بقلم : ياسر العطيفي
في ردود فعل عالمية متباينة استنكارية حول قيام بعض اللاعبين المصريين بلعب كرة القدم فى معبد الكرنك بهدف الدعاية والترويج السياحي بعد حادثة الكرنك الارهابية،يبدوا ان الرياح أتت بما لا تشتهى السفن ،أو بالأحرى حلت لعنة الفراعنة مدوية على من قاموا بهذا الفعل المتجاوز في الحضرة الملكية المقدسة اللتى كان الملوك العظام وكهنتهم يرتجفون خوفاً وينحنون إحتراماً بل ويغتسلون ويتطيبون ويخلعون نعالهم عندما يقومون بزيارة المعبد اللذي بنوة بأقسي الحجارة كى يبقى شامخاً باثقاً في قلب التاريخ فى حين بنوا بيوتهم بالطين لتفنى بفنائهم!!بل جعلوا معابدهم فى الشرق لتكون كالشمس يستمدون منه الدفء لقلوبهم والنور والبركات لحياتهم،وجعلوا مقابرهم في الغرب للمغيب والرقود فى سلام فى انتظار البعث مرة اخرى من الشرق ،يبدوا أن الرساله اللتى اراد الاعبين توصيلها للعالم كى يأتوا للاقصر في سلام،كانت أقل سرعة في الوصول والتأثير من لعنات الفراعنة اللتى ضرب مداها كل الانحاء وكأن فحواها يقول (من أراد أن يدعوا للسياحة و للسلام فلا يزعج الملوك العظام)(السياحة لن تأتي بإنتهاك قدسيتنا)(تريدون سلاماً فلم تعكرون سلامنا)!!وتراوحت ردود الافعال ما بين مستنكر ومندهش ومنفعل ومتهكم فهاهي Theresa Adams تقول متهكمة(اوافق على ذلك فهناك العديد من الفرص لتحطيم كل ماهو قديم وخالد)!! وهاهي tuija nikkinen تقول غاضبة(انها ليست الطريقة الصحيحه للدعوة للسياحة) ويقول Hazel Coleman (تلك الطريقة لن تنفع على الاطلاق ولكننا كسائحين دائمين سنأتى على ايه حال-تحياتي) ويقول Christine Cullen منزعجاً(إنة لمكان مقدس لا يصح على الاطلاق لعب الكره فيه)!! وتقول Myriam Biloute متسائلة(الأمر لايعدوا كونه الا مظاهرة اكثر من ان تكون مباراة)! وتقول Valentina Molina Gonzales صارخة ومتوسلة(حافظوا على الحضارة الفرعونية أرجوكم)!! ويقول Ruth Broadhurst منزعجاً(لا استطيع ان اصدق عيني!!كيف من الممكن ان يساعدا هذا في عودة السياحة!احفظوا للاماكن الاثرية قدسيتها واظهروا بعض الاحترام!!) واخيرا تصدمنا Marielle Villermet قائلة بعبارة حزينة ساخطة(مفيش إحترام)!!
كل تلك الاراء الساخطة والمستهجنة كان من المفروض ان تكون عكس ذلك تماماً فقد كان هذا مطمح المنظمون،بل أن اللعنه لم تقف مداها خارجياً دون أن تصيب كل من كان له علاقة بالموضوع فهاهو مدير المعبد يحال للتحقيق،ومحضر للشاب اللذي ادخل الكره،وحتى الكره المسكينه لم تسلم فتم التحفظ عليها،ويسارع محافظ الاقصر لتحصين نفسه من تلك اللعنه بترديد(انا مليش دعوة دي مسؤولية الاثار)!!ويحاول شوبير أن يقدم قرابين الطيبه مردداً(استئذنا المحافظ)!!يبدوا ان الفراعنة العظام لم ينتظروا حتى يثأر لقدسيتهم المنتهكه أحد فبادروا بصب اللعنات على كل من كان له يد في إزعاج هدوئهم المقدس وتأملهم اللانهائي عبر التاريخ،باعثين برسالة مفادها(لم يستطع منا التاريخ نيلآ وإنكساراً فلا تعبثوا معناً إستخفافاً وإستهتاراً)
الوسومياسر العطيفى
شاهد أيضاً
كيف نحمي البيئة من التلوث؟
بقلم رحمة سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …