بقلم : مدحت قلادة
لعقود متتالية ونحن بقبلة ننهي مشكلات، وبكلمات ناعمة نعتقد أننا نخمد نيران براكين، هكذا نحن لم نفلح في تغيير أوطاننا للأفضل وحتى بعد ثورتين ثورة يناير أخرجت ديكتاتورا جرف الأرض والشعب أكثر من ثلاثة عقود متتالية وثورة يونيو أحرقت تيارا دينيا له تاريخ حافل من التلون والارهاب عاش في كل النظم بنظام براجماتي له جناح عسكرى خفي وسياسي ظاهرالى ان لفظه الشعب في ثورة خرج فيها ٣٠ مليون في شوارع مصر احتفالا وابتهاجا بإزالة الفاشية الدينية.
علي أمل التغيير اختار الشعب رئيس منتخب بدون تزوير بإرادة شعبية كانت له الظهير الداخلي، وقدم المصريون في بلاد المهجر الدعم الخارجي في كل المحافل الدولية ليس فقط دعم وبكلمات انما فى محافل دولية وعالمية لإثبات أنها ثورة وليس انقلاب، إنها ارادة ارادة شعب اراد التغيير وليس ارادة مؤسسات عسكرية بل كانت اختيار شعب ضحى بالكثير متمنيا الأفضل.
رحل الفاشيون تجار الدين ونزلوا من على عرش مصر، ولكن لم يأت التغيير فليس هناك تغيير فعلي على أرض الواقع ، مازلنا نعيش بعقلية الأنظمة السابقة ومازال الأقباط دافعي الفاتورة كاملة من حرق وهدم وسلب ونهب ممتلكاتهم وكنائسهم يعانون من تهميش ومن اذلال في مناحي المحروسة ومازالت التيارات الإرهابية تتحكم في أمور الدولة وتم احلال الفاشيين الإخوان بالداعشيين السلفيين..
رغم تغيير النظام إلا أنه مازال يسلك بنفس أساليب الأنظمة السابقة ، يمشي بنفس السياسة العميقة التي دمرت مصرفالأنظمة السابقة استخدمت الإخوان والآن يلعب دورهم السلفيين ، ففي جميع الاعتداءات الطائفية يطرح القانون جانبا ويجلس الجانى والمحنى علية لتنتهي بقبلة هناك بين شيخ وقس ونتغاضى عن اعتداءات ودمار وخراب..
حركة تعينات في مؤسسات الدولة ليس بها شركاء الوطن وعفو رئاسي ممنوع علي الأقباط ومازالت أعمال الخطف والاعتداءات تتم في صعيد مصر وسط صمت مؤسسات أمنية..
ومن الغريب اننا نسمع كلمات تعكس روحا جميلة وتعطى املا لحياة افضل وعلى الارض أفعال تعكس إقصاء تام ومن العجيب استمرار سلوك مؤسسات الدولة بسياسة للإنكار والاستهتار التى كان الانظمة السابقة تسير عليها على سبيل المثال وليس الحصر.
وزارة التربية والتعليم بشأن مدرسة جهينة بصعيد مصر تنكر وتصدر بيان وتفبرك ان هناك موامرة لتتخلص من تطرف موظفيها مستندة على مدير قبطي بينما الواقع ان هناك مسئول رفض قبول اوراق 18 طفلا لانهم اقباط.. ومن الأعجب أننا نضحك علي أنفسنا وربما نصدقها بلقاءات وقبلات وعلي أرض الواقع العكس تماما.
ففي العام الماضي هللنا جميعا باقتراح دق أجراس الكنائس مع أصوات الآذان في مناحي مصر فرحين بمصر الجديدة ييطالب العديد بتكرار الحدث يوم٣٠ يونيو بدق أجراس الكنائس مع آذان المغرب في مناحي مصر بينما الواقع يؤكد قبلات المآذن والأجراس لاتحل مشاكل وطن ولا تضمد جراح نازفة وصمت مسئولين يعطى اشارة خضراء لتكرار الماسي وبصمت مؤسسات الدولة تتحمل الجزء الاكبر من الماسي ومن العجيب ان العديد يهلل وطالب بدق اجراس كنائس مع اذان المغرب ونطالب بشكليات نحن أدمناها فاستمرار الشكليات لن يغير أرض الواقع بل يظل الوطن يئن وتضيع نفوس وتزهق أرواح.
الشكليات لا تنهى مشاكل ولا تققل من الاعتداءات ولا تحل بالسلام على ارض الوطن بينما ستظل كلمات المناضل مارتن لوثر كينج نبراسا لاولى الامر ” السلام الكامل ليس فى عدم وجود صراعات انما فى اقامة العدل….ترى هل هناك عدل! ما معنى العدل؟
نقلا عن إيلاف