بقلم / مروة عيسى
من المؤسف أن نرى ونسمع كل يوم عن حادث أليم في بلدنا. ولكن هذه المرة لم يكن الحادث أليم فقط إلا أنه نم أيضا عن تفشي داء الشماته بين أفراد هذا الوطن، فقديما كنا نرى الناس يواسون بعضهم البعض في الأحزان ويشاركون بعضهم في الأفراح فيحزنون لحزن بعض ويفرحون لفرح بعضهم . لكن اليوم كل فرد أصبح شغله الشاغل هو نفسه فقط فالكل يلهث وراء لقمة العيش متناسين ما عليهم من واجبات تجاه بعضهم البعض . ولم يقتصر الأمر على هذا فقط ، بل وصل إلى أنه عندما نرى أى حادث يحدث في الشارع كحوادث القتل أو السرقة أو حتى الإغتصاب أو الخطف نمر دون أن نفعل أدنى فعل يمكن أن يحدث في مثل هذا الموقف كالإبلاغ مثلا عن الحادث أو محاولة الوقوف بجانب المظلوم كما كان يحدث قديما وهو ما كان يطلق عليه الشهامة والمرؤة . والأدهى من هذا ليس المرور فقط دون فعل أى شيء بل يمكن أن يتم الوقوف بالفعل لكن من أجل تصوير الموقف وانتظار انتهاء الجريمة بشكل كامل دون فعل أى شيء . أليس ما يحدث يسمى مرض الشماته ؟! فأين الشهامة والمرؤة التى كنا نلمسها في مجتمعنا من قبل ؟
ففي الأيام القليلة الماضية انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعى فيديو يظهر أحد الأفراد بشنق شخص قام بقتل أخيه( من أجل أن يثأر لحق أخيه) ، وكأننا أصبحنا في مجتمع يحكمه شريعة الغاب. في دولة غاب بها القانون . في مشهد نادر وقوعه في مصر، حدث ذلك الحدث المؤسف أمام أهالي منطقة عزالدين في قرية البريجات بمحافظة البحيرة، بعد أن ساعده جيرانه في القبض على الشاب . ويظهر في الفيديو المتداول على موقع “فيس بوك”، الفلاح يعلق الشاب على عمود إنارة ويشد بقوة الحبل الملفوف على رقبة الشاب، وسط مشاهدة من الجميع دون أن يتحرك أي فرد من أجل إنقاذ الموقف .
إن هذا المشهد المزري يدل على ما وصل إليه حال مجتمعنا فلم يعد البشر على ثقة بأن القانون سيأتي إليهم بحقوقهم فأصبح كل فرد يأخذ حقه بيده . والجميع يقفون ساكنين دون تحرك دون عمل أي رد فعل تجاه ما يحدث . لا أدعي أن المقتول هذا لم يذنب ولكن لا ينبغي أبدا أن يتم أخذ الحق بهذه الطريقة البشعة الغير إنسانية والغير دينية أيضا . وهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر إلى ما وصل إليه مجتمعنا من ضياع الأخلاق والدين .فمن المستفيد مما يحدث ؟ ومن وراء هدم القيم الأصيلة التى ظلت راسخة لفترة طويلة في مجتمعنا ؟ فمن هو الجاني الحقيقي والمسئول عما يحدث الآن ؟
الوسوممروه عيسى