الإثنين , ديسمبر 23 2024

من انت أيها الجبل العظيم؟

 

blob
د. روز غطاس

بقلم : د. روز غطاس

من انت أيها الجبل العظيم؟

هل هناك مرة عزيزي فكرت في مشكلتك انك انت الوحيد الذي تواجه هذه المشكلة الصعبة الحل، ولا يوجد احد يفهمك او يُقدر ما تجتاز فيه؟ هل مرات كثيرة فكرت فيها وثقلت انفاسك بعدها؟ وشعرت انك تكاد تجن او تموت هلعا من تبعيات هذه المشكلة وما هو القرار المناسب وماذا تختار؟ هل شعرت انك بمأزق لا يمكنك الخروج منه أو مرض عضال صعب شفائه ويعطلك عن ان تعيش صحيحاً؟ هل من مرة نظرت للأمر كما لو كنت تقود عربة يد صاعدا تل وعجلات العربة مربعة وهناك ثقل علي كتفك ومن يشدك لأسفل؟ هل رددت عدة مرات ان هذا الامر مستحيل الحل؟ هل مشكلتك المادية تقف حائلا دون تحقيق ما تسعي اليه؟ فنحن عادة ما نقول : عندي مشكلة واقفة زي الجبل مش عارف لها حل وشاغلة كل تفكيري. عندي دهنة زيت والمرابي سوف يأتي ليأخذ اطفالي يبيعهم بالسوق. كان نعمان قائداً عظيماً مملوءً برصاً. ومفيبوشث الاعرج كانت رجليه جبلا امام جلوسه علي مائدة الملك داود( صموئيل الثاني 9 : 13 ). واتون النار المحمي سبعة اضعاف وجب الاسود الجائعة جبل يتحدى ايمان هؤلاء الشباب الاربعة المسبيين. فالتلاميذ كانوا في مشكلة تلو الأخرى : الجموع جائعة وليس معنا طعام او مال كثير لإطعامهم. السفينة عبر البحر تتقاذفها الامواج وصرخوا: اما يهمك اننا نهلك. نعود للصيد لان يسوع مات فكل شيء انتهي وعاد الي قديمه. مات لعازر بعد ايام صراع مع المرض الذي كان كالجبل امام اختيه مرثا ومريم. والمجدلية فكرت في حجر القبر كجبل وعائق كبير امامها وتسألت : من يدحرج لنا الحجر. والسامرية تسألت باستغراب: كيف تسقيني والبئر عميقة؟ وكسيح بركة حسدا زاد كسحا بجلوسه جنب الماء يجتر في الامه وخطيته حتي غفرها له الرب يسوع واطلقه ليحمل سريره ويمشي؛ والعشار الخاطئ وقفت اعماله وافكاره الشريرة كالجبل فقرع علي صدره وصرخ: ارحمني يا رب انا الخاطئ. ومرة اخري يتكلم الرب الاله مع جبل ضخم امام عبده زربابل ويقول: من انت ايها الجبل العظيم امام زربابل تصير سهلاً( زكريا 4 : 7 ).وهذا يذكرني بقصة التينة التي يبست وتعجب التلاميذ من هذه الواقعة في ( متي 21 : 21 ) قال الرب يسوع: ان كان لكم ايمان ولا تشكون, فلا تفعلون امر التينة فقط ، بل ان قلتم ايضا لهذا الجبل: انتقل وانطرح في البحر فيكون. وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه. ونفس الشيء قاله الملاك للقديسة العذراء مريم: لا يستحيل علي الرب شيء ، كل شيء مستطاع لديه. فالرب الذي صنع هذا الكون العظيم والمحيطات والكواكب والانسان وغيره لا يقدر ان يحل مشكلتك؟ لماذا تتعمد اهانة الرب وتحديد قدراته ، كل الامر بيدك امضي للرب الاله علي طلب علم واحاطة ووكله ليتكلم عنك ويحل مشكلتك وسوف تري العجائب فان اسمه عجيب وهو اله عجيب واعماله عجيبة. فقط سلم له زمام الامور كما فعل الملك حزقيا عندما وصلته رسائل التهديد والوعيد من جيوش العدو؛ كل ما فعله دخل محضر الرب وصرخ بعد ان فرد الرسائل امامه كما لو كان يقول اقراء يا رب( ملوك الثاني 19: 14 ) ، ليس لدي اي قوة او قدرة لكن نحوك اعيننا…..انا مثل الطفل الصغير الذي يستنجد بابيه ويستعطفه بالنظرات لأنه لا يستطيع التعبير عن الموضوع الكبير الذي هو اكبر منه؛ كالعبد الذي ينتظر امر سيده ليفعل ما يأتمر به. كما فعلت حنة ام صموئيل النبي حينما وقفت صامتة دموعها تملأ عينيها وتحرك فقط شفتاها تحكي عن الكدر والمرار الذي بداخلها مما حدث معها حتي ان الكاهن حسبها سكرانة واراد طردها من هيكل الصلاة؛ فعندما شاركت قلبها المر استجاب الرب لطلبها في الحال وارسل تأكيده علي طلبها مع الكاهن. صلي صلي صلي صلي بلا انقطاع وسوف يستجيب الرب بعجائب.

شاهد أيضاً

“غواني ما قبل الحروب وسبايا ما بعد الخراب ..!! “

بقلم الكاتب الليبي .. محمد علي أبورزيزة رغم اندلاع الثورة الفكرية مُبكِرًا في الوطن العربي …