الأربعاء , نوفمبر 27 2024

التنظيمات الإرهابية في سيناء

11737967_857197211038035_3112568138914443761_n
جريده الاهرام الكندى
التنظيمات الإرهابية في سيناء
المصدر: مركز هنرى جاكسون-لندن
تُعد مدينة سيناء إحدى البؤر التي يتركز بها العديد من الجماعات الإرهابية، وقد نجحت غالبية هذه الجماعات في تكوين شبكة علاقات مترابطة ببعضها بعضًا، مما يسَّر تناقل المعلومات بينها، وتوفير الدعم المادي والمعنوي بينها، ولعل من أبرز هذه العلاقات ما يلي:
1- جماعة محمد جمال: تعد شبكة “محمد جمال الإرهابية” إحدى أهم أدوات تنظيم القاعدة لتنفيذ هجماته الإرهابية في سيناء، وتعود بدايات هذه الشبكة إلى سفر المصري “محمد جمال” إلى أفغانستان للجهاد ضد القوات السوفيتية هناك، وبعد عودته من الخارج قامت الحكومة المصرية بإلقاء القبض عليه، وإيداعه في السجن، وهناك تعرف على أيمن الظواهري، وتوطدت علاقته به.
وأُفرج عنه بعد ثورة 25 يناير ليعود إلى سيناء، ويبدأ في إنشاء شبكته الإرهابية هناك، والتي وصفها مجلس الأمن بأنها “أقوى الشبكات الإرهابية في العالم اتصالا بتنظيم القاعدة”، ولم يقتصر تهديد “شبكة محمد جمال” على سيناء فحسب، إذ إنه في عام 2012 اكتشفت الحكومة المصرية مراسلات بين كل من الظواهري وجمال، يطلب فيها الأخير إنشاء جماعات مسلحة في سيناء، والتوسع في الهجمات الإرهابية لتشمل العديد من المحافظات المصرية وليبيا أيضًا.
وتشير بعض الدلائل إلى أن بعض الهجمات الإرهابية في ليبيا -ومنها الهجوم على السفارة الأمريكية ببنغازي- قد تم بواسطة بعض الأفراد الذين تدربوا على يد جماعة “محمد جمال”، وعلى الرغم من إلقاء القبض مرة أخرى على “محمد جمال” في 2012 فإن جماعته استمرت في هجماتها الإرهابية، لا سيما وأنها تتلقى تمويلا منتظمًا من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
2- جماعة القاعدة في سيناء: أنشأ المصري “رمزي موافي” جماعة إرهابية أطلق عليها “جماعة القاعدة في سيناء”، ويرجع تاريخ إنشاء هذه الجماعة إلى عام 1990 عندما سافر “رمزي موافي” إلى أفغانستان وباكستان للمشاركة في تنظيم القاعدة، واستطاع التقرب من “أسامة بن لادن” حتى أصبح طبيبه الخاص والمشرف على إنتاج الأسلحة الكيماوية في التنظيم، وتم القبض عليه من السلطات المصرية بعد عودته من الخارج، إلا أنه استطاع الهرب من السجن في عام 2011. وقام بإنشاء جماعته في سيناء التي قامت في يوليو 2011 باستهداف قسم العريش، وتفجير خط الغاز إلى إسرائيل، ووعدت الجماعة بأن تتكرر هجماتها إذا لم يتم إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل. وبصفة عامة نادرًا ما تقوم هذه الجماعة بإعلان مسئوليتها عن أي هجوم.
3- أنصار بيت المقدس: تعتمد هذه الجماعة بشكل أساسي على ما يُعرف بصناعة الصورة، وإرهاب الخصم من خلال قيامها بنشر العديد من الفيديوهات التي تتوعد فيها السلطات المصرية، بالإضافة إلى تصوير عملياتها في كثير من الأحيان، وهو ما يشبه أسلوب تنظيم القاعدة، وقد ارتبطت جماعة أنصار بيت المقدس لفترة طويلة بتنظيم القاعدة، ففي يناير 2014 تم اكتشاف مراسلات بين الجماعة وأيمن الظواهري يعلن فيها دعمه وتأييده لأعمال أنصار بيت المقدس.
وقد أعلنت هذه الجماعة في نوفمبر 2014 مبايعتها لأبي بكر البغدادي، وإعلان ما يُعرف بـ”ولاية سيناء”، وذلك في تسجيل صوتي نشر على صفحة أنصار بيت المقدس على موقع تويتر.
وفي هذا الصدد، أوضحت الباحثة “ريفكا أزولاي” في تقرير نشره “المعهد الهولندي للعلاقات الدولية” في أبريل 2015 أن بداية مبايعة أنصار بيت المقدس لداعش تعود عندما قبضت السلطات المصرية على 11 رجلا قادمين من ليبيا يحملون رسالة من “أبو أحمد الليبي” أحد قيادات تنظيم داعش في ليبيا يدعو فيه عددًا من الجماعات الإرهابية -ومنها أنصار بيت المقدس- للتوحد تحت راية واحدة.
كما قامت داعش في وقت لاحق بإرسال أحد أعضاء التنظيم، ويدعى “مسعد أبو قطمة” في سبتمبر 2014 للحصول على مبايعة جماعة أنصار بيت المقدس، ويعتقد أنه استطاع التسلل إلى مصر من خلال غزة.
4- المقاتلون الأجانب: على الرغم من أن بدايات وجود المقاتلين الأجانب في سيناء تعود إلى فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي، فإن أعدادهم قد تزايدت بعد عزل مرسي في 2013، خاصة بعد الدعوة التي أطلقها “أيمن الظواهري” في 24 يناير 2014 التي يقول فيها نصًّا: “إلى إخوتنا المجاهدين في سيناء.. نرجو منكم توفير ملاذ آمن لإخوتكم المهاجرين الذين جاءوا لدعمكم”.
وتُشير الدراسة إلى وجود ما يقدر بحوالي 1000 مقاتل أجنبي من تنظيم القاعدة في سيناء، وذلك بناءً على معلومات حصل عليها الباحث من بعض شيوخ القبائل السيناوية.
وتتعدد جنسيات هؤلاء المقاتلين الأجانب، إلا أن أغلبيتهم قد أتوا من دول معينة: سوريا، واليمن، والجزائر، وأفغانستان، والصومال، وليبيا، وينتمي غالبية هؤلاء المقاتلين إلى تنظيمات جهادية عالمية، كما استطاعت بعض الجماعات الإرهابية الأجنبية تأسيس قاعدة جديدة لها في سيناء، حيث استطاعت قبيلة “دغمش” الفلسطينية تأسيس ما يعرف بجماعة جيش الإسلام في فلسطين، ثم قامت بالتوسع في سيناء لضرب القوات المصرية، وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وترتبط جماعة جيش الإسلام بعلاقات قوية مع أحد رجال الدين المتطرفين الأردنيين “أبو قتادة” الذي أعلنت الأمم المتحدة عن وجود اتصالات قوية بينه وبين تنظيم القاعدة، وبصفة عامة يتوقع تزايد أعداد المقاتلين الأجانب القادمين من جماعات جهادية مختلفة، خاصة مع استمرار الحرب الأهلية السورية.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لا تقلق أنها جملة اعتراضية!!

كمال زاخر الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ مازالت الرسائل التى تحملها الىَّ آليات العالم الافتراضى، على …