بقلم/ هـانـي شــهدي
اليوم السادس للخليقة..نفخ الفخاري الأعظم نسمة حياة في إنسان من طين سماه آدم فصار نفسـاً حية،وتنهد ابليس واوقد مكيدة الموت لآدم واولاده، ومنذ اليوم السابع للآن مواقد الحياة تجعل ذلك الاناء يتراقص داخلها ويسلك احد الاوضاع التالية بالترتــيب:-
١ـ المقــلوب..هو إناء سليم وعلي قدر عالي من الجودة لكنه للاسف مقلوب الوضع او معكوس الاتجاهات فبناءاً عليه يكون غير صالح إطلاقاً للاستخدام الايجابي،هو انسان كحل الشيطان ذهنه بالسواد ليري بعقله كل مقلوباً معدول مثلاً يري الخير شر والشر خير،يؤمن ان قتل البشر وذبحهم وتفجيرهم سعادة لله،إستباحة ممتلكات الغير غنيمة، الزنا وهتك الاعراض والاغتصاب كرامة للضحية، هو دائما يمسك ريموت الحياة بالمقلوب،المعكوسات ترعرعت في ذهنه غالبا نتيجة معتقدات دينية او عرقية تربي عليها ،الطبيعي في اي إناء فوهته من اعلي ويمتليء بالماء والخير لاسفل حسب قانون الجاذبية لكن للاسف هذا النوع اعلاه مسدود لذلك ليس فيه خير إطلاقا لكن بالتأكيد الفخاري يري فيه اعظم خير عند اعادته لوضعه الاصلي.
٢ـ المشــروخ…إناء سليم لكنه للاسف اصطدام بكتلة او سطح اكثر منه صلابة نتج عنه شرخ او كسر بطول الاناء، فيظهر الاناء كانه سليم في كل الأجزاء لكنه لا يتحمل ضغط الماء بداخله في منطقة الشرخ تحديداً، أو هو انكسر بالفعل لاكثر من كسر.
هو انسان مشروخ المشاعر من القدر بسبب فقدان عزيز او غالي او من الحياة بسبب فقدان حلم او هدف ،او من الوطن بسبب الم المواطنة او من الله نفسه بسبب اعاقة او عجــز.هو انسان خاصــم الحياة بسبب هذا الشرخ.
٣ـ المثـــقوب…يثقب الإناء من اضعف نقطة فيه،اذا ثقب من اعلي فانه يمتلئ حتي يصل لنقطة الثقب،اما اذا ثقب من اسفل فانه لا يحتفظ بشئ داخله.
هو إنسان ضعيف ومهزوم من شئ معين بحياته قد تكون صفة كالكبرياء او العصبية او محبة المال او الكسل ، عادة او ادمان معين كالمخدرات او الخمر او الجنس،علاقة معينة حب او كراهية شخص معين او اناس معينة.مثلا انا لا اكره قريبي لكن احبه حتي الحد الذي لا يصبح فيه افضل مني.
٤ـ المتــرّب او المغــبّر…هو إناء سليم لكنه غير مستعمل منذ فترة وغطاه التراب او الصــدأ ومستمر حتي التأكل والإنتهاء.
هو انسان متعلم وحاصل علي شهادات علمية لكنه لا يعمل سخطاً من الاوضــاع،يمتلك كثير من الوقت والمواهــب لكن ايامه غير متجددة،يمتلك الوطن لكنه يشعر بغربة داخل ارضه،يمتلك القلب لكنه لا يحب.
٥ـ المستخدم…ليس بالضرورة هو إناء سليم تماما لكنه قد يكون واحد من الاربعة السابقين لكنه وضع نفسه بين يدي الفخاري صانعه وقبل تحــدي الاستمرارية،انقلب وعُـدل عندما ابصر من حوله، انكسر لكنه شفي كسره واستمر،ثقب لكنه غطي ضعفـه ، غبرته الحياة لكنه نفض غباره وصدأه فأستحق ان يُستخـــدم.
الوسومهـانـي شــهدي
شاهد أيضاً
المستشار أحمد بدوي : جرائم التواصل الاجتماعي تكشف عجز القوانين
أن الجريمة على مر العصور في تطور مستمر بتطور الانسان ووسائل ارتكابها والقصد الاجرامي لدى …