بقلم / مدحت عويضة
سليمان الحلبي أسم عرفه كل المصريين فهم يعرفون من كتب التاريخ المقررة علي تلاميذ الابتدائية إنه قاتل “كليبر” قائد الحملة الفرنسية بعد عودة نابليون لفرنسا، سليمان الحلبي تلك الشخصية التي أختلف حولها المؤرخون فمنهم من يقول أنه لأبويين كرديين وكان والده يعمل بتجارة السمن والزيتون، بينما يقول البعض الآخر أنه من عائلة ونس الحلبية ولذلك جاءت تسميته بالحلبي نسبة لمدينة حلب.
بعد أن تمكن من قتل “كليبر” حكم عليه بالإعدام موتا “بالخوازيق” وهي طريقة مؤلمة جدا وظل يعيش ألام الخازوق لمدة أربعة ساعات، وبعد أن أنصرف القادة العسكريين الذين حكموا عليه، ناوله أحد الجنود كوبا يقول المؤرخين ليعجل بموته، فناوله سما قاتلا حتي يستريح من العذاب.
جول جمال ضابط سوري مسيحي هو إبن قرية المشتاية التابعة لحمص أنتقل مع اسرته حيث كان والده طبيب بيطري لمدينة اللاذقية، كان طالبا بكلية الآداب قبل أن يغير مساره للكلية الحربية ليكون واحد من أوائل البعثات الطلابية التي ترسلها سوريا للدراسة في الكليات الحربية المصرية سنة 1953، تخرج جول من الكلية البحرية الحربية سنة 1956 وكان الأول علي دفعته، وبينما يستعد للعودة لبلادة قامت مصر بالحصول علي زوارق طوربيد حديثة الصنع، ورأت من الأفضل أن يقوم أفراد بعثتها بالقاهرة بالتدريب علي هذه الزوارق قبل عودتهم لبلادهم، وبعد انتهاء فترة التدريب اندلعت حرب 1956 المعروفة بالعدوان الثلاثي، وكانت المدمرة “جان دارك” ترابط بالقرب من شواطئ بورسعيد وتسبب متاعب عدة للمصريين، طالب “جول” القيادة المصرية بالسماح له بالتطوع دفاعا عن بلده الثان مصر، ثم طلب منهم السماح له بمهاجمة المدمرة “جان دارك” بالزورق البحري الذي أنهي تدريبه عليه ومعه بعض الزملاء، قاموا بمهاجمة المدمرة والتي كانت تعتبر فخر البحرية الفرنسية، وتسبب الهجوم علي تدمير شبه كامل للمدمرة ليتم سحبها لفرنسا بعد ذلك بدل من القائها القذائف علي “بورسعيد” ولكن العملية أدت لاستشهاد جول وفقد حياته في عمر 24 سنة!!!!.
الشعب السوري كان شريك نضال مع مصر فهزمنا معا في نكسة 67 وانتصرنا معا في أكتوبر 73، العلم السوري يتكون من نجمتين علي خط عرضي وليس أفقي لترمز أحدهم للجزء الشرقي من بلادهم وهي “سوريا” والأخرى للجزء الغربي وهي “مصر” فهم يعتبرون أن بلدهم ووطنهم لا يكتمل بدون مصر فمصر وطنا لهم كما سوريا تماما.
تذكرت سليمان الحلبي وجول جمال وأنا أتابع أخبار مقتل هشام عبد الحميد بطل الكونغو المصري الذي ذهب ليجاهد في سوريا ضد السوريين منضما لصفوف “داعش”، هشام الذي تم فصله من اتحاد لعبة الكونغو المصري بعد رفعه علامة “رابعة” عند فوزة بالميدالية الفضية ببطولة العالم التي كانت تقام بماليزيا، هشام لم يكن المصري الوحيد الذي ذهب لسوريا فالتقارير تشير لألاف المصريين المنضمين لداعش، يحاربون ضد سوريا وجيشها ويستبيحوا قتل الشعب السوري ويشاركون في تدمير سوريا.
أي خجل يعتريك وأنت تسترجع تاريخ نضال السوريين دفاعا عن مصر وأنت تري مصريون يشاركون في الحرب علي الشعب السوري!!!.
ربما نقول أن هؤلاء إرهابيون ومنهم من يقتل المصريين أنفسهم في مصر ويحاربون ضد الشعب المصري أيضا. ولكن ماذا عن الموقف الرسمي المصري تجاه سوريا، لقد أغلق محمد مرسي السفارة المصرية ومازالت مغلقة بالرغم من مضي عامين علي ثورة 30 يونية !!!!.يزيدنا خجلا أن في القمة العربية التي عقدت في القاهرة كان مقعد سوريا خاليا!!!، تحرم سوريا من التواجد في بلدهم الثان مصر بسبب ضغوط وهابية.
حتي المثقفين والإعلاميين المصريين أعطوا ظهرهم لسوريا ولم يعد غير الناصريين وحدهم يدافعون عن سوريا، بالرغم من تعاطف معظم أبناء الشعب المصري مع أشقائهم المصريين، ولكن سرعان ما يختفي صوتهم تحت الضغوط الوهابية.
أعداء الشعب السوري هم أعداء الشعب المصري وأعداء الجيش العربي السوري هم أعداء قواتنا المسلحة المصرية فهل أن الأوان أن نصحح أخطائنا؟؟؟ هل آن الأوان أن نحترم دماء من ضحوا بدمائهم من السوريين لأجل مصر؟؟ سوريا الحبيبة أنا واحد من الأصوات الخافتة التي لا تملك إلا ضميرها الحي، وصوت ضميري يناديكي سامحينا سوريا الحبيبة.