بقلم إكليريكى/ ناصر عدلى محارب
فى الاحتفال بالذكرى السنوية التاسعة لإنتقال القمص ساويرس فتحى سعدالله كاهن كنيسة الانبا مقار بالبلينا ، نسرد سيرتة العطرة كأب من الاباء القديسين المعاصرين.
ميلادة :
ولد بطرس فتحى سعدالله فى بلدة الحمام مركز أبنوب محافظة أسيوط فى 13/5/1959 ، من أبوين يعرفان الله وعمداة بدير العذراء مريم بدرنكه ، كما ربياة تربية مسيحية وكنسية ، فحفظ المزامير منذ صباة ، وكان شغوفا بحبة للألحان القبطية والتسبحة ، وبمواظبتة على الكنيسة والصلوات الليتورجية ، تعلم الطقوس الكنسية ، وعندما أنهى دراستة بالثانوية عام 1976 م ، أذ بة يشتاق الى حياة التكريس المسيحية فألتحق بالكلية الإكليريكية بالدير المحرق ، وكان طالبا خلوقا ومطيعا لإساتذتة ومحبا لزملائة بالكلية فتم إختيارة عمدة للطلبة .
وفترة حياتة بالكلية الإكليريكية كانت عميقة من حيث الإلتزام بالتلمذة على يد نيافة الأنبا ساويرس مدير الكلية وجناب الاب المتنيح ابونا بنيامين المحرقى المشرف الروحى للكلية .
وكان يحيا حياة الصلاة والتامل وحضور التسبحة بالكنيسة الأثرية بالدير المحرق وحضور القداسات الخاصة بالكلية .
وكان محبوبا من الجميع داخل الكلية والدير ومعروفا ببشاشتة وروحانياتة العميقة ، وقد تخرج فى الكلية الإكليريكية فى مايو 1982 م وحصل على بكالوريوس فى العلوم اللأهوتية بتقدير إمتياز ، حيث كان ترتيبة الثالث على دفعتة .
ثم التحق بالخدمة العسكرية جنديا بالقوات المسلحة المصرية وكانا مثالا للطاعة والإنضباط ومحبوبا جدا من قادتة وزملائة لتفانية فى خدمتة وسلوكة ومحبتة وطاعتة ، وكانت فترة تجنيدة فترة حية أختبر فيها حياة التامل ، وكانت مليئة بعمل الله معة ، فكان يعلم ويخدم زملائة بالوحدة ويقدم لهم الارشاد والقدوة فى سلوكة وأمانتة ، فأستحق أن يكون ” نورا للعالم وملحا للأرض كما قال سيدة رب المجد ” أنتم نور العالم وأنتم ملح الارض ” .
خدمتة :
بعد أن أنهى خدمتة الوطنية والعسكرية لم يذهب الى بيتة أنما ذهب الى دير المحرق ليكمل خدمتة التى أبتدأها وهو طالب بالكلية ، حين كان يخدم فى القرى المجاورة للدير مثل رزقة الدير، و السراقنا و مير ، وعزبة توما .
وكما خدم أيضا فى إيبارشية ديروط مع ابن خالة وتوامة الروحى وزميل دراستة فى الكلية فى نفس السنة استاذ هابيل ” المتنيح القمص إبرام رشيد وكيل مطرانية طهطا وأرسلهما للخدمة نيافة الأنبا ساويرس قائم مقام إيبارشية ديروط فى ذلك الوقت بعد نياحة الأنبا اغابيوس ،
ثم خدم فى إيبارشية منفلوط وأبنوب مع نيافة الأنبا كيرلس قائم مقام إيبارشية منفلوط بعد نياحة الأنبا لوكاس .
ولما كان محط إعجاب الجميع من أساتذة الكلية وزملائة حتى أن رئيس دير المحرق ومدير الكلية الإكليريكية نيافة الأنبا ساويرس من شدة حبة وتقديرة لة قام بترشيحة لنيافة الأنبا ويصا للخدمة فى إيبارشية البلينا ، وقد كنت شاهدا على هذا الترشيح وقد تأنى الأستاذ بطرس لأنة كان يريد أن يخدم فى بلدة ولأن ذلك الوقت لم يكن هناك أسقفا لبلدتة أبنوب لنياحة الأنبا لوكاس ، وكما أنة كان يريد أن يسمع صوت الله فى دعوتة للخدمة أما يذهب ليخدم مع نيافة الأنبا ويصا ، أم ينتظر ويخدم فى بلدتة ، وكانت دعوة الروح القدس لة من فم نيافة الأنبا ويصا واضحة ، وكرر لة سيدنا الدعوة أمامى بدير المحرق ” تعال يا بيتر كما كان يدعوة سيدنا الأنبا ويصا ، فقبل الدعوة فى الحال وجهز حقيبتة ورجعنا مع سيدنا بسيارتة من الدير المحرق لأسيوط مقر بيت هلبيس ثم للبلينا .
وبدأ خدمتة فى قرى إيبارشية البلينا فكان يخدم ثلاث أيام فى قرى الشرق ، الكشح ، ودير النغاميش ، ونجوع مازن ، وثلاث أيام فى قرى الغرب وخصوصا قرية بنى منصور – دير القديسة دميانة .
وكان لخدمتة فى قرى البلينا تأثيرا كبيرا فى الشعب وفى الشباب وشجع شباب القري التى خدم بها على الإلتحاق باكليريكية البلينا ومن تلامذتة قسس وشمامسة وخدام يقومون بالخدمة الأن .
ولشدة تعلق الشباب بة ليس فقط فى قرى الإيبارشية بل قى مدينة البلينا ذاتها ، كلفة صاحب النيافة الأنبا ويصا بتكوين أسرة لشباب البلينا للجامعيين على مستوى الإيبارشية فى اكتوبر 1985 م وتم إختيارة كأول مشرف روحى لهذة الإسرة ، وبدا بإفتقاد شباب الجامعيين فى جامعة سوهاج وإقامة الإجتماعات الروحية لهم فى مدينة سوهاج مقر الجامعة وبإفتقاد الجامعيين بجامعة أسيوط وإقامة إجتماع روحى شهرى لهم فى مدينة أسيوط مقر الجامعة ، وإفتقاد الجامعيين بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان و6 اكتوبر الخاصة وإقامة إجتماعات روحبة لهم بالقاهرة ، وكانت أول أسرة للجامعيين بالبلينا يلتقون فيها ويتلقون جرعة روحية وإجتماعية وثقافية ، وأسس مجلة تصدر شهرية بإسم مجلة الأنبا مقار للشباب الجامعى بالبلينا .
وكانت هذة الاسرة سبب بركة وجذب كثير من الشباب بمحبتة وخدمتة وتواضعة وإفتقادة وحلة لمشاكلهم ، وتعلم الشباب منة روح الخدمة وروح العطاء وأفرخت هذة الاسرة كثير من الخدام والشمامسة .
ولشدة تعمقة فى الكتاب المقدس عينة نيافة الانبا ويصا أستاذا بالكلية الإكليريكية بالبلينا لمادتى العهد الجديد ، واللأهوت الروحى فى اكتوبر 1984 م .
دعوتة للكهنوت
بعد ان تزوج من أبنة خالة تاسونى دميانة رشيد ، دعاة سيدنا الانبا ويصا مطران البلينا للرسامة كاهنا باسم ساويرس قسا على كنيسة الأنبا مقار بالبلينا فى 21 نوفمبر 1986 م وسط تهليل الشعب والشباب .
ومن وقت سيامته عاش أبونا ساويرس سيره روحانيه عاليه إختير سكرتيرا لمجمع كهنه البلينا فى عام 1989م ثم أسند اليه الانبا ويصا اعمال السكرتاريه بالمطرانيه فى اكتوبر 1992م وذلك لدقته ونظامه وجمال وتنسيق خطة ، وإختيرعضوا بالمجلس الإكليريكى العام لإيبارشية البلينا ،
ولرغبتة فى تدعيم خدمتة فى رعاية شعبة بإخلاص وأمانة ، فعند قيام قداسة البابا شنودة الثالث بإفتتاح معهد التربية والرعاية فى كاتدرائية الأنبا رويس بالعباسية ، التحق بالمعهد وكان من أوائل الملتحقين بالمعهد من الأباء الكهنة على مستوى الجمهورية ، فكان من ضمن الدفعة الثانية التى التحقت بهذا المعهد العريق و حصل على درجه ماجستير فى الرعايه والتربيه فى اكتوبر عام 1996م بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف ، الأمر الذى اكسبه خبره فى مجالات الرعايه والخدمه ، ثم ترقيته الى درجه القمصيه فى 19 مارس 1999م بيد صاحب النيافه الحبر الجليل الانبا ويصا مطران البلينا وبرديس وأولاد طوق ،
أسس ايضا عدد كبير من الخدمات مثل إجتماع خدمه المرضى وإجتماع خدمه أسره أبونا أبراهيم للحكماء (كبار السن) ، وكان من ضمن الأباء المهتمين والمكلفين من نيافة الأنبا ويصا بمؤتمر الحلقات الدراسية للخدام سنوىا الذى يعقد على مستوى خدام الصعيد الأقصى بكنيسة مارجرجس بعزبة نظيف بإيبارشية البلينا .
فضائلة .
تمتع ابونا ساويرس بفضائل عده منها محبتة للخدمه وإفتقاده الدائم لشباب الجامعيين وللشعب أطفالا وشيوخا وخصوصا إفتقادة لليتامى والأرامل والمعوزين وإخوة الرب .
وكان أهم ما يميزة صداقنة مع الكل دون تفرقة أو تمييز ، فكل الإيبارشية كانوا يشعرون انة قريب منهم سواء البسطاء أو المتعلمين وسواء الفقراء أو الأغنياء ، فكان قريبا من الكل يخدم ويحب الجميع وكان الكل يثق فية ويحبة .
وإهتمامه بكنيسته وبطقوسها وبموهبة الوعظ والأرشاد وأبوتة الحانية فى الأعترافات ، وإحترامه للدرجات الكهنوتيه فكأن مطيعا لنيافة الحبر الجليل الانبا ويصا ، الذى أحبة حبا شديدا فأوكل نيافتة الية خدمات كثيرة وأشركة فى بركة حل المشاكل الخاصة ، التى كان يكلفة بها .
وكما كانت محبتة لإخوتة الأباء الكهنة وتقديمة لهم فى الكرامة فرغم أنة أقدم فى الخدمة والرسامة من أبونا موسى ابو السعد الا أنة كان يتعامل معة بوقار كبير وبمحبة عميقة .
وضيافته للغرباء وللمرضى وبشاشتة وكرمة وعطاءة بدون حدود من وقتة وجهدة ومالة .
وكان يعرف معنى الجهاد كما كان كثيرا التحمل وطويل الأناة وكان يسعى وراء كل نفس ضاله ولا يهدأ حتى يعيدها الى المسيح .
نياحتة .
وفى يوم 22/7/2006 وأثناء عودته من دير المحرق أخر مكان زاره وهو المكان المحبب لديه جدا وعلى أثر حادث أليم فاضت روحه الطاهره بيد خالقه ومخلصه يسوع المسيح ونقل جثمانه الطاهر الى كنيسه الشهيد العظيم أبى سيفين بالحمام -مسقط رأسه- حيث حضر صلاه التسبحه والقداس الإلهى وتمت الصلاه على جثمانه الطاهر بحضور كلا من نيافه الأنبا ويصا مطران البلينا ونيافه الأنبا أشعياء أسقف طهطا ونيافه الأنبا لوكاس أسقف أبنوب والفتح وأسيوط الجديده وعدد كبير من القمامصه والقسوس والرهبان وكل الشعب طالبين الى الله أن يعطى نياحا لروحه الطاهره فى أحضان القديسين .
بركتة وشفاعتة فلتكن معنا أمين
الوسومإكليريكى ناصر عدلى محارب
شاهد أيضاً
المستشار أحمد بدوي : جرائم التواصل الاجتماعي تكشف عجز القوانين
أن الجريمة على مر العصور في تطور مستمر بتطور الانسان ووسائل ارتكابها والقصد الاجرامي لدى …