بقلم : أمل فرج
وسط زحام أحداث الثورات المتعاقبة في شتى البقاع وما خلفته من تباعيات شغلت العالم ، و من خلف ظهور التفجيرات الارهابية المتوالية وما تكبده الوطن و أهله من مخلفاته تتوارى خبائث العالم ولا نعلم ما قد تخطط له الأيدي المقفزة لما قد لا تحمد عقباه ، ونحن لازلنا وسنظل منشغلين في تنظيف بقعة الدم ـ التي لا تجف ـ على جسد الوطن العربي عما يدور بين أمريكا والدول العظمى و ايران ..
ترى ماذا يدور ـ حقيقة ـ بين أمريكا ـ تحديدا ـ وبين ايران ؟!
ما سر الاتفاقات النووية المنعقدة بينهما بعد صراع وتهديد أوشك على الحرب ؟!
وما تداعيات هذه الاتفاقات ؟ وكيف بدأت ؟ والأهم ، ثم الأهم ، ثم الاهم ما المقابل الذي سترضى به أمريكا وترضخ له ايران ؟
وهل بالفعل رضخت ايران ـ أخيرا ـ لأمريكا لمجرد رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضتها أمريكا عليها وفقط ؟
أم هل تحالفت ايران مع أمريكا على الوطن العربي ؟
هل وجدت ايران في هذه الاتفاقات فرصة للمد الشيعي رغم أنف الجميع وبمباركة أمريكا ومعاونتها ؟
هل وجدت أمريكا في هذه الاتفاقات فرصة للصدام السني الشيعي لمزيد من تمزيق الجسد العربي ؟
وهل تزود ايران أمريكا بجنود الارهاب في المقابل لنشر الفتنة في الوطن العربي وشغله بأمره الداخلي دون الالتفات لما يدور ؟
هل هي بداية المؤامرة بين أمريكا وايران على العالم ؟ ، أم هي بداية حرب باردة بينهما وغدا تشد أوزارها ؟ أم هي الحرب على العالم بأسره ؟
هل أوشك العالم أن يكون بين فكي أمريكا وايران ؟
وما موقف أمريكا من رفض اسرائيل للاتفاقية خاصة في ظل سياسات ايران المضطربة وتهديداتها لاسرائيل ؟ وماذا عن موقف الكونجرس الذي يلوح بعصا الغضب بشأن هذا الاتفاق ؟
هل سيكون هذا الاتفاق نقطة سوداء تهدد الانتخابات الرئاسية القادمة لغير صالح أوباما ؟
وهل ستستمر المفاوضات بين ايران وأمريكا في ظل رئاسة جديدة ؟ ، أو هل سيعترف المنتخب الجديد بالاتفاقية في حال خروجها كواقع يفرض نفسه في عهد سابقه ؟
وكيف سيكون الحال في حال توتر العلاقات ونقض الاتفاقات ؟!
وحتى تلك اللحظة فنحن لا نملك غير سؤال بلا اجابة ، ولكنه سؤال ينذر الجميع بضرورة اليقظة والاستعداد والاتحاد .. وهكذا سنظل في حيرة ما سأ لنا حتى غضون الثلاثين من يونيو المقبل ؛ وهو الأجل الذي قرر فيه اعلان نتيجة المفاوضات والتوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين .
و اعتقد كثيرا اننا سنظل نترقب حتى الى ما بعد هذا الموعد بأمد بعيد ؛ فعواقب مثل هذه الأمور تتكبدها أجيال متلاحقة وعلى مدار عصور طويلة ..
أعتقد أن خارطة العالم وعلاقاته ومنظومته ستتغير كثيرا في الحقبة القادمة ، أعتقد أنها مرحلة فارقة في عمر العالم ، وما علينا الا ان ننتبه لأمرنا وللأمر الخارجي ، وأن نعي كثيرا أن كثيريين هم من يريدون لنا الانغماس في شأننا الداخلي فقط ، ويعملون جاهدين على خلق الفتن والفرقة ، نعم الفرقة بكل أبعاد الكلمة ومعانيها .. ولكن شئنا أم أبينا فا ننا لا نمللك الخيار ، والا ستكون نهاية سحيقة للوطن العربي بأكمله أمام أكثر من عدو ، ذلك ان لم تكن نهاية السلام بالعالم .