بقلم : كمال صباغ
المرحله المقبله و بالتوازى مع ما نراه فى الشرق الأوسط و ما أل إليه الربيع العربى و حجم المخاطر التى تحيط بمصر و باقى المنطقه ، يتحتم علينا أن ندرس تقاطع المصالح بيننا و بين الكيانات السياسيه الأمريكيه
من المهم جداً فى مثل هذا النوع من الشراكه أن يكون معروف لدينا بكل وضوح عن طبيعة أطماع شركائنا و ماذا يأملون من هذا التعاون حتى و لو كنا متيقنين تماماً من توازى المصالح بيننا و بينهم فى هذه المرحله
السؤال هنا يطرح نفسه بإلحاح ماذا يريد هؤلاء الجمهوريين و المحافظين من الجاليه المصريه الأمريكيه و أين المصلحه المشتركه بيننا و بينهم و ماذا نريد نحن منهم فى المقابل
لو كنا صادقين مع انفسنا فنحن نريد منهم أن يكونوا صوت أمريكى مؤثر يدعم سياسة مصر علناً فى الإعلام الأمريكى و يؤكد أن الخطوات التى تتخذها مصر فى معركتها ضد الإرهاب تصب فى مصلحة الولايات المتحده فى النهاية و تحمى مصالحها و أن مصر تحتاج مساعده حقيقيه و جاده من المجتمع الدولى فى حربها ضد الإرهاب و على رأس المجتمع الدولى أمريكا حليفنا الإستراتيچى القديم و الذى تخلى عنا وقت الحاجه نحن نريد تعاون لوچيستى و مخابراتى و عسكرى فى حربنا ضد الإرهاب و نريد من أصدقائنا هنا فى أمريكا تفهم موقفنا و أعتبار جماعة الإخوان المسلميين جماعه إرهابية و تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقيه
و هنا لابد أن ندرك أن المشهد الذى خلقه مايكل مايكل مرجان الذى أدار الندوه التى جمعت الكثير من أبناء الجاليه و بعض أعلام المحافظين الأمريكيين هو مشهد [ أمريكى – أمريكى ] و ليس [ مصرى- أمريكى ] كما يعتقد البعض فالجمهورين و على الرغم من سيطرتهم على المجالس التشريعيه ليس لديهم القدره على تغيير السياسه الخارجيه الأمريكيه و لا سياستها تجاه مصر فى الوقت الراهن و لكن لو نجح الجمهوريين فى الأنتخابات الرئاسيه المقبله فسيكون لهم القدره على إحداث الإنفراجه المطلوبه
كل هؤلاء الضيوف الكرام الذين تكلموا فى الندوه هم أيضاً لهم طموحات شخصية و كلها تتحقق بفوز رئيس من معسكر الجمهوريين المحافظين فى إنتخابات الرئاسه
و بمجرد أن تشعر الإداره الديموقراطيه الحاليه بالضغط و دخول لاعبين جدد من الأمريكيين الشرق أوسطيين لقلب موازين النتائج الإنتخابيه المقبله فى ولايتى نيويورك و نيوچيرسى فسنشعر بتغير فورى فى سياسة إدارة باراك أوباما تجاه مصر
هنا نعود للدكتور هربرت لندن عبقرى الأنتخابات المحليه الذى تربطه علاقات صداقه مع السيناتورات المحليين ويعرف جيداً ال
Electoral College الخاصه بولايتى نيويورك ٢٩ صوت و نيوچيرسى ١٤ و هي ولايات ديموقراطيه تقليدياً و لكن لو دخل بعض اللاعبين الصغار لقلب الموازين يمكن لرئيس جمهورى ان يحصد هذه الأصوات بسهولة {٤٣}صوت يقلبون موازين الأمور لصالح الجمهوريين
و لكن أين هذه المجموعات الشرق أوسطيه التى يمكنها لعب هذا الدور
الإجابه هى – الأقباط الأقباط الأقباط
السنوات القليله الماضيه سلطت الأضواء على هذه المجموعه السكانيه الصغيره المتفوقه اكاديمياً و إقتصادياً و التى تتمركز حول كياناتها الدينيه و بخصوصيه شديده و التى انقلبت ١٨٠ درجه من مواجهات شبه دائمه مع دولة مبارك لحاله من الدعم الغير مسبوق لثورة ٣٠ يونيو و لدعم السيسى و حكومته دعم غير مشروط فى حربهم ضد الجماعات الإرهابيه داخل مصر و خارجها
و على ما يبدوا ان اعداد المصريين على سلالم قنصليات مصر للمشاركه فى الإستحقاقات الديموقراطيه المتعاقبه و الوقفات و الفعاليات المتعاقبه قد جذبت الإنتباه لهذه المجموعه العرقيه الصاعده فى منطقة (hudson )
اليمين المحافظ يعلق أماله على هذه المجموعه المحافظه بطبيعتها و هنا تظهر مشكله و هى إحتياج هذه المجموعه للتنظيم و الخبره و بالرغم مما أظهروه فى الفتره الأخيره من قدره على التجييش و الحشد إلا انهم يحتاجون للإنفتاح أكثر على اليمين الأمريكى و الإنخراط داخله و دعوته الى مؤسساتهم المدنيه و الدينيه و تشجيع أعضائها على التسجيل كجمهوريين فى القوائم الإنتخابيه و دعم أعمده جمهورية فى الإنتخابات المقبله و هنا تظهر الأهمية الشديده للجنة ال EAPAC اللجنه المصريه الأمريكيه للعمل السياسى و التى أسسها المحامى ماجد رياض و هى الكيان الوحيد القادر على التعامل مع هذا المشهد و تحول كل هذه الأشياء لواقع محسوس و قابل للتنفيذ و كان غياب ال Egyptian American Political Action committee أثر سلبى على الإجتماع وهذا الغياب يقودنا الى موضوع شديد الحساسيه
و هو دور المؤسسه الحكوميه و الدبلوماسيه المصريه التى لابد أن تدرك أن هذا المشهد هو مشهد (أمريكى أمريكى) و تترك هذه الكيانات تتعامل بحريه تامه مع رجال السياسه الأمريكيين دون تدخل من جانبها فهم فى النهاية مواطنين أمريكيين فى إنتخابات أمريكيه .
الوقائع المصريه الأمريكيه