الأحد , ديسمبر 22 2024
نوري إيشوع

هذا المخلوق الرائع…..والتعاليم الشيطانية .

بقلم المحامي نوري إيشوع

المرأة هذا الكائن الجميل، الرائع، هذه الأنسانة التي تعتبر بحق كتلة حية من المشاعر النبيلة، هذا الحضن المبارك.

المرأة هذه الدنيا المنيرة والواحة الخضراء.

المرأة هذا المخلوق البديع الذي يحمل في أحشائه بذور الحياة، ويتحمل آلام الولادة، يقهر ويصارع الليالي بسهره على وليده.

المرأة هذه الخلية القوية رغم شفافيتها، تعمل جنباً الى جنب مع الرجل وتشاركه متاعب الحياة.

المرأة العاملة، المعلمة، الطبيبة، الوزيرة، رائدة الفضاء و حتى الرئيس، تُعامل في أكثر الدول العربية والإسلامية

معاملة قاسية من قبل المجتمع على أختلاف الدين واللون، معاملة عدم مساواة، يُنظر اليها نظرة دونية وُتعتبر

وعاء لحضن الأجنة وخادمة للعمل في البيت و تربية الأطفال.

لقد تأثرنا ببيئة ومعتقدات شرقية مريضة، ورثناها عن أبائنا وأجدادنا الذين ورثوها بدورهم وتأثروا بهذه العادات

الغريبة والشاذة والدخيلة عليهم وفُرضت عليهم وعلينا بالوراثة وأصبحت شرائعاً و قوانيناً تحكمنا وتتحكم في

مصائرنا وحتى في طريقة تعاملنا رغم عيوبها ونواقصها وبُعدها عن طرق وتعاليم الرب الإله، تعاليم بعيدة كل البعد

عن أبسط القوانين الأنسانية، تعاليم مشوهه ينظر من خلالها الى المرأة كمخلوق ناقص وناقصةُ عقل و دين

مخلوقة تُبطل الصلاة كالكلب و الحمار، انسانة عليها الطاعة و الخضوع للسيد الزوج، الأب أو الأخ وحتى الأبن،

بها أقترن الشرف وهي التي تشوه سمعة العائلة عندما تخطئ، هي التي تستحق القتل والرجم حتى الموت بدافع

الشرف، اذا أعتبروها زانية أو خائنة، محرومة من حقوقها مقارنة مع الرجل.

أمرأة شرقية، شهادتها ناقصة وغير كاملة، حقها في الأرث غير عادل، للذكر مثل حظ الأنثيين أي لها نصف الحصة

مقابل حصة الذكر الكاملة وللزوجة الربع حتى انها تحرم من حقها في التعليم.

حريتها مقيدة ومشروطة ومحجورٌ عليها بطريقة أو بأخرى.

بيئة و معتقدات بالية، شرعت وبغطاء قانوني، شرعي كل أعمال الرجل، يسهر، يسافر، يغضب

ويسخط، يأمر وقد يضرب.

رجل سيد أُعطي له حق الجمع بين أكثر من أمرأة، ناهيكم عن ملكات اليمين، رجل يخطئ و يزني

ويبني علاقات غير مشروعة دون محاسبة تُذكر لا بل كل أعماله الرجولية تحميها القوانين والعادات والأعراف

وحتى المجتمع يبرر له أعماله تلك وهنا وفي هذه العجالة

أستوقفتني مواقف و مشاهد مضحكة و محزنة في نفس الوقت لا بل مواقف تجعلنا نبكي :

في القرى ومنها قريتي ومنذ زمن ليس ببعيد كانت المرأة تذهب للتحطب وتحمل عشرات الكيلوات من الحطب

(القش) على ظهرها وهي حامل وفي أشهرها الأخيرة وكثيرات منهن وضعن أحمالهن ( الحطب و الطفل)، معاً في البراري القفار وحدهن دون معين سوى رحمة رب العالمين.

راعني و استوقفني مشهد رهيب ويدل على قلة أحترام للمرأة والتعامل معها (عفواً) كبهيمو.

ففي مدينتي، وفي السوق العام رأيتُ هذا المشهد بام عيني، أمرأة كانت تحمل مدفأة على ظهرها وبيدها الأخرى عدة

أكياس من الخضار والفواكه و أكياس الموؤنة وزوجها كان يمشي أمامها، يسبقها بعدة أمتار

وهو حامل مسبحة في يد اليمين و سيكارته في يد الشمال و يتباهى كالطاووس لإن شرعه الإلهي عفوا (الشيطاني) أعطاه هذا الحق و تلك السطوة!

أخوتي و أعزائي

لنتوقف جميعاً أمام هذه العادات والمعتقدات البالية، التي أثقلنا بها كاهلنا و أصبحنا نطبقها في حياتنا اليومية

بصورة عفوية ونعطيها الصفة الشرعية، لنرميها خارجاً دون رجعة لانها تخالف تعاليم فادينا ومخلصنا.

ألم يخلق الله المرأة لآدم أنيس و معين؟

أليست هي التي سميت حواء لأنها أم لكل حي؟

و قد عبر معلمنا بولس الرسول في رسالته الى أهل أفسس الأصحاح 5 الأعداد 22-31 خير تعبير عن العلاقة

المثالية الصحيحة، هذه الشراكة السامية التي يجب أن تبنى بين الرجل و المرأة حين قال :

22 – ايها النساء اخضعن لرجالكن كما للرب.

23 – لأن الرجل هو راس المراة كما ان المسيح ايضا راس الكنيسة.

وهو مخلص الجسد.

24 – ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شيء.

25 – ايها الرجال احبوا نساءكم كما احب المسيح ايضا الكنيسة واسلم نفسه لاجلها

26-  لكي يقدسها مطهرا اياها بغسل الماء بالكلمة

27- لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن او شيء من مثل ذلك بل تكون مقدسة وبلا عيب.

28 – كذلك يجب على الرجال ان يحبوا نساءهم كاجسادهم.من يحب امراته يحب نفسه.

29 – فانه لم يبغض احد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب ايضا للكنيسة.

30 – لأننا اعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه.

31 – من اجل هذا يترك الرجل اباه وامه ويلتصق بامراته ويكون الاثنان جسدا واحدا)).

لنبدأ منذ اليوم بناء جسور المحبة والأحترام والمشاركة الحقيقية بيننا وبين هذا المخلوق البديع

ونعتبره شريكاً حقيقاً لنا في الحياة ولنتذكر دائماً بان المرأة، هي الأم، الأخت، الأبنة و الزوجة.?!!!

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …