الثلاثاء , نوفمبر 19 2024

وسقطت العبائة!!

10

بقلم : ياسر العطيفى
(الأقصر بلدنا بلد سواح فيها الأجانب تتفسح وكل عام وقت المرواح بتبقى مش عاوزة تروح وتسيب بلدنا)هكذا تغنى العزبي على أصوات طقطقات أرجل الخيل لعربات حنطور الأقصر الشهيرة على الأسفلت ،وهكذا كان يتغنى كل من يسمع أسم الأقصر،تلك المدينة الساحرة اللتى ترفل في عبائة السياحة المزركشة منذ عقود واللتى أضفت على الأقصر ملمساً مختلفاً ورونقاً يختلف عن كل مدن الصعيد،ثم دائماً هي الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن!!فهبت على المنطقة العربية رياح بل عواصف التغيير من 25يناير ثم30 يونيو،لنصحو على إكتشاف حقيقة مرة في الأقصر لم نكن ندركها او حتى نلمحها من قبل!!هاهي عبائة السياحة تسقط بفعل التغييرات والاضطرابات السياسية لتكشف عن جسد نحيل مهترئى للاٌقصر وبدت لنا سؤتنا!!وطفقنا نخصف على الأقصر من ورق الأرض لآهثين باحثين عما يستر عورتنا لتأتينا الفجيعه صارخة لآ أوراق تستر!! لا (مصانع،مزارع،مراعي،صناعات كبيرة،مولات تجارية)!!بل حتى لا ترفيه(دور سينما،أوبرا،حدائق محترمة،نوادى على مستوى،ملاهي)!!لا شىء يا سادة!أصبحنا بلد اللا شىء!وكأن كل ما كان يسترنا هي ورقة توت واحده فقط تسمي السياحة!!أو هي عبائة كبيرة أغرتنا ببهرجة ألوانها لسنوات عديده ثم أكتشفنا فجاة أن كل ذلك كان مثل قوس قزح!!!كيف تهمل الأقصر وتهمش طوال تلك السنوات وهي الفرخة اللتى كانت تبيض ذهباً للدولة،ومورداً ضخماً لتدفق العملة النقدية الصعبة لخزينة دولتنامنذ عقود !!!(هل جزاء الاحسان إلا الإحسان)نحن لا نستجدي احداً ولا نطلب من احد أن ينظر لأقصرنا بعين الرضا!!نحن فقط نطلب رد الجميل أو بالأحرى بعض من فوائد أموالنا اللتى اغدقناها على خزينة الدولة لسنوات ، لتضخ فى شرايين الأقصر مرة أخرى لتعيد لها نبض الحياة وتستفيق من وعكتها!!لا أبالغ حينما أقول أن الأقصر ترقد الأن في غرفة العناية المركزة وتحتاج لعملية جراحية دقيقة وبأفكار خارج الصندوق لإعادتها للحياة مرة أخرى!!فلا وظائف الأن أغلقت الشركات والبازارات وسرح العاملون فى الفنادق واصحاب الحناطير اللذين كانوا يتباهون بزخرفة عرباتهم لا يجدون ما يطعمون به خيولهم!!تسير في شوارع الأقصر الأن تشعر وكأنك في مدينة أشباح أوأطلال!!أصبح شباب الأقصر اللذي كان يتباهى قديما بعمله فى السياحة ولا يفكر مطلقاً فى ترك الأقصر اللتى توفر له ما يكفية،فبأقل مجهود يحقق الربح الوفير!!أصبح الشباب الأن يرحل عن الاقصر باحثاً وطارقاً لأبواب الرزق في بلاد أخرى أو حتى محافظات أخرى فهو الأن يعانى من اللا شىء بالأقصر!!وحتى الأن لا توجد محاولة واحده حقيقية لإنتشال الأقصر مما هي فية!!
وإذا نظرنا للأقصر وموقعها فهي قريبة من أفريقيا وفى المنتصف ما بين البحر الاحمر وموانيها لو قلنا سفاجا على سبيل المثال وما بين قنا والوادى،فلماذا لا تكون الاقصر محور وقاعده إرتكاز لتصدير المنتجات المصرية من مصر للسودان وأفريقيا وإلى موانىء سفاجاً ومنها إلي الخليج!!لماذا لا تفكر الشركات المصرية الكبرى في ذلك كنوع من انواع المساهمه الحقيقية والتنشيط للاقصر وفي نفس الوقت سيجدون من شباب الاقصر المثقف الواعى المقبل على العمل كل العون والمساعده،فلدينا طاقة شبابية هائلة تنتظر الفرصة،لماذا لا نقوم بعمل مصانع تجميع للسيارات فى الظهير الصحراوى للاقصر،او مصانع تجميع للاجهزة الكهربائية ونقوم بتصديرها للدول الافريقية والخليجية!!مصنع تدوير القمامة فى الطود!!لماذا لا يعمل ومغلق ونحن فى أمس الحاجه للعمل فى الاقصر!!؟لماذا لا نقوم بعمل مصنع لتجفيف الطماطم بإسنا الوفيرة بمحصول الطماطم وتصديرة للدول الأوربية والعربية فلنا ان نتخيل كم العماله اللتى ممكن ان يستوعبها هذا المصنع وكم العماله اللتى ستحتاجها الصناعات التكميلية اللتى ستقوم على هذا المصنع وتكون نتاج مباشر لعملة!!الفنانين ومخرجى السينما لا يكفى ان تأتوا لنا مصفقين متغنيين وبهذا تقولون انكم تدعمونا!!هذا ليس دعما بل شو اعلامي يا سادة!!نريدكم ان تأتوا وتصورا افلاما هنا وتنتجوا افلاما هنا وتصنعوا من الاقصر لوكيشن كبيراً لأعمالكم فبهذا يعود علينا نفعكم من اقامتكم فى فنادقنا واستأجاركم لمرافقنا ، الأقصر لا تحتاج الأن لأصوات داعمه لها زيفاً نحن الأن في الأقصر لمن يقدم لنا الفكره مدعومة باليد اليمني ونحن كأهل الأقصر وشبابها لن نقدم يدنا فقط للمصافحة والترحيب بل سنشمر عن سواعدنا جميعاً للعمل وكما تقول المقولة (قل لي وسوف آنسي ~ آرني وقد أتذكر ~ أشركني وسوف أفهم)

شاهد أيضاً

رحمة سعيد

كيف نحمي البيئة من التلوث؟

بقلم رحمة  سعيد متابعة دكتور علاء ثابت مسلم  إن البيئة هي عنصر أساسي من عناصر …