البابا تواضروس لإجتماعه الأسبوعي
وللأسف تم القبض علي بعض من هؤلاء المتظاهرين وإرسالهم الي مركز الشرطة من قبل رجال أمن الكاتدرائية ، وذلك للتحقيق معهم بشأن إتهامهم بالاعتداء علي البابا لفظياً ، وأنتهي الأمر بدفع المقبوض عليهم كفالة مالية ، والإفراج عنهم جميعاً .
للحديث بقية .