بقلم عساسي عبدالحميد – المغرب
يحظى مشروع رؤية 2025 الذي أعده مجلس تشخيص مصلحة النظام يايران باهتمام فوق العادة
من طرف مستشاري البيت الأبيض الأمريكي وبمتابعة خاصة من طرف الرئيس أوباما
الذي وصفه بالمتكامل والعبقري وذي الأهمية الإستراتيجية
والأمنية والفوائد الاقتصادية التي ستجنيها الولايات المتحدة الأمريكية
من جرائه فلا غرابة اليوم ان اقتنعت واشنطن بحتمية التعامل مع
ايران كقوة إقليميةفي منطقة تمتد من أفغانستان شرقا حتى المغرب غربا …
*************************
لكن ،ما الذي أقلق عصابة الدرعية بالسعودية عندما علمت و اطلعوها على مشروع
رؤية 2025 الذي أعده مجلس تشخيص النظام الايراني؟؟؟
ما هذا الكم من اللوم والعتاب الذي وجهوه لواشنطن عن تقاسعها اتجاه ضرب ايران وإفنائها؟؟
هذا ما كان يتمنوه وهذا ما كان يشتغل عليه وزير خارجيتهم النافق أبو رجفة سعود النكيحان، أي توجيه
ضربة عسكرية قاضية لايران وتحويلها الى أثر بعد عين ؟؟ …
لهم العذر أن يصيبهم كل هذا السعار و هذه النوبة الهستيرية لأن هذا المشروع الذي أعده مجلس تشخيص النظام
بتنسيق وتشاور مع المرشد الروحي والحرس الثوري و الحكومة يعد في الحقيقة مقصلة للنظام السعودي
وحبل مشانق لكل المشيخات التي فشلت في بلورة مشروع جاد وهادف ومتكامل ونافع وأهملت الانسان
كرأسمال منتج و أبعدته عن محاور التنمية…فما من نظام نظام يهمل الانسان ولا يضعه في صلب التنمية
الا وتكون نهايته كارثية …
************************
مشروع رؤية 2025 الايراني نزل كقطعة ثلج باردة على أنظمة الخليج وفي مقدمتهم السعودية
الوهابية الذين فشلوا في بلورة مشروع مستقبلي جاد ومفيد من شأنه أن يحظى باهتمام وتقدير العالم
ونجحوا فقط في تصدير الانتحاريين و شل الشعوب بمرجعيات ابن تيمية وابن عبدالوهاب و العثيميين
وابن باز …هاهم اليوم في كياناتهم المشتتة الممتدة من فيلكة الكويتية حتى مضارب آل النهيان
يفكرون في وسيلة للتصدي لطموحات ايران المتمددة الزاحفة، وياليتها كانت وسيلة التجمع
والاتحاد و الاعتماد على النفس فقد فشلوا في توظيف الثروة النفطية في تنمية مستدامة
ومسيرة علمية نافعة، هاهم يفكرون في اغراء و جلب الأتراك للمنطقة
وهذا خطأ فادح لاينم فقط عن قصور استراتيجي بل غباء يمكن وصفه بالوراثي
هذا ديدنهم وهذا المتأصل في جيناتهم البدوية حتى قبل الطفرة النفطية، حتى وهم يجمعون بعر الابل
كانوا هم دائما في حاجة الى من يحميهم و يموت بدل عنهم …..
*****************************
ايران اليوم قوة اقليمية عظمى ذات قدرات جيوبوليتيكية ،هي طريق الحرير الاتي من الصين والمار
عبر فجاج كابل وحيدر آباد وسمرقند والعابر لبحر عمان وحضرموت وزنجبار ونيل مصر النابع
من قلب افريقيا الى ما وراء القيراوان، بل الى مراكش وتومبكتو ، ايران بساكنة تناهز 80 مليون نسمة
ومساحة شاسعة تقدر بمليون وسبعمائة ألف كلم مربع و غنى ثقافي و اثني و حضارة موغلة
في التاريخ يستمد منها الايرانيون القدرة على المقاومة و امتلاك ناصية العلوم والمعارف
والتكنولوجيا، وثروة نفطية تذر أكثر من 30 مليار دولار سنويا و ترسانة عسكرية هائلة بسلاحها
وطاقمها البشري ….
******************************
في سنة 1992 عندما كان الرئيس الايراني الحالي حسن روحاني يشغل منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية
بالبرلمان الايراني و على هامش غذاء عمل جمعه بوفد من الكويت خاطب روحاني مسؤولا كويتيا
رفيع المستوى وهو الدكتور “عبدالله النفيسي” الذي شغل في السابق مقررا للجنة الشؤون الخارجية
بمجلس الأمة الكويتي، و بعدها مستشارا في ديوان رئيس مجلس الأمة الكويتي
أحمد عبدالعزيز جاسم السعدون ….. قائلا بنبرة أقرب الى الجد منها الى المزاح
وكان المسؤول يتناول كوب الفروتة المنسم بالليمون ….
قال حسن روحاني للدكتور النفيسي :
(( أنتم في الضفة الأخرى يعني الساكنون في الجهة الغربية من الخليج الفارسي مثل الفروتة، رائحتها زكية… وبلعها سهل… و هضمها أسهل … فتأمل ))
وأضاف روحاني في خضم حديثه الذي نزل كقطعة ثلج باردة على رأس ضيفه الكويتي :
أنتم في الضفة الأخرى من الكويت حتى سلطنة عمان ستعودون لحضن الوطن الأم (( الذي هو ايران ))
نعم هذا ما قاله روحاني سنة 1992 وهو المحسوب على الحمائم والتيار المعتدل لضيفه الكويتي الدكتور عبدالله
النفيسي …فكانت بمثابة الصفعة التي أفقدت الدكتور النفيسي توازنه وجعلته يتعرق …
***********************
الدكتور النفيسي سامحه الله يصف ايران هذه التي امتلكت الخبرة النووية والتي يصعب قصفها
ومحاصرتها كما جاء على لسان وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري
يصفها النفيسي غير ما مرة و في أكثر من مناسبة بالعدو الحقيقي للعرب السنة
العدو الأول يا دكتور النفيسي ليست هي ايران أو مفاعلاتها النووية
عدوكم هو الجهل الذي أغرقتم فيه شعوبكم ، العدو الأول لكم هو السم الوهابي الزعاف الذي
ناولتموه في كؤوس بلورية لأمة المليار ونصف المليار، العدو الأول لكم هو المصل الذي شل شعوبنا
وأفقدها القدرة على الخلق والابداع تماما كما أفقدكم أنتم القدرة على بلورة مشروع شبيه برؤية 2025
التي أعده مجلس تشخيص النظام في ايران …
*********************
أنتم يا دكتور أغبياء و انتهازيون، يقلقكم جيرانكم ان أبدعوا وتعلموا وتهذبوا وتأنسنوا
تستأجرون القتلة و سلاح الآخرين لينكلوا بمن ترون يشكل خطورة عليكم و على استمرار نشر
سمكم و جهلكم …. مازالت كل آلهة العرب تسكنكم و ان اختزلتموها في حجر أسود حالك أصم
كانت نسوة بني عبد مناف وبني عبدالدار و كل بطون بني كلاب جد قريش تحك به فروجهن طلبا للخصوبة
وأصبح اليوم مقصدا يحج اليه الناس من كل رذم عميق تخدمه
عصابة الدرعية